Print this page

مسرحية افتتاح ايام قرطاج المسرحية: «مروح ع فلسطين» المسرح دين الحالمين وديدن المقاومين

المسرح مقاومة او لا يكون، المسرح فعل نقدي و فعل ولادة متجدّدة، دينهم الابداع وديدنهم المقاومة، المسرح مطيتهم

للتعبير و الصراخ و التعبير عن حقهم في التحرّر و استرجاع الارض المنهوبة وطرد المحتل، يعيشون المسرح و يعايشون حقوقهم و يحاولون افتكاكها ليوقدوا شمعة السلام من على الرّكح ليعم نورها كلّ ارجاء دولة فلسطين.

بتوقيت القدس يكون اللقاء مع مسرحية «مروح ع فلسطين» من انتاج مسرح الحرية للمخرجة ميكائيلا ميراندا وكتابة مسرحية لنبيل الراعي وتمثيل كلّ من علاء شحادة وأمير ابو الرب و ايهاب تلاحمة و رنين عودة و سماح محمود ومعتز ملحيس، بمشاركة موسيقية لسامر ابو هنطش و نبيل الراعي و تقنية لعدنان نغنيغة، مسرحية صارخة بقيم التحرر مسكونة بهاجس الابداع و الدفاع عن الارض.

من جنين ومن شوارعها ولد الحلم والمسرح
هل تساءلت وأنت تمر من الشارع عن حكايا من يعترضونك؟ هل تفرّست في وجوههم وحاولت فهم ما تخفيه العيون خلفها؟ هل حاولت ان تسال اسفلت الشارع عن قصص الاقدام التي تدوسه يوميا ؟ ربّما لا، لانّ الشارع فقط للعبور، ولكن فرقة مسرح الحرية طرحت السؤال وبحثت في حكايا الشارع وقصص المارة ومن قصصهم ولد العمل المسرحي «مروح ع فلسطين» للمخرجة ميكائيلا ميراندا.

وعن المسرحية يقول مصطفى شتا مدير مسرح الحرية «مسرحية» مروح ع فلسطين” هي مثال لمسرح الشارع تم إنشاؤه في العام 2016 من انتاج مسرح الحرية كجزء من مشروع المسرح التفاعلي كأداة للتغيير الاجتماعي، وهو عمل فني من قصص حقيقية تم اقتباسها من السكان الأصليين في فلسطين بأماكن متنوعة من الاغوار الى المناطق المحاذية للجدار فالمخيمات وصولاً الى تجمعات البدو» ويؤكد محدثنا ان المسرحية يقدمها مجموعة من الممثلين المحترفين؛ وهم خريجو مدرسة مسرح الحرية للتمثيل، حيث تدور أحداث المسرحية حول شخصية الشاب الفلسطيني جاد والمولود في الولايات المتحدة الامريكية، والذي قرر ولأول مرة في حياته زيارة موطنه، رغبة منه بمعرفة المزيد عن شعبه وهويته، ليكتشف أن الواقع يختلف كثيراًعمّا يراه في الأخبار..

مسرحية تغوص في التاريخ النضالي الفلسطيني، ملحمة يجسدها فلسطينيون متمسكون بارضهم وحقهم، عمل قال عنه البرتغالي “ريكاردو فيل «» العرض استخدم الجسد والكلام ليجسد واقعا يعيشه الإنسان في مكان يعاني ظروفا صعبة للوصول إلى قضايا عالمية كالسلام، والهوية، والتحرر» .

المسرحية انطلقت من حكايا الناس، و في هذا السياق يضيف مدير مسرح الحرية انّ العمل الدرامي الابداعي يثير مشاعر الضحك والتأثر قد بنيت أسسه على محصلات مسرح الاعادة من خلال جولات باص الحرية التي انطلقت من العام 2011، معتمداً على روايات سردت على لسان المواطنين المحليين حول طبيعة حياتهم الغير طبيعية والمرتبطة بقصص القوة والمقاومة والصمود، تم ابتكار العمل ضمن مشروع SouthMed CV «الثقافة للجميع»، وذلك في اطار عرض الشارع قبل تطويره بمساهمة من الصندوق الثقافي الفلسطيني التابع لوزارة الثقافة الفلسطينية، ودعم من وكالة التعاون السويدية للتنمية الدولية (SIDA) وبالتعاون مع شبكة الفنون الادائية الفلسطينية.

وقد تجولت المسرحية القائمة على السخرية و النقد وقدمت اكثر من 50 عرضا في مختلف انحاء الضفة الغربية والمخيمات الفلسطينية بالاردن و البرتغال و الباكستان و الكويت وتركيا و القاهرة وحازت على جائزة افضل عمل متكامل في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح.

مسرح الحرية: نقاوم بالفن لنحيا
«مروح ع فلسطين» تفتتح فعاليات الدورة العشرين لتظاهرة ايام قرطاج المسرحية، لاول مرة يكونون في تونس ليقدموا عملهم الملحمي المسرحي ، عمل ولد من رحم مسرح الحرية في جنين وهو مسرح مجتمعي فلسطيني تاسس عام 2006 في مخيم جنين ويعتبر احد المعالم الثقافية البارزة في الضفة الغربية.
و يقوم المسرح وبالاستعانة بالفن كنموذج لإحداث التغيير على الصعيد الاجتماعي على تطوير المكان المهني والأول من نوعه للمسرح والفن في شمال فلسطين. ويهدف هذا المسرح إلى تعزيز وإعلاء صوت أطفال مخيم جنين للاجئين. ولذلك، يقوم مسرح الحرية على بناء برنامج فريد من نوعه من ورشة العمل وفعاليات مسرحية، وكذلك على دعم من الفن وخاصية تعدد الوسائط من حيث التأكيد على قدرتها العلاجية إلى تقديم نتاج فني عالي الجودة والتميز..

و تهدف برامج مسرح الحرية إلى توفير حيز مناسب لأطفال وشباب المخيم يستطيعون فيه وبكل حرية التعبير عن أنفسهم وتطوير مهاراتهم ومعرفة الذات واكتساب الثقة بالنفس، الأمر الذي سيمنحهم القوة الكافية لمواجهة الواقع ورسم ملامح مستقبلهم.

يكبر أطفال مخيم جنين، المعزولون عن بقية العالم والمعرضون إلى غارات إسرائيلية ليلية ينفذها جنود الاحتلال، وسط دوامة من العنف والتي من الواضح أن لا نهاية لها ويعانون الاضطهاد والظلم. يعايش هؤلاء الأطفال خوفا دائما ومزمنا وإحباطاً وأزماتٍ نفسية، الأمر الذي أدى إلى حرمانهم وبشكل كبير من طفولة طبيعية يمارسون من خلالها اللعب ويلهون ويعملون على تطوير إدراك صحي وذات معنى لذاتهم ولمحيطهم لذلك يكون المسرح هو البديل لتلك الطفولة.

مسرح الحرية فضاء للمقاومة والالتزام بقضايا الانسان الفلسطيني، مسرح يسعى من خلال اعماله الى تحقيفق مجموعة من الاهداف ونذكر منها العمل على توفير مكان لأطفال مخيم جنين يشعر فيه الشباب على حد سواء بالمساواة والأمان وإعطائهم المساحة الكافية للتعبير عن ذاتهم، ولتكون لديهم الجرأة الكافية لخوض التجارب والمجازفة والقدرة على تصور واقعي مختلف وتحدي الحواجز الثقافية والاجتماعية.

بالاضافة الى إناطة الأطفال بالعمل على إيجاد طرق جديدة للتغلب على المشاكل والعمل على تعزيز الثقة بالنفس والتي تمكنهم من مواجهة الصعوبات التي يتعرضون إليها في الحياة اليومية، . مع العمل على التصدي للعزلة الثقافية والتي تحد من الوصول إلى مجتمع أرحب على مستوى فلسطين وخارجها.

.من المخيّم الى الركح، من مخيم جنين الى مدينة الثقافة التونسية، من فلسطين الى تونس رحلة مسرحية تغوص في الشان الفلسطيني تقدم ملحمة فنية يبدع في كتابتها ابناء جنين، يحلمون و يكتبون احلامهم باجسادهم على الركح.

المشاركة في هذا المقال