Print this page

تجليات مودع.. المسرح حرية: 20وحدة سجنية: 10 سجون رجالية و5 سجون نسائية و5 إصلاحيات أطفال

ابدع، عانق الحلم في اقصى مكان لا تهب الأسوار وحلّق بأفكارك خارجها احضن نسيم الحرية وعاكس امواج البحر ونسمات الحياة في الخارج

فأنت انسان ولك كل الحق لتحلم وتبدع، دع جسدك يكتب تجلياته دعه يرقص دعه يفكر في الحرية ويراقصها كما يراقص العاشق معشوقته لك أن تتجلى كما الشمس بازغة او كما الحلم فارها، لك أن تكون شامخا رغم الجدران والقضبان لأنك انسان وبالفنون يكتسب الانسان إنسانيته ويعيش الحرية والتفكير والحلم والحياة وان قيدته جدران السجن الصماء.
في إطار الحق في الثقافة وقدرة المسرح على بعث الأمل في الانسان يتجدد لقاء السجناء مع المسرح في برنامج جديد عنوانه «تجليات مودع» لجمعية رؤى الفنون والثقافة بالمحرس بالشراكة مع مراكز الفنون الركحية والدرامية و الإدارة العامة للسجون والإصلاح ووزارة الشؤون الثقافية والمشروع بدعم من تفنن تونس ويشرف عليه المسرحي زياد غنانية والهدف الأول من المشروع هو توفير الفرصة للمودعين ليقدموا تجلياتهم الإبداعية.

تجليات مودع: 20عمل مسرحي في 20وحدة سجنية 
المسرح فعل متحرر هو حركة متمردة وإعادة لكتابة الواقع بطريقة مغايرة المسرح مطية للنقد والسفر الى عوالم وشخصيات متعددة والمسرح وعي ومن خلال المسرح نريد توعية السجناء ومساندتهم لإعادة دمجهم في المجتمع بعد انهاء عقوبتهم، هكذا يتحدث زياد غنانية المشرف على مشروع «تجليات مودع» في دورة 2020.
فكرة اخرى ومشروع جديد موجه للمساجين اعترافا بحقهم في الثقافة اذ سيكون للنزلاء وللجمهور أيضا لقاء مع 20 عملا مسرحيا جديد ومراكز الفنون الركحية هي التي من ستختار اساتذة لتنشيط نوادي المسرح في 20وحدة سجنية ، منها 10 رجالية و5نسائية و5اصلاحيات ونسعى لوضع اتفاقية تضمن حقوق «السجين-المبدع» في الانتاج والترويج حسب تعبير غنانية مدير مركز الفنون الركحية والدرامية بزغوان.

ويضيف محدثنا، الأعمال التي ستنجز ستكون قياسية وستنتجها المراكز في إطار تجربة عمل مع النزلاء داخل السجون ونحاول في المشروع أن يتمتع «المودع-الممثل» بمنحته المالية داخل السجن ومن ينهي مدته سنعمل على توفير مستحقاته ومعلوم التنقل لنضمن مشاركته في العروض ومحاولة إعادة دمجه في المجتمع عبر الفنون، مضيفا ان «تجليات مودع» مشــــروع يقدّم موضـــوعات مطروحة بعفويـــــة منهم مثل الارتجال والدراماتورجيا يعملون عليه كعمل احترافى سنعمل على ضم من لديهم موهبة فى هذا المجال وليس مجرد الرغبة فى المشاركة حتى تكبر المنافسة فنحن نبحث عن الجودة الفنية كى يتعلموا مهنية المسرح والفن وكيفية خلق جوً عامً للفرجة وممثلين على طريق الاحتراف بأداء مقنع وسليم.
في «تجليات مودع» لن نقتصر على مجرد النشاط او العرض بل سنسعى ان تكون العروض متكاملة ستوفر المراكز تقنيين محترفين لنضمن جودة الاعمال تقنيا كما ستتوفر العروض العشرون على السينوغرايا والديكور والكوستيم وكل تفاصيل تقديم عمل مسرحي محترف لان المسرح ليس شهادة او مهنة بل هو فن الحياة و النزلاء اثبتوا قدرتهم على الابداع و

النجاح وشد انتباه المتفرج.

«تجليات-مودع» ورشات تكوينية توجه للمودعين يشرف عليها مؤطرين ومخرجيتن من أصحاب الأفكار المؤمنة بأهمية المسرح وقدرته على التأثير ايجابا ويؤكد غنانية في البرنامج كل 5وحدات سجنية سنحاول ان تقدم تظاهرتها الخاصة وتعرض أعمالها المسرحية على بقية النزلاء للنقاش وطرح الاسئلة فالمودعون عادة ما ينتظرون آراء زملائهم لإصلاح بعض الأخطاء، ويشير محدثنا إلى أنه لم ينجز إقامة فنية خارج أسوار السجن لكن أنجز أقامات فنية داخل السجن فالنزلاء جدّ ملتزمين بالوقت والنص وحفظه ويشعرونك أنهم مقبلون على فعل إبداعي بكل الحب والصدق.
«تجليات مودع» فرصة أخرى تجمع جمعية رؤى للثقافة والفنون في شراكة مع المؤسسة السجنية لتقديم فعل مسرحي إبداعي داخل السجون وإبراز ما تحويه السجون من إبداعات ووسيلة أخرى للتحرر ولإيصال الحق في الفن الى المودعين ويشير إلى أنهم لم يختاروا بعد الوحدات السجنية التي سينجزون داخلها النوادي لكن المؤكد ان سجن صفاقس والمنستير والمهدية والمسعدين والهوارب واصلاحية سيدي الهاني موضوعة في القائمة الى حد الان لأنها احتضنت أولى الأحلام في إبداعات المساجين.

انطلاقة مودع: المسرح حياة والسجناء نجوم الركح
ممتعة هي الأحلام حين تتحقق، مزيج من الخوف والفرح ورغبة كبرى لمعرفة قصصهم وحكاياتهم وكيف استطاعوا تقديم أعمال بتلك البراعة وهم خلف الجدران هكذا يمكن تلخيص مجموعة من الأحاسيس تراودك كلما شاهدت عمل مسرحي من نوادي المسرح في السجون، تلك الأعمال المتميزة بعضها ظل عالقا بالذاكرة على غرار «جوجمة حس» إخراج محمد امين الزواوي عن سجن برج الرومي وعمل «بلا قيود» إخراج عفاف انداري السجن المدني مرناق و»الحديقة السرية» اخراج علي ماجري سجن المرناقية و»الريح البرة» سجن صفاقس إخراج علي بوكادي.
«تجليات مودع» لم يولد من فراغ بل هو مواصلة لأفكار سابقة هو لبنة أخرى للإبداع سبقها مشروع «انطلاقة مودع» المشروع الذي انطلق مع جمعية مسرح الطموح بالشبيكة والسجن المدني بصفاقس ومركز الفنون الركحية والدرامية بصفاقس.
وعن البرنامج يقول زياد غنانية مخرج مسرحية «داموس 34» التي عرضت ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية للعام 2018، «انطلاقة مودع» كانت انطلاقة المشروع في 2016 حين اقتربنا أكثر من المؤسسة السجنية وعرفنا مدى حاجة السجناء للمسرح، في السجن يجرّد السجين من الوقت والمسرح فعل حركي حياتي يحي المخيّلة ويقوم بتوعية السجين لذلك أدخلنا ورشات التكوين المسرحي مع جمعية مسرح الطموح بالشبيكة إلى المؤسسات السجنية وكانت الانطلاقة الفعلية عام 2018مع العروض التي أنتجتها النوادي.
ويضيف غنانية انطلقنا بتشغيل 7 أساتذة متخصصين فى الفن المسرحى من ناحية التدريبات على ورشات متنوعة فى تدريب الممثل بشكل احترافى والتقنيات وقمنا بالعمل مع الأطفال على اللغة العربية الفصحى والتدريب على صنع العرائس وعلى الألعاب الدرامية فى الإصلاحية ، ففي كل مرة نحاول تجريد السجين من الأفكار الروتينية لينتفض ويثور ويفكّر حد أن وصلنا لمرحلة الإنتاج، وقد كانت الانطلاقة من سجن الهوارب واصلاحية سيدي الهاني وسجن صفاقس وكانت نتاج الورشات الأعمال المسرحية التي كان عددها 6في العام 2018 ليرتفع في دورة 2019 إلى 11 عرض مسرحي بمشاركة 120 سجين 7 عروض منهم عروض سجنية رجالية و 3 عروض سجنية نسائية و عرض لمركز إدماج وتأهيل الجانحين.

في «انطلاقة مودع» كانت التجربة جد ممتعة ومختلفة في دار الثقافة ابن خلدون قدم المساجين أعمال مسرحية ترتقي إلى الاحتراف، نصوص جدّ ثرية وأداء مقنع،ى كل الأعمال التي عرضت نالت إعجاب الجمهور فكانت التجربة انسانية مسرحية ويقول غنانية انّ الممثلين تمتعوا بمنح مالية ليشعروا أنهم ممثلون حقيقيون ويقدمون عمل إبداعي يستحق التشجيع وبالإضافة إلى التنسيق مع إدارة السجون لعدم تقييد اليدين أثناء نقلهم لتقديم العروض ليشعر السجناء الممثلون ببعض الحرية بممارستهم الفن.

المشاركة في هذا المقال