Print this page

النشيد الرسمي في ثوبه الجديد: إخفاق أم إحسان ؟

من قصر الجم، صدحت الحجارة بصدى النشيد الوطني ليصرخ «قصر الكاهنة» في المدى البعيد صرخة

الدماء في العروق: «إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب القدر».

ثلاثة من أجمل الأصوات التونسية، الكبير لطفي بوشناق و»الديفا» أمينة فاخت و»أمير الطرب» صابر الرباعي التقت على ركح مسرح الجم لتعيد النشيد الرسمي في ثوب جديد بمناسبة عيد الجمهورية.
وجاءت هذه البادرة من طرف مصالح الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان (منصة الخطاب البديل) بالاشتراك مع وزارة الدفاع الوطني (طاقم الموسيقى العسكرية) ووزارة الشؤون الثقافية (الأوركستر السنفوني التونسي ومسرح الأوبرا) ومؤسسة التلفزة التونسية ومؤسسة الإذاعة التونسية.

وبعد أن تم إطلاق هذا الفيديو الكليب انهمرت التعاليق بين الاستحسان والاستهجان... ولكن في كل الأحوال حيّا الجميع البادرة التي احتفت بالنشيد الوطني الذي نقف له إجلالا وخشوعا.
ومن بين أبرز الآراء في الموضوع، تقييم الموسيقي ربيع الزموري الذي كتب معلقا: «شكرا لكل من ساهم في هذا العمل من التوزيع إلى التنفيذ وصولا إلى التصوير. كل التقدير لكل مجهود يبذل لتونس.» وعدّد صانع موسيقى الدراما التونسية ربيع الزموري مواطن الخلل في الأداء الثلاثي للنشيد الرسمي معتبرا أنه
«نشيد مقدس لا يكون إلا رسميا ولا يجوز التزيين والتسلطن كما فعلت أمينة فاخت. وتساءل: «لماذا إقتصر النشيد الوطني على ثلاثة مطربين فقط لو شارك عدد كبير في أداء النشيد لكان أقوى و أجمل في رأيي. وأين العلم؟»

ولئن أثنى محمد رجاء فرحات على السعي إلى الإتيان بأمر جديد في عيد الجمهورية، فقد اعتبر في تصريح لـ«المغرب» أن «النشيد الوطني في نسخته الجديدة عمل جميل وبارع ولكن تنقصه الروح... حيث يحضر الأداء ويغيب ذلك السرّ الذي يصنع الحدث الموسيقي ليعلق بالذاكرة والوجدان على غرار الأغاني الخالدة التي نتأثر بسماعها رغم مرور السنوات وتعاقب الأجيال. ولا أقول قولي هذا انتقادا بل تلميحا ورسالة حتى تأتي الإنتاجات القادمة أفضل وأجمل. هي محاولة تذكر فتشكر، ولكن لا مجال للمقارنة بينها وبين أداء معزوفة الحرس الشرفي. وقد حاول الشاذلي القرفي وحافظ مقني وغيرهم العزف على أوتار النشيد المرة... لكن كشأن هذه المبادرة الأخيرة عادة ما تكون الأعمال المنجزة على عجل ناقصة ومن الضروري التحقق من كل التفاصيل اللغوية والركحية ... وحتى رمزية ودلالة الأزياء حتى يكون جديرا براية هذا البلد الذي يصنع دائما الإستثناء.»

المشاركة في هذا المقال