Print this page

الدورة 52 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز: سهرة «السامور» استثنائية و الجمهور كان نجمها...

تختتم اليوم الأحد 22 ديسمبر 2019 فعاليات الدورة الـ 52 من المهرجان الدولي للصحراء بدوز «جمال الصحراء و ثراء التراث» التي شهدت

طيلة ثلاثة أيام عروضا متنوعة نهلت خاصة من  تراث وموروث الجهة و اضفت حركية ثقافية وسياحية وتنموية على المدينة وعلى جهة نفزاوة.

تميز اليوم الختامي بتواصل المسابقات و العروض المتنوعة الموجهة لمختلف الفئات العمرية بسوق الصناعات التقليدية، كما تختتم فعاليات العكاظية الشعرية بدار الثقافة محمد المرزوقي من خلال الإعلان عن الفائزين في المسابقة الشعرية، علما وأن المرتبة الاولى في مسابقة الافلام الوثائقية في مهرجان الدولي للصحراء بدوز قد تحصل عليها المخرج بلقاسم بالناجي ومحور الفيلم المهرجان والمدينة تضمن حوارات وشهادات لرموز طبعت مسيرة هذه التظاهرة..  هذا ومن ثوابت هذه الأخيرة  العروض  بساحة حنيش العالمية و استعراض لكل المظاهر التراثية والحياة البدوية عبر لوحات حية من الحياة الصحراوية لكن ماذا عن السهرات الفنية لهذه الدورة؟

أثثت السهرة الفنية الأولى ليلة الافتتاح الخميس 19 ديسمبر الجاري الفنانة التونسية يسرا محنوش وذلك بدار الثقافة محمد المرزوقي وكان بالإمكان إقامتها بفضاء أرحب قادر على استيعاب الالاف من جماهير مهرجان دوز ، أما السهرة الثانية ليلة الجمعة أو بالأحرى السهرة الحدث سهرة «السامور» أو الموقف في سوق الصناعات التقليدية في الجهة فقد تدافع فيها -وقبل العرض بساعات- المئات من العاشقين لهذا اللون الفني التراثي ليتواصل تدفق نحو سبعة آلاف مع بداية العرض وهي حشود  غص بها سوق دوز رغم برد الشتاء الصحراوي لكن متعة متابعة مثل هذه السهرات أضفت دفئا مخصوصا .. سهرة «السامور» تراوحت بين الشعر الشعبي والغناء البدوي والرقص ايضا وجذر كلمة سامور  سمر ومعناه الحديث في ليالي الصحراء عن تاريخ سهرة. 

«السامور» في المهرجان حفل يقام  منذ بداية تسعينات القرن الماضي بتنظيم من  فرقة بلدية دوز للتمثيل..وعودة لسهرة الجمعة فشهدت مشاركة عديد الأصوات من تونس وليبيا إضافة إلى بعض الأصوات النسائية وفرق فلكلورية وسط أجواء و صور مستوحاة من البيئة الصحراوية : الخيمة التقليدية ومكوناتها المعتادة  على غرار «شكوة اللبن» و«قصعة العود» و«المرقوم» و«الفليج» والجلد.. كذلك  السهر حول النار  وأغاني وأهازيج بدوية  وقصائد شعرية.. صور ولوحات حفرت في ذاكرة المرزوقي و عايشته بعضا من موروثه وعاداته من إشعال نار تتوسط الخيام التقليدية «النجع» يتجمع حولها كافة أهالي الدوار أو النجع ليلا لالقاء القصائد الشعرية التي تتحول شيئا فشيئا الى غناء ملحون ليصل الى ما يعرف بـ»الموقف» ويتبارز خلاله الشعراء والمزيج بين الشعر والغناء الملحون والموسيقى يدفع بالملتقي إلى التفاعل والانسجام بالرقص والرقصة البدوية و هي جزء من التراث اللامادي للمناطق الصحراوية رقصة «الزقايري» التقليدية..

سهرة السامور كانت استثنائية تنظيميا و من خلال تزاوج بين الألوان الشعرية والفنية التونسية والليبية، كذلك  تميز جل الأصوات على غرار رضا عبد اللطيف وأغنية خاصة «عيشة» عشقها جمهور سهرة السامور:
ﺿﻮﻱ ﺧﺪ ﻋﻴﺸﻪ ﺑﺮﻕ ﺳﻴﻠﻪ ﻏﺪﻳﺮ
ﻛﻤﺎ ﻗﻤﺮة ﺍﺭﺑﻌﻄﺎﺵ ﻓﻲ ﻓﻮﺭﺍﺭﻫﺎ
ﺍﻣﺎ ﺑﺪﻥ ﻋﻴﺸﻪ  ﻣﺜﻴﻞ ﺣﺮﻳﺮ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﺵ ﻣﺘﻘﺎﺩﻱ لهيب ﺍﺟﻤﺎﺭﻫﺎ
ﻭﺣﺎﻛﻢ ﻋﻠﻲ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﻻ ﻟﻘﻴﺖ ﻭﺯﻳﺮ
  ﺑﺮﻭﺣﻲ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻻ ﻧﻘﺪّ ﺍﺩﺣﺎﺭﻫﺎ
ﻫﺎﺗﻮﺍ ﺍﻟﻌﺼﻲ ﻭﻗﺼﻌﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺮ
 ﻭﻫﺎﻓﻮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺇﻳﻤﻴﻨﻬﺎ ﻭﺇﻳﺴﺎﺭﻫﺎ
لو ﻛﺎﻥ ﺍﻳﺪﻳﺮﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺤﻔﻴﺮ 
 اﻧﻮﺽ ﺑﺎ ﺍﻟﻜﻔﻦ ﻧﻬﺠﻢ ﻋﻠﻲ ﺯﻛﺎﺭها..

كذلك كانت وصلة من أجمل اغاني الأديب خليفة الدريدي خاصة «كبي الفولارة» التي تفاعل معها كثيرا الجمهور من خلال التصفيق وطلب الاعادات.. آلاف الجمهور الحاضر شكل نجم سهرة السامور  بالغناء والرقص و رغم حالة التخمر في عديد محطات السهرة فإنه احترم الفضاء والشعراء والفنانين وانتصر لمهرجانه وموطنه و وطنه...

المشاركة في هذا المقال