Print this page

إصدارات: في دراسة للدكتور عبد الرزاق الحيدري «مسار توليد الدلالة في مدن الملح» من منظور المقاربة السيميائية

على ضفاف واحدة من أشهر وأهم الروايات العربية يرسو بنا الدكتور عبد الرزاق الحيدري تحت

سماء «مدن الملح» بأبوابها الخمسة من «التيه» إلى «الأخدود» إلى «تقاسيم الليل والنهار» إلى «المنبت» إلى «بادية الظلمات»... إلى عوالم عبد الرحمان منيف الروائية يدعونا الباحث في الدراسات السيميائية عبد الرزاق الحيدري إلى اكتشاف قراءة مغايرة ومقاربة مختلفة لـ» مدن الملح» في كتابه الصادر مؤخرا عن دار الجنوب للنشر بعنوان «مسار توليد الدلالة في مدن الملح».
ليست «مدن الملح» مجرد رواية ضربت شهرتها الأمصار وأسالت الحبر واستفزت النقد بل هي لسان جيل وذاكرة مدن لم تعد كما كانت بعد عثورها على كنز «الذهب الأسود» في أرضها واكتشافها لثروة النفط... ولهذا عاد دكتور اللغة والآداب العربية عبد الرزاق الحيدري إلى «خماسية» مدن الملح ليسلط عليها الأضواء من زواية المنهج السيميائي من منظور مدرسة باريس للولوج إلى عمق النص ومتن الدلالة. وقد اختار الباحث التونسي أن يقود بحثه في اتجاهين اثنين لا يلبثان أن يلتقيا ليشكلا وحدة متكاملة إذا اهتم القسم الأول من الكتاب بـ»مستوى السطح» في حين جاء القسم الثاني بعنوان «مستوى العمق».
في خاتمة بحثه يقول الدكتور عبد الرزاق الحيدري: «لاشك أن شبكة المقولات التركيبية والدلالية الثنائية التي حضرت في البنيات السردية والخطابية قد امتدت إلى البنية الأولية للدلالة الماثلة في البنية العميقة من خلال مقولتين دلاليتين منسجمتين: الثقافة التقليدية/ الثقافة الحديثة، والحياة/الموت. شملت هاتان المقولتان المستوى التجريدي الأول في المسار التوليدي وقد قامت كل مقولة على مقومين متضادين انفجرا بأشكال متنوعة عبر العناصر المشكلة للنص في المستويين السردي والخطابي. فجوهر الدلالة، وفق النظرية السيميائية، هو مسار تتحكم فيه علاقات توليدية موصولة بالبنيات السردية والخطابية العميقة».
وفي تقديمه لكتاب «مسار توليد الدلالة في مدن الملح» يقول الدكتور محمد القاضي:» الميزة التي تستوقف قارئ هذا البحث هي مادل عليه من قدرة صاحبه على الجمع بين مقتضيات التحليل العلمي الموضوعي، والموقف النقدي الذي أتاح له أن لا يقف على الحياد إزاء القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية التي تخوض فيها «مدن الملح»... فكانت قراءته لهذه الخماسية رحلة لا يملك القارئ إلاّ أن يسلم إليه قياده في قطع مراحلها ومتابعة أطوارها والوقوف على أسرارها.»

المشاركة في هذا المقال