Print this page

القرآنيات: في العيد تتقارب القلوب على الودّ والألفة

في العيد تتقارب القلوب على الود، وتجتمع على الألفة، وفي العيد يتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانهم فيجتمعون

بعد افتراق ويتصافون بعد كرر، وفي ذلك كله تجديد للصلة الاجتماعية بين الناس.

 وفي العيد تذكير المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين بحيث تشمل فرحة العيد كل بيت وتعم النعمة كل أسرة من خلال صدقة الفطر والهدايا.
 ولاشك أن في أعيادنا بحمد الله تتسم بعض مظاهر التعــاون الاجتماعي من صدقات ومبرّات للبيوت الفقيـرة والعائـــلات البائسة.

 ينبغــي أن تحقق أعيادنـــا الأهــــداف والغايات المشروعة لنحقق مبدأ الأمة الخيِّرة، فلا نسرف في لهونا وفرحنا ونشعر بإخواننا المحتاجين والفقراء، ونواسي المنكوبين ونقتصد في ضحكنا ولعبنا ونتذكر إخواننا مآسيهم.
  إن الإقبال الشديد على الطعام والشراب واللباس والحلوى والزينة والولائم والمناسبات الباذخة فيه مفاسد دينية ودنيوية فهو يفسد الجسم بالأسقام ويتلف المال ويورث الإنسان الهمّ بالليل والمذلة بالنهار.

 فما أكثر الأحداث المؤلمة والمظاهر المحزنة التي تنزل بالناس في أيام الأعياد نتيجة التسابق إلى الإسراف بأشكاله المختلفة وصوره المتنوعة.

 ونسي الناس أو تناسوا أن لهم إخواناً في ديار نائبة ومناطق بعيدة، بَلْه مَنْ يسكن بجوارهم يعانون من شظف العيش وقلة ذات اليد والمجاعة والفقر والعوز، هؤلاء هم أشد الحاجة إلى يدٍ حنونة تساعدهم وتمسح دمعتهم وتفرح قلوبهم وتبهج أنفسهم.
 عليه، ينبغي أن نكف أيدينا عن التبذير المبالغ فيه في أيام الأعياد، وليكن العيد فرصة للتدبير الرشيد وكذا فرصة للمواســـاة والتكافل.

 ختــــــاماً أقول: لاشك في أننا نستعد للعيد آباء كنا أو أمهات، أزواجاً أو زوجات، شباناً أو شابات، ولاشك في أننا نهيّئ كل ما يستلزمه العيد من لباس وأكل ولهو ولعب وسفر.
 فليضف إلى ذلك كله استعداداً آخر أكرم عند الله تعالى هو استعداد ليوم الرحيل.

 فنفتش عن جيراننا وحوائجهم، ونفرّج كرَب إخواننا البؤساء المعدمين المشردين، ونعين الملهوف المحتاج، وندخل السرور على كل قلب.

المشاركة في هذا المقال