Print this page

صالح الفالح مدير مركز الفنون الركحية والدرامية بسليانة لـ«المغرب»: «حان الوقت لجعل اللامركزية واقعا ولا شعارا»

• لازلنا ننتظر القانون الأساسي للمراكز

الفن يجعل الحياة محتملة،وبإمكان المسرح والفنون عامة أن يغيّرا وجه المدينة ويزرعا قيم الحياة والفرحة والسعادة

وقد تصبح هذه المدن مدن الحفل والخروج إلى الفعل الجماعي بهذه الكلمات تحدث صالح فالح مدير مركز الفنون الدرامية والركحية لـ»المغرب» التي التقته اثناء مواكبة فعاليات تظاهرة circuit théâtre.
صالح الفالح مخرج مسرحي له بصمته في المشهد المسرحي، فنان يدخل غمار النقد ويشاكس السياسي والمجتمعي في اعمال مسرحية مثل «رسالة الى امي» و«البستك زينة» و«الماكرون» و«حين رايتك» وهو منحاز لهموم شعبه، تعلم من الريف حب الحياة ويحاول زرع الامل بالمسرح في ارياف سليانة منذ توليه ادارة مركز الفنون الركحية.
• كيف تقدمون تجربة circuit théâtre ولم اخترتم العروض في المدارس؟
لننطلق من البداية، سليانة تفتقر الى الثقافة، تقريبا كامل الجهة ريف وباعتبار المركز له الصلاحية للعمل في كل الولاية ووجود المركز تطبيق للامركزية لذلك حرصنا على تنفيذ مشروع الدولة ومشروع المواطنة وهو حق المواطن في الثقافية اينما وجد.
كان الريف وجهتنا لانه يفتقر الى مؤسسات ثقافية والجمهور المستهدف والوفي هو الطفل فالكهل لا يأتي الى العروض إنما نحاول استقطابه بطرق مختلفة، لكن الطفل يقبل بشغف على الفرجة فقررنا ان نذهب إلى التلاميذ في مدارسهم لأنهم لا يعرفون معنى الفرجة لنشاركهم الفرجة والمتعة ونحفز فيهم الخيال وندافع عن حقهم في الثقافة.
سكان الأرياف أناس مناضلون هم حماة الوطن لأنهم لازالوا متمسكين بجبالهم ولم يتركوها قفارا ومن واجبنا ان نزرع فيهم الأمل ومن حقهم علينا كمركز ان نوفر لهم البعد التثقيفي والفني.
وقد انطلقت التجربة من سليانة الجنوبية أي مكثر والروحية وكسرى كمرحلة أولى، وقدمنا عروضا في مدارس «الحذايقية» و«الدويلات» و«وادي الرمل» ومدرسة «بوعبد الله»، فهذه السنة انطلقنا بستة عروض فقط ونشكر ادارة المسرح لأنها قدمت لنا عروضا مدعومة لأننا في هذا العام لا نملك ميزانية خاصة بمركز ولا منحة مهرجان، كما نشكر مندوبيتي الثقافة والتربية لأنهما شريكتان في المشروع.
• هل كانت التجربة صعبة؟
هو رهان منذ البداية، فكرة الذهاب الى الريف منبعها ان الكثير من شعراء تونس ومسرحيها وفنانيها قدموا من الريف، ومن حق اطفال الريف اليوم على هؤلاء ان يعودوا اليهم محمّلين بالامل والفن، في طفولتي حرمت من الفرجة من المسرح ولا نريد ان يحرم جيل اليوم من مشاهدة الفنون عن قرب ومشاركة الممثل او الفنان لحظات من المتعة الحقيقية التي لا يوفرها التلفاز، هو رهان صعب لكننا نريد خوض غماره، فتلك الابتسامة وكلمة شكرا من التلميذ تنسينا التعب الجسدي والاجهاد النفسي، لان الفن يسهّل الحياة ويشعر الطفل انه مواطن له حقوق قبل الواجبات.
• عمر مركز الفنون الركحية قصير من حيث عدد السنوات؟ ما الذي قدمه في سنواته القليلة؟
مركز الفنون الدرامية، منحته لا تنجز عمل مسرحي لكنها تتوزع على التسيير والتكوين والانتاج والتظاهرات، يجب ان يكون المشرف كما مصباح علاء الدين يحقق كل هذه العجائب، لذلك قررنا التعويل على الاصدقاء في تظاهرة «انا كاتب» فالكتاب من الاصدقاء يتنقلون مجانا ليشاركوا الجمهور كتاباتهم والنقاش فيما يكتبون وكانت التجربة ناجحة مع حسونة المصباحي وصلاح البرقاوي واللقاء مثمر لانه فتح باب للقراءة واللقاء بين كاتب وقارئ متلهّف لاستهلاك المعرفة.
بعدها كانت «القراءات المسرحية» ونوفر للجمهور فرصة اللقاء بين مخرج العمل والممثلين والجمهور ليتفاعلوا حول نصّ ما، عادة النصوص تكون كتبت في فترة زمنية محددة لها ملامحها الاجتماعية والسياسية وهو سبب بقائها طويلا، قدمت حلقة مع سامي النصري، وسنكرم عبد الوهاب الجملي من خلال الممثلين الذين شاركوا في العمل.
«البلكون موسيقى» تجربة موسيقية اخرى، تجربة مختلفة تبدأ من البلكون أصبح لها جمهورها، عرض انيس العلوي وياسر الجرادي نجحا رغم الطقس، هي فرصة لتقديم مادة ثقافية متنوعة لجمهور يريد الاستماع الى موسيقى متجددة.
• مع التظاهرات قدمتم عدد من الانتاجات لو تعرفنا بها؟
قدمنا مسرحية «آفان» إنتاجنا الذاتي الاول عمل يقوم على البحث وجهد يوجد تناغم بين المجموعة تستطيع التفاعل معها للإضافة، السينوغراف أيضا كان محترفا وساهم في تطوير العرض، «آفان» عمل جماعي وحقيقي قائم اساسا على الحب، نتيجته كانت محترمة فرجويا، هناك حب للطرح المسرحي المقدم و«آفان» اليوم يقوم بجولته المسرحية ونرجو ان يتحصل على حظه في التوزيع
العمل الثاني «بيضة سيزيف» للاطفال والناشئة يقوم على تجربة خيال الظل سيقدم في شهر ديسمبر المقبل.
اردنا خلق نواة من الممثلين في جهة سليانة، في اختيارنا للاعمال الموجهة للطفل المربوطة بالممثلين وتجربتهم، اغلبهم يعملون على مسرح الطفل فاردنا تطوير هذه التجربة وتعزيزها، اردنا الاشتغال على نماذج متنوعة في مسرح الطفل وثالث الانتاجات سيكون عملا للكهول من اخراج صالح الفالح.
• كيف تشرحون واقع المسرح التونسي؟
المسرح يحتاج إلى موارد مالية، على الدولة والقطاع الخاص الإيمان أن الثقافة رأس مال بشري، الثقافة أيضا يمكن الاستثمار فيها لخلق مواطن واع متعلم له نظرة نقدية، متصالح مع ذاته، وكل هذه الصفات تتطلّب ثقافة ومعرفة وتعليما جيدا، لذلك يجب الرهان بشكل جدي لخلق أرضية حقيقة للفنانين ليعملوا، حين تتوفر الموارد المالية حينها تتوفر الحرفية ويقدمون طرح جيد يحمل هموم الناس وطرح يتماشى مع الإنسان الجديد، لذلك مشكلة المسرح أولا مشكل مادي، لن يتطور الفكر إن لم تخلق له حياة.
• ما هي وضعية المراكز الجديدة، المالية والقانونية؟
الوضعية تقريبا ضبابية، لا موارد بشرية او مالية، في النهاية لا تعرف ماهي وظيفتك بالتحديد مدير او عامل او تقني اضاءة او مبدع، ولازلنا ننتظر القانون الاساسي المقدم الى رئاسة الحكومة، في النهاية عامان من الكورونا والانتظار فقط .
• هل تعملون على تظاهرة جديدة في المستقبل؟
بالفعل هناك فكرة مهرجان اخر نريد ان يقوم على جائزة لافضل اخراج عنوانه «المسرح والمجتمع» ونقدم فيه الانتاجات الجديدة التي لم تعرض بعد ، مدته ستة اشهر كل شهر عرضا مسرحيا ولجنة التحكيم تختار افضل عرض، ننطلق يوم 27نوفمبر بعرض خارج اطار المسابقة هو «سوق سوداء» لعلي اليحياوي الحاصل على جائزة افضل عمل متكامل.

المشاركة في هذا المقال