Print this page

صورة وتعليق: «بيبان تونس» أكلها التجاهل

تآكلت بعض اجزائها، الوانها بدات تميل الى البياض بفعل المطر والشمس والرياح، تساقط البعض منها، انحنت قبة احد الأبواب

إلى الأمام ربّما اتعبها العلوّ، طمست بعض الزينة ورشحت اخرى بفعل المطر، هكذا حال»بيبان تونس» تلك التي شيّدت بمناسبة افتتاح تظاهرة تونس عاصمة للثقافة الإسلامية.

الأبواب التي عرفّت بـ«بيبان مدينة تونس» والأبواب جزء من تاريخ تونس هي من انجاز المركز الوطني لفن العرائس، انجاز تطلب مجهودات العاملين بالمركز وأموالا من الميزانية الموجهة للشأن الثقافي، البيبان المميزة التي عرّفت بجزء من تاريخ تونس وضعت أمام مدينة الثقافة قبل ان ترافقها حنايا زغوان وتؤنس وحشتها ولكن الابواب المنسية في الخارج تراجعت الوانها وخفت بريقها وبعضها بدأ يميل الى السقوط، تلك التحفة الابداعية التي تطلبت جهدا كبيرا لصناعتها وابتكارها لتكون متطابقة تماما مع الأبواب الحقيقية أكلها التجاهل أمام المدينة إلى حدّ أن أصبحت مثل شجرة منسية تناستها مياه الامطار.

بيبان تونس الحقيقية اكلها نسيان التاريخ وهاهي الابواب التي ابتدعتها أنامل فنانين في مركز العرائس هي الاخرى مهددة بالتأكل والتلاشي ما لم تتمّ صيانتها والحفاظ على جهد تطلب ليالي كثيرة من فكر وسواعد مبدعي العرائس وكلفت أموالا من المرفق العمومي، فهل ستتم صيانة الابواب وإنقاذ ابداعات صانعيها أم أنها الأخرى سيكون مآلها الزوال والاضمحلال بفعل المطر والشمس وخربشات المارة؟.

المشاركة في هذا المقال