Print this page

آخرها دار الثقافة بـ«رواد» في ولاية أريانة: اللصوص ينهبون دور الثقافة في غياب الحراسة !

إن كان إحداث دور الثقافة جديدة يتطلب اعتمادات كبيرة من مال المجموعة الوطنية، وإن كانت دور الثقافة القديمة تستميت في النضال من أجل الحصول

على مختلف التجهيزات لتقديم خدماتها على أكمل وجه... فإن أيدي اللصوص كثيرا ما تمتد إلى هذه الفضاءات الثقافية المفتقرة بطبيعتها إلى كثير من المعدّات لتستنزف ممتلكاتها البسيطة ورصيدها المتواضع من الآلات... وبعد أن تعدّدت حوادث سرقة دور الثقافة في عدد من ولايات الجمهورية، كانت دار الثقافة بمنطقة رواد من ولاية أريانة عرضة للخلع والنهب !

في الليلة الفاصلة بين يوم الإثنين والثلاثاء 31 مارس 2020، اخترق لصوص حظر الجولان وتسللوا إلى دار الثقافة برواد ليسرقوا أجهزتها وآلاتها الجديدة باعتبار أنها حديثة التدشين.

سطو على دار الثقافة برواد، حديثة التدشين !
في مكسب للقطاع الثقافي وسكان أريانة، تم تدشين دار الثقافة برواد يوم 15 مارس 2019 لتلبية حاجة أهالي المنطقة إلى فضاءات ثقافية تحتضن مواهب الناشئة وتؤطر أنشطتهم وتقيهم من خطر الشارع. وبعد مرور حوالي شهرين على تزويد دار الثقافة حديثة التأسيس بمعدّات تقدّر بعشرات الآلاف لتأثيث قاعات عروضها وانطلاق نواديها... ترّصد اللصوص هذه المكتسبات التي تسلمتها الدار في شهر فيفري المنقضي ولم يتوانوا عن استغلال الظرف العام وفرض حظر الجولان ليقوموا بخلع الأبواب وتهشيم الأقفال والاستيلاء على معدات تقنية لتجهيز قاعات العروض المسرحية والسينمائية، و كذلك على مضخمات صوت وميكروفونات وكاشفات ضوئية والعديد من الآلات والأجهزة الفنية الأخرى...
وقد أكد رئيس بلدية رواد عدنان بوعصيدة تعرّض دار الثقافة إلى عملية سطو وسرقة مشيرا إلى السلطات الأمنية قد باشرت التحقيق في هذه العملية بعد رفع البصمات. وقد ندّد رئيس بلدية رواد بحادثة السرقة في تدوينة على صفحته الرسمية ، جاء فيها :»ما حدث يرتقي فعلا لجريمة حرب في هاته الظروف بالذات. من سرق أجهزة دار الثقافة سرق كل أبناء و شباب رواد، سرق منهم مشاريعهم و أحلامهم الثقافية، سرق منهم لذة المتعة بحسن استغلال أوقات فراغهم، سرق منهم فرحتهم و انتظارهم لهاته التجهيزات...»
وليست سرقة دار الثقافة برواد بالحادثة المعزولة أو النادرة، فقد تواترت حوادث السطو على دور الثقافة طمعا في الاستيلاء على التجهيزات والمعدات... وفي ما يلي نبذة عن حوادث سرقة طالت دور الثقافة في العاصمة والجهات !

 سرقة دار الثقافة بالشراردة قبل التدشين !
في شهر فيفري من سنة 2020، تعرّضت دار الثقافة بالشراردة من ولاية القيروان إلى عملية سطو للتجهيزات والمحتويات بما في ذلك  الرخام وبلور الأبواب وتجهيزات الدورات الصحية... وكان من المنتظر أن يتم تدشينها منتصف هذه السنة.
وفي نهاية شهر مارس 2015، تعرّضت دار الثقافة بمنطقة جهينة الشمالية من معتمدية بوحجلة (ولاية القيروان) إلى عملية سرقة لكافة محتويات الدار والتي تتجاوز قيمتها المالية أكثر من 20 ألف دينار.

استيلاء على تجهيزات دار الثقافة باب عسل
في شهر جانفي 2019 ، تعرّضت دار الثقافة بالمنستير إلى السرقة والخلع والاستيلاء على حاسوبين محمولين وجهازي كاميرا و4 مكبرات صوت وتلفاز.
وفي سنة 2017 تم القبض على شخص سرق معدات إضاءة وصوت وآلات موسيقية جديدة من دار الثقافة أحمد خير الدين بباب العسل بقيمة جملية تبلغ حوالي 40 ألف دينار.

سرقة دار الثقافة بمنزل تميم مباشرة بعد زيارة الوزيرة !
في سنة 2016 ، وبعد زيارة ميدانية لها إلى ولاية نابل عاينت وزيرة الثقافة السابقة سنيا مبارك مدى تقدم الأشغال بدار الثقافة بمنزل تميم وبعد مضي حوالي 24 ساعة على الزيارة الوزارية، هجم اللّصوص على دار الثقافة ليسطوا على ما وقعت عليهم أيديهم من تجهيزات ومعدات ...في تسلق للجدار الخارجي، تمّكن مجموعة من اللصوص من النفاذ إلى بهو دار الثقافة بمنزل تميم وقاموا بمحاولة خلع كل من قاعة الإعلامية للاستيلاء على الحواسيب وقاعة التجهيزات والجناح الإداري ... إلا أن الخسائر المسجلة اقتصرت على افتقاد 4 كاشفات ضوئية ذات قيمة مالية هامة..

سطو على دار الثقافة شكري بلعيد بجبل الجلود
بالرغم من أنها تحمل اسم الشهيد «شكري بلعيد»، فقد تعرضت «دار الثقافة شكري بلعيد» بمنطقة جبل الجلود في العاصمة، في شهر أفريل 2016 إلى السرقة والسطو على جلّ معدات هذا الفضاء الثقافي، حيث تمّت سرقة كل الأجهزة الإعلامية والمعدّات الفنية والآلات الموسيقية ... وحتى جهاز التلفاز لم يسلم من سلب العصابة مما أعاق نشاط الدار وهي التي تمتعت باعتمادات هامة لإعادة هيكلتها وتجهيزها بمعدات العمل الثقافي...

في شهر سبتمبر من سنة 2013، تمكن موّظفو دار الثقافة «ابن خلدون» من إفشال عملية سرقة استهدفت لوحة « الموناليزا «التي رسمها الفنان التونسي المقيم بايطاليا منصف الرياحي. وقد وقع التفطن إلى اللّص وهو يهمّ بنزع اللوحة من مكانها في رواق المعرض في محاولة لإخفائها في كيس أسود ...
كما هو الحال في المركز والولايات، العاصمة والجهات... لم تسلم دور الثقافة في من اختلاس اللصوص ونهب العصابات مما يطرح التساؤل حول غياب الحراسة عن هذه الفضاءات الثقافية الحيوية ومدى الجدية في حماية ممتلكاتها ومكتسبات روّادها؟

المشاركة في هذا المقال