Print this page

اعتصام أمام الوزارة وإضراب جوع في مقر اتحاد الطلبة: أساتذة التنشيط الثقافي: «لـم نختر الجوع لكننا نرفض الخنوع»

«طبّق الاتفاق» و«تسوية الوضعية حق موش مزية» و«الانتداب هو الحل» و«التشغيل استحقاق» و «شغل حرية كرامة وطنية»

هي الشعارات المكتوبة بخط جميل وملصقة على الحائط في مقر الاتحاد العام لطلبة تونس حيث يخوض 12 من أساتذة التنشيط الثقافي معركة الأمعاء الخاوية بعد أن أغلقت أمامهم سبل التواصل والحوار مع وزارة الشؤون الثقافية للنظر في ملفات تسوية وضعياتهم.
ويخوض أساتذة التنشيط خريجو بير الباي اعتصامهم المفتوح أمام مقر وزارة الشؤون الثقافية وفي الوقت ذاته يخوض 12منهم اضراب جوع للمطالبة بتطبيق الاتفاقيات السابقة وضمان التغطية الاجتماعية وفي المقابل تتفنن الوزارة في الصمت تجاه مطالبهم ولم يتمكن الاساتذة من لقاء الوزيرة (الى حدود كتابة هذه الاسطر) فأي مصير للاساتذة المضربين عن الطعام؟ وهل ستستجيب الوزارة وتجلس على طاولة الحوار لتدارس المطالب؟

12 أستاذا يخوضون إضراب جوع والوزيرة لم تنتبه بعد
هنا باب الخضراء، مقر الاتحاد العام لطلبة تونس، الجدران البيضاء الصامتة زينت بالشعارات المطالبة بالحق في الشغل، الجدران الصماء باتت تتحدث باسم المضربين عن الطعام الذين يخوضون لليوم السادس «اضراب جوع»، داخل إحدى الغرف افترشوا الأرض ورفعوا شعاراتهم المطالبة بالتشغيل والكرامة، عددهم ستّة وهم ناصر سايح وايمن المجدوبي وانور بن سعيد وحمزة حمدي وفادي عبداوي وعدنان محمدي دخلوا في اضراب جوع كاحتجاج على تجاهل السلطة لطلب لقائهم و البحث عن حلول لمشكلة أساتذة التنشيط الثقافي المتعاقدين مع المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات.

«لم نختر أن نجوع، لا نريد تجويع أنفسنا ولا تعذيبها ولكن كل وسائل الحوار انعدمت وسياسة التسويف المنتهجة من الوزارة باتت أمرا يثقل الروح واعتمدنا كل الطرق التصعيدية في الاحتجاج لنطالب بحقوقنا حدّ وصولنا إلى معركة الأمعاء الخاوية» كما يقول محمد الشطي احد أساتذة التنشيط الثقافي واكد محدثنا «جميعنا من حاملي الشهادات جميعنا يحمل الماجستير اي انه درس5اعوام بعد الباكالوريا قليل منهم من اكتفى بشهادة الاجازة في التنشيط الثقافي، نحن درسنا لنكون منشطين ثقافيين، دورنا مهم في كل المؤسسات الثقافية في البرمجة والتفكير والانجاز،ولأربعة أعوام ونحن نعمل ولم نطالب بتسوية الوضعية من فراغ» وأجمع الموجودون في الغرفة أنهم قبلوا بالعقود الهشة في البداية كحل أوّلي لاعطاء الفرصة للوزارة لتقيم مدى فاعلية الأساتذة وأهميتهم ضمن النشاط الثقافي المنجز في كل دور الثقافة والمؤسسات .

اجتمعوا على المبدأ، اتفقوا ان يخوضوا كل الأشكال النضالية ليكسبوا حقوقهم فالحقوق تفتك لا تهدى، داخل مقر الاتحاد تجمع الأساتذة بعد يوم طويل في ساحة القصبة، يتحادثون عن اليومي وعن ردود الأفعال من مطالبهم وكيف سيفوزون بحقوقهم.

الأساتذة الذين مكانهم في المؤسسات الثقافية للعمل ومساعدة الأطفال على تجاوز مخلفات أزمة الكورونا أو التفكير لتقديم تظاهرات وأنشطة مختلفة بعد الحجر نجدهم مرميين تحت الجدار يخوضون إضراب جوع بعد انعدام سبل الحوار مع وزيرة الشؤون الثقافية «اليوم وضعيتنا لازالت ضبابية وغير واضحة قررنا من 8ماي الدخول في اعتصام مفتوح أمام الوزارة وما راعنا إلا الصمت والتجاهل، لم نجد حلا ولا حوارا، بعد أسبوع من الاعتصام الذي قوبل بالتجاهل اضطررنا الى التصعيد الدخول في إضراب الجوع» حسب تعبير محمد الشطي .

ويضيف محدثنا « ستة أيام من إضراب الجوع ولم نجد أذنا صاغية من وزيرة الشؤون الثقافية و الأدهى أننا اجتمعنا أول أمس في جلسة مع الوزيرة و المديرين العامين والكاتب العام للجامعة العامة للثقافة وصدمنا ان هناك نية بتواطئ من كاتب العام للجامعة العامة للثقافة لتقسيم الـ 50 خطة على 3اسلاك وهي سلط نظام الحصة واساتذة الموسيقي المتعاقدين في المعاهد الجهوية واساتذة التنشيط الثقافي، وهذا غير قانوني لان 50 خطة موجودة في الميزانية باسم أساتذة التنشيط الثقافي ونحن لسنا ضدّ تشغيل زملائنا ولكننا ضدّ سرقة نضالات الاساتذة».

وأكد المضربون الذين تضاعف عددهم الى 12 بعد دخول 6اساتذة آخرين وهم قيس بريك وطاهر فياضي وصابر عطوي والدغباجي روين وصالح نوّة وغازي بن عبد الملك ليصبح العدد الجملي 12استاذ مضرب على الطعام على تمسكهم بمطالبهم والمتمثلة في تفعيل الاتفاقيات السابقة التي توصلوا اليها مع الوزير السابق بعد أربعة أعوام من العمل وانتداب أساتذة ضمن الـ 50خطة المبرمجة في ميزانية 2020 وتمتيعهم بالتغطية الاجتماعية وجدولة بقية الدفوعات، ونوّه الجميع انهم يحملون المسؤولية الكاملة للوزيرة على تعكر صحة زملائهم المضربين وكذلك معاناة زملائهم المرابطين في اعتصامهم أمام وزارة الشؤون الثقافية.

الاعتصام مفتوح والوزارة تتفنن في عدم الاصغاء
شمس الظهيرة حارقة، حركة المرور الخانقة في ساحة القصبة زادت المكان اختناقا، حناجر تطلب الحق في الشغل واصوات ترتفع وتحاول التغلب على ازيز السيارات علّ من يوجدون داخل مكاتبهم في الوزارة يسمعون هتافاتهم المطالبة بالتشغيل ولقاء الوزيرة بعد اعتصام مفتوح انطلق منذ اسبوع تقريبا امام مقر وزارة الشؤون الثقافية في القصبة، الاصوات المرتفعة للمطالبة بحقوقها الدستورية تغلبها حرارة الشمس أحيانا فتخفت قليلا وربما تشعر انّ المكان هدئ لولا صفارة سيارة «الحماية المدنية» تعلن عن مجيئها لكثرة الإغماءات فالأجساد لم تقاوم حرارة الطقس ولا تجاهل السلطة.

أسبوع من الاعتصام أمام الوزارة سبقته حملة الكترونية على كل الصفحات للمؤسسات الراجعة بالنظر للوزارة أثناء فترة الحجر الصحي الإجباري، أسبوع من اعتصام قرابة 350 أستاذا من خريجي بئر الباي، اساتذة التنشيط الثقافي الذي يعملون منذ أربعة أعوام صلب المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات بعقود «لا تضمن كرامة الانسان، عقود اتفاق ضمن برنامج مدن الفنون والمؤسسة وبعد اربعة أعوام لازالت السلطة تعتمد سياسة التسويف» حسب تعبير احد المعتصمين.

وعن العقود يقول محمد الشطي احد المعتصمين أنه سبق وان اتفقنا مع الوزير السابق في صيغة عقد ربما الصيغة هشة لكن حينها راعينا ظرفية البلاد والتزاماتها المالية واعتبرنا عقودنا حلا ظرفيا وجدته الوزارة انذاك لان باب الانتداب مغلق وقد تفهمنا الظرفية المالية التي تمر بها البلاد وقبلنا بالعقود ، وظلت الوضعية على حالها لاربعة اعوام وكنا نباشر العمل ويتم خلاصنا على قاعدة العمل المنجز «البوانتاج» وها انّ الوقت قد حان لنطالب بحقنا في الانتداب.

في ساحة القصبة اجتمع الأساتذة المعتصمون، اجتمعوا للهتاف بحقهم في التشغيل والانتداب بعد أربعة أعوام من العمل بعقود هشة، وأشار الاساتذة إلى أنهم لم يطلبوا حقوقا أو مكاسب جديدة بل يريدون تفعيل الاتفاقيات السابقة وضمان استمرار الدولة في تنفيذها لوعودها السابقة وبينما هم يجتمعون يوميا للنداء بملاقاة وزيرة الشؤون الثقافية تقابلهم الوزارة بالصمت وكان جدران الوزارة صنعت من جصّ يمنع وصول الأصوات المنادية بالحق في «الشغل والحرية والكرامة» من الدخول إليها واختراق صمت ساحتها.

المشاركة في هذا المقال