Print this page

قصيدة: صَبَاحَ الحُـــبِّ ... يَا حُبِّــــي

الإهداء: إليها... وليست آخرَ مرّة...
صَبَاحَ الحُبِّ

يَا حُبِّي،
صَباحَ الوِدِّ والعَهْدِ،
صَبَاحَ الوَرْدِ
يَا سَعْدِي،
شَقِيقَةَ الرُّوحِ والعِشْقِ،
أَيَا ما كُنْتِ في كلّ صباحٍ
ومَا زِلتِ،
تَقْتَحِمِينَ أَعْمَاقَ عُمْقِي
بلاَ إذْنِ...
وَتَنْثُرِينَ الأشْوَاقَ شَوْقًا
بِشَوْقِ،
وَتَزْرَعِينَ الآمَالَ حَبًّا
بِحَبِّ،
تَدُكِّينَ جِبَالَ لَيَالِيَ الهَمِّ
والكَرْبِ...
  
حبِيبتِي...
بِرَغْمِ طُبُولِ الحَرْبِ
التِي تَدُقُّ فِي قَلْبِي،
فَأَنْتِ دَائِمًا قُرْبِي،
صبَاحَ الهُنَا والآنَ
وَالآتِي...
وَفِي كُلِّ الدُّرُوبِ
أُلَاقِيكِ
جَنْبًا بِجَنْبِ...
  
صَباحَ الحُبِّ،
يا حُبِّي...
أَفِي الشَّعْرِ سِحْرُ؟
وَفِي العَيْنَيْن سِحْرُ؟
وفي الثّغرِ سِحْرُ؟
وفي الحِلْمَتَيْنِ سِحْرُ؟
وفِي الخَصْرِ سِحْرُ؟
وَفِي الأناملِ سِحْرُ؟
وَفِي ثَنَايَا الجِسْمِ سِرٌّ وسِحْرُ؟
فَهلْ أَنْتِ حَبيبتِي السّحْرُ فَرْدًا
وجَمْعًا،
فَلَمْ يَبْقَ بَعْدَكِ في الكَوْنِ،
سِحْرُ...؟
  
صباحَ الحبِّ
يا حبّي
لكِ مِنِّيَ عهْدٌ
فِي الحَاضِرِ والآتِي...
لكِ مِنّيَ عهدٌ حتّى إنْ غِبـتِ يومًا
وَلَمْ تأتِي،
لِتَمْلئِي بالنُّورِ
صَبَاحَاتِي...
أَنَا سيَّدتِي فِي العِشْقِ طُوفَانٌ،
فاغْمًري بِلَا كَيْلٍ،
ولَا قيْسٍ،
ولَا مِيقاتِ...
  
حَبِيبَتِي،
سيّدتِي وَمَوْلاتِي،
«اِحرمِيني الخُبْزَ إنْ شِئْتِ،
اِحْرِمينِي الهواءَ...
والماءَ،
لكِنْ لا تَحْرِمِيني ضَحْكَتَكِ...»
فَأَنْتِ الموْتُ
لِلْمَوْتِ،
حياتي...
وإنْ شِئْتِ...
فَأنْتِ دُنْيَايَ في الدنيا
وَبَعْدَ المَوْتِ آخِرَتِي أَنْتِ
فَلاَ حَاجَةَ لِي بعْدكِ
لِلْجَنَّةِ وَالنَّارِ،
فَحُبُّكِ الجَنّةُ إِنْ شِئْتِ..
وُحُبُّكِ النَّارُ إِنْ شئت...
  
حبيبتي...
فَضَاءُ الرّوحِ أنتِ،
وَأنْتِ الزَّمَانُ،
وَأَنْتِ المَكَانُ،
بِلَا بِدَايَاتٍ
وَلَا ِنهاياتِ...
لأنّكِ الحُبُّ،
بِكُلِّ بَسَاطَهْ...
فتبًّا لمَنْ لا يُحِبُّ،
وَتَبًّا لِمَنْ قَالَ
إنّ لِلحُبَّ،
نِهَايَاتِ...

تونس في 14 فيفري 2021

نص: حمه الهمامي

المشاركة في هذا المقال