Print this page

لقاء خاص مع الروائي محمد خريف في بيت الرواية: أضواء على تجربة جمعت بين التجريب النقدي والتجريب الروائي

نظّم بيت الرواية لقاء خاصا مع الروائي محمد خريّف قدّمه الكاتب محمد الجابلّي يوم الجمعة 07 فيفري 2020 بمكتبة البشير خريّف حول مسيرة محمد خريّف.

استهلّ الكاتب كمال الرياحي ومدير بيت الرّواية هذه المصافحة الأدبية والنقديّة مع خريّف بقولة للنّاقد كيليوطو» إنّ الأدب هو أن نلعب كما نريد..، والكاتب محمّد خريّف قد أسّس لنفسه تصوّرا خاصا به في الأدب فهو المغامر الذي يكتب بلا مرجع، ولعلّ مرجعه الأصلي يكمن في ذاته وثقافته ونشأته ومساره التجريبي»
ونوّه الكاتب محمد الحبّاشي في بداية اللّقاء بمسيرة الكاتب الزّاخرة بأعمال غزيرة قائلا «محمد خريّف النّاقد والرّوائيّ الّذي كتب في التجريب الروائي والنقدي باللغتين العربية والفرنسية، ولد بشاطئ بير السّواني بمنزل حرّ بالوطن القبلي، وقد اشتغل صحفيا منذ 1956، وعمل أستاذًا للغة والآداب العربية والترجمة، وقد نشرت له دراسات عربيّة وكتابات معاصرة في مجلات وجرائد مثل: القدس العربي والسفير وأخبار الأدب والكلمة وغيرها من المواقع الصحفية والإلكترونية الأدبية في لبنان والمغرب وفرنسا».

وأضاف «له جملة من الإصدارات المتراوحة بين التجريب الروائي والتجريب النقدي، ففي الرواية «حليب العُلّيق» سنة 1994 و«قيلولة البَرَد» سنة 1998 و«مسْك الحنْظل» سنة 2000 و«بطّاح الملاّسين» سنة 2002 و«كُحل الخشخاش» سنة 2003 و«ورُخامة الإسفنج» سنة 2005 و«زغب الأصداف» سنة 2007، أمّا النّتاجات النقدية فقد تمثّلت في «استعارة الإستعارة» سنة 1993 و«تأويل التأويل» سنة 1996 و«خاطرة الخاطرة» سنة 2001 و«النثر والنثرية» سنة 2008 و«في النثرية العربية» سنة 2011 وفي «النقدية العربية «سنة 2013 هذا إلى جانب إصداراته بالفرنسيّة مثل Notes de mer, éditions Edilivre,Paris سنة 2013 وLys sans terre ,édition Edilivre ,Paris سنة 2014 وFeuille de rêve,édition Edilivre,Paris سنة 2015 وSagesse d’ivrogne ,éditionEdilivre Paris» سنة 2016».

وأضاف الناقد محمّد الجابلّي «إنّ محمد خريّف هو صديقي اللّدود، يجمعنا الشغف بالإبداع والأدب وتفرّقنا الأفكار والرؤى فنختلف عندها...» ويضيف «نحن إزاء فنّان قد كتب في كلّ الأجناس وخرج بها عن السّائد فهو ليس كسائر الكتّاب الذين يعالجون قضايا الواقع بالمثل والقيم بل هو المتجدّد المغامر الّذي يبحث في كتاباته عن العلاقة بين الدال والمدلول وسيميائيّة الرمز والعلامة بعمليّة تحويليّة تجعلك تقف بين الوعي واللاوعي في ذلك المنهج الحر للكتابة..»

قال محمّد خريّف «أرى أن اللّغة هشّة فهي تخون التصوير الواقعي.. فقد أضحت الرواية مجهودا ضائعا بل إنّها الرواية التي تؤسّس للكذب بغية بلوغ اليقينية المثالية، فالكاتب كيان لغوي بين عمليّة التحويل الدلالي وخلق مفاهيم جديدة، وإن سألتموني هل هنالك أحد من النّقاد قد تبيّن أثري سأجيب إنه كمال بن ونّاس فهو الوحيد الذي فهم ذلك البعد التجريبي الذي يقوم على الحكاية الساخرة».

ومع تفاعلات الحضور أردف الأستاذ الأكاديمي جلّول عزّونة الذي تابع جلّ أعمال الرّوائي قائلا « لقد حاولت الوصول أثناء اطّلاعي على أعمالك إلى نقطة لقاء بين الرواية والأخرى إلا أني لم أجد غير الكاتب المتسلّح بالسريالية العبثيّة والذي يتصارع مع اللّغة فلا يكون له دليل في الكتابة ولا بطل ترتكز عليه سيرورة القصّ، فصرت وكأني ذلك الغريق في محيط من المعاني والمباني الجامعة بين اللّذة والدّهشة».

ورد خريّف « لقد خرجت عن الأكاديمية في كتابتي فهنالك فرق شاسع بين «ماذا أريد أن أكتب؟» وكيف نكتب؟» فلا هي سرياليّة ولا هي ألسنيّة، وما حضور البطل في الروايات التقليديّة إلا بكذبة يستند عليها الكاتب للإيهام والتمويه فهو يسقط عليه غرائزه ومكنوناته التي هو في الحقيقة مركزها ومصدرها».
دار جدل كبير بين الحضور زاد اللّقاء ثراء وعمقا وتشويقا ختمها الناقد الجابلّي قائلا «إنّ محمد خريّف كينونة مركّبة يؤسس إلى كتابة الهدم والتفكيك فهو يسير في اتّجاه معاكس، فبقدر غموض أسلوبه في الرواية يكون الوضوح في مقارباته النقديّة جليّا وبيّنا».

المشاركة في هذا المقال