Print this page

معرض السجين المبدع في المركب الثقافي بسوسة: ويبقى الأمل

الريشة عنوان للحلم، اللون اداة للرحيل خارج الاسوار و القضبان، اللوحات قادرة على بناء عالم جديد

متخيل عالم ميزته الالوان و الحب وكلّ تفاصيل الحياة الجميلة، بالريشة يحلمون وبالخط و اللون يكتبون أحلامهم من خلف القضبان ينشدون الحرية من خلال لوحات جميلة ومميزة، هم سجناء سجن المسعدين الذين عشقوا الرسم وحولوا بياض الورقة الى لوحات مبهرة.

سجناء تميزت افكارهم وجسدوها في اجمل اللوحات التي عرضت يوم افتتاح تظاهرة ايام قرطاج السينمائية في سجن المسعدين، لوحاتهم تخرج خارج أسوارا لسجن تتجاوز قضبانه لتحلّ في بهو المركب الثقافي بسوسة اليوم ويكون للجمهور فرصة مشاهدة لوحات صنعتها انامل لسجناء ليتمتعوا بافكارهم، ليتماهوا مع المرأة الجميلة العازفة و المفكرة كما تقول اغلب اللوحات،

المرأة تحضر كثيرا في اللوحات، فهي مرة عازفة لكمان تداعب آلتها لتشعرك انك امام معزوفة للحب، وحينا هي تنكبّ على العود تدغدغه ليخرج من قلبه نبض للموسيقى الجميلة، هي الامّ بوشامها وحليها ولباسها التقليدي كما يجسدها احد السجناء الرّسامين، هي «التفاحة» في رمزيتها حمراء شهية وهي «الفرس» الجامحة أحيانا اختلفت نظرتهم إلى المرأة ومعها اختلف التجسيم وطريقة الرسم ولكنها جميلة وبهية في كلّ حالاتها جولة مع الرسومات تجد ان في جلّ اللوحات كانت المرأة سيدة المكان، هي الام و الكاتبة والعازفة والبسيطة، خطتها ريشة الرسام وكأنه يخاطب حبيبة سكنت وجدانه فرسمها في كلّ لوحاته.

زوار المعرض سيستمتعون بأجمل الالوان متماهية متناسقة الوان للحرية للأمل للحب الوان سجين متعطّش للانطلاق للشوارع الوان تكشف رغبة داخلية في معانقة تفاصيل الخارج تفاصيل جسدوها في لوحاتهم.

لوحات ميزتها الالوان والانعتاق، تلك لوحة لدراجة موشاة بأجمل الألوان و نوتات موسيقية ربما صاحبها عاشق للتجوال عبر الدراجات، او هو حالم بقصة حب كما لوان الدراجة الزاهية، لوحة اخرى لفتاة سمراء هي افريقيا بسحرها وحلاوتها لوحة لفتاة لذيذة كما الشكولاطة وغامضة غموض الوان وريشة رسام داخل الاسوار وخلف قضبان ربما لم يشاهد الخارج لاعوام.

الحرية موجودة في اللوحات، من خلال رمزية البحر و القارب، فهاهي لوحة لمركب صغير شراعه منطلق وقت المغرب مع بداية نزول الشمس الوانه تجمع بين الازرق رمز الحرية و السماء و البني رمز الالم لوحة عن الحلم في الحرية جمعت رغبة صاحبها في الانعتاق ووجيعته لوجوده خلف الجدران العالية جمع بين الأمل والألم في صورة المركب الصغير وسط البحر.

على بياض الورقة رسموا أحلامهم، غازلوا الامل عبر الألوان كتبوا حكاياتهم مع الحرية والخارج، الريشة كانت متمردة ثائرة وحالمة عاشقة، لوحاتهم مبهرة، متناسقة، مواضيعها مختلفة بين التجريدي والواقعي اختلاف اصحابها وأفكارهم وعلاقتهم بالخارج، لوحاتهم وإبداعاتهم تغادر فضاء السجن لتمتع زوار المركب الثقافي بسوسة و تريهم ان القضبان تقيد الجسد لكنها لن تقيد الفكرة ولا الروح الحالمة، اللوحات ستحطّ ايضا في رواق القرماسي في شهر جانفي وستعود عائداتها الى السجناء والسجن الذي وفّر الفرصة لمن يملكون موهبة الرسم ليرسموا ويبدعوا وفّر لهم الالوان و الورق وكلّ متطلبات اللوحة الفنية ليحلموا ويكتبوا احلامهم ووجيعتهم في لوحاتهم الفنية.

عنوان لمعرض «ويبقى الأمل عنوان رمزي فالأمل حتما باق ولولا فسحة الامل لما ابدعوا في الرسم لولا الامل لما تميزت اللوحات ولما تزينت الرسومات بأبهى الألوان ولما لبست حلّة الحلم ، ويبقى الحلم عنوان المعرض ونداء لكل الزوار ومحبي الحياة ليقتنوا اللوحات ويساهموا في توفير الامل للسجناء ويستمتعوا بلوحات لها خصوصيتها فرغم الوانها الا انها نابعة من اجساد تتوق الى الحرية والامل.

المشاركة في هذا المقال