Print this page

النبويّات: شرح حديث أبي: على كلّ مسلم صدقة

عَنْ أَبِي موسَى الأشْعريِّ رَضِي اللهُ عنه، عنِ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «علَى كلِّ مُسلمٍ صدقةٌ» قال: أرأيتَ إنْ لم يجدْ؟ قال:

«يعمَلُ بيدَيْهِ فينفعُ نفسَه ويتصدَّقُ» قال: أرأيتَ إنْ لم يستطِعْ؟ قال: «يُعِينُ ذَا الحاجةِ الملْهُوفَ» قال: أرَأيتَ إِنْ لم يَستطِعْ قال: «يَأمرُ بالمعروفِ أو الخيرِ» قَالَ: أرأيتَ إِنْ لم يَفعَلْ؟ قالَ: «يُمسِكْ عَنِ الشَّرِ فإِنَّها صَدقةٌ» متفق عليه.
 عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «علَى كلِّ مسلمٍ صَدقةٌ»، وقد مرَّ علينا مثلُ هذا التعبير من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أعم منه،

حيث قال: «علَى كلِّ سُلامَى من الناسِ صدَقةٌ، كلُّ يومٍ تطلعُ فيه الشَّمسُ»، و«السُّلامَى»: هي مفاصل العظام، وهذا يدل على أن لله عزَّ وجلَّ علينا صدقة كل يوم، هذه الصدقة متنوعة؛ إما أن تكون تسبيحة، أو تكبيرة، أو تهليلة، أو أمرًا بمعروفٍ، أو نهيًا عن منكر، أو أن تعين الملهوف، المهم أن طرق الخيرات كثيرة. ولكن النفس الأمارة بالسوء تثبط الإنسان عن الخير، وإذا همَّ بشيء فَتحت له بابًا غيره، ثم إذا همَّ به فتحت له بابًا آخر حتى يضيع عليه الوقت، ويخسر وقته ولا يستفيد منه شيئًا.

 ولهذا ينبغي للإنسان أن يبادرَ ويسارع في الخير، كلما فُتح له بابٌ من الخير فليسارع إليه؛ لقوله تعالى: «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات» المائدة: 48، ولأن الإنسان إذا انفتح له باب الخير أول مرة ولم يفعل فإنه يوشك أن يؤخره الله عزَّ وجلَّ. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «لا يزال قومٌ يتأخَّرون حتى يؤخرهم الله»، فالمهم أنه ينبغي للإنسان العاقل الحازم المؤمن أن ينتهز سبل الخير، وأن يحرص غاية الحرص على أن يأخذ من كل باب منها بنصيب، حتى يكون ممن سارع في الخيرات، وجنى ثمرات هذه الأعمال الصالحة،

المشاركة في هذا المقال