Print this page

افتتاح أيام قرطاج للفن المعاصر بالحمامات: رؤى فنية بعيون معاصرة

تحوّلت حديقة المركز الثقافي الدولي بمدينة الحمامات إلى متحف فني مفتوح على همس اللون والشكل ووشوشة الأحجام والأبعاد... كما كانت

«دار سيباستيان» شاهدة على ولادة 7 تنصيبات فنية برؤى معاصرة في أدواتها وأطروحاتها وجمالياتها... وذلك في إطار افتتاح أيام قرطاج للفن المعاصر في دورتها التأسيسية التي احتفت بفنّ التنصيبة في فاتحة أنشطتها التي كان استهلالها يوم 30 جوان بالحمامات لتتواصل إلى غاية 02 سبتمبر 2018.
بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين تم يوم السبت الفارط افتتاح أيام قرطاج للفن المعاصر وتدشين أيام قرطاج الجهوية لفن التنصيبة بالمركز الثقافي الدولي بمدينة الحمامات. كما عقدت مديرة التظاهرة فاتن شوبة السخيري ندوة صحفية في اليوم ذاته لتقديم تفاصيل الدورة الأولى من أيام قرطاج للفن المعاصر.

فلسفة أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر
بعد مطالبة وإلحاح من أهل الفن بأن يكون لهم مهرجانهم الخاص على غرار أيام قرطاج المسرحية والسينمائية... تم بعث أيام قرطاج للفن المعاصر سنة 2018 لتسند رئاستها في البداية إلى الفنان الكبير نجا المهداوي إلا أنه استقال في وقت وجيز فآلت إدارة المهرجان إلى الأستاذة الجامعية والفنانة فاتن شوبة السخيري.
وعن فلسفة أيام قرطاج للفن المعاصر وتصوراتها ورهاناتها وأهدافها ...أفادت مديرة الأيام في كلمتها بما يلي: «عندما عرض على وزيز الشؤون الثقافية أن أتولى إدارة أيام قرطاج للفن المعاصر أوصاني بالعمل ضمن استراتيجية عامة محورها الشباب والجهات وترك لي حرية التصرف فيما تبقى. وهكذا ستكون البداية بصورة عكسية أي من الجهات نحو العاصمة.تختزل أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر مشروعا يجمع بن الجرأة والطموح، هدفه تعزيز الأنشطة الفنية في المناطق الداخلية ، بتثمين خصوصيتها خارج منطق العزل أو الإقصاء، بل ضمن إستراتيجية الدولة ومن ورائها وزارة الشؤون الثقافية والتي تقوم على لامركزية الثقافة وترجمة مبدأ الحق في الثقافة إلى واقع يومي.

في هذه الجهات، نجد اليوم أشكالا فنية معاصرة ، تظهر بشكل عفوي في عدة جهات داخلية من تونس، ولكن ينقصها البروز والظهور، و كذلك التثمين والإعلام. على هذا الأساس تأتي أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر لجمع هذه المبادرات المحلية و رسم خارطة للجماليات وفق الأشكال الفنية المعاصرة في تونس وإدراج كل المناطق الداخلية ضمن ديناميكية ثقافية متواصلة تعتمد على خصائصها المحلية لتكون قوة دفع ضمن عموم المشهد الفني».

250 ألف دينار ميزانية الأيّام
250 ألف دينار هي قيمة الميزانية المخصصة لأيام قرطاج للفن المعاصر في دورتها التأسيسية. وقد أشارت المديرة فاتن شوبة السخيري إلى أنّ محاولة تعريف الفن المعاصر تنفتح أساسا على اثنين من السياقات: الجمالي والتاريخي. كما اعتبرت أنّ «الفن المعاصر يمثل عنصر نمو وتطور وتحرر وبروز للمبادرات المحلية ذات الأصالة والتميز باعتباره فنا يتمتع بإمكانيات ابتكارية غير محدودة وغير قابلة للتصنيف، إنه فن يمكن من الاكتشاف المذهل لثراء مدينة أو جهة ما، ففي زمن العولمة تطفو المحلية بتفعيل خارطة للجماليات التونسية ضمن شبكة ثقافية داخلية مما يساهم في حفظ الخصوصية وإبراز تنوّعها، إن هذه الخارطة ستمكن أيضا من وضع تشخيص لقطاع الفنون البصرية في الجهات ومن رفع الأحجية عن الأنشطة الفنية وانعكاساتها الثقافية والاقتصادية على الجهات الداخلية» .

5 تمظهرات للفن المعاصر
في الجهات
تجليّات متنوّعة للفنّ المعاصر وأشكال مختلفة للتعبيرات الفنية المعاصرة ستعرف طريقها إلى البعث والولادة تحت سماء أيام قرطاج للفن المعاصر. وقد اختارت الدورة التأسيسية لهذه التظاهرة أن تتوّزع أنشطتها وفق 5 محاور جهوية وهي: أيام فن التنصيبة بالحمامات والتي التأمت من 30جوان إلى 2 جويلية 2018، وأيام فن الأماكن القاحلة والصناعية بالرديف من 12 إلى 14 جويلية الجاري، وأيام فن الغرافيك بالقيروان من 28 إلى 30 جويلية، وأيام فن الفوتوغرافيا والفيديو بقرقنة من 10 إلى 12 أوت المقبل، وأيام فن المكان بسليانة من 31 أوت إلى 2 سبتمبر 2018.

مسابقة أحسن مشروع فني
61 ملفا هو عدد الترشحات التي وردت على هيئة أيام قرطاج للفن المعاصر سواء من الفنانين أو المجموعات الفنية أو الجمعيات الثقافية... وقد حظي منها 26 مشروعا بقبول اللجنة الفنية المختصة.
وإلى جانب مرافقة اللجنة والدعم اللوجستي، فقد رصدت أيام قرطاج للفن المعاصر منحة مالية للمشاريع المختارة تقدّر بـ 5 آلاف دينار كحد أقصى.
ومن المنتظر أن يكون التتويج في انتظار أحسن مشروع فني من ضمن 26 عملا إبداعيا ضمن الاحتفاء بأيام قرطاج للفن المعاصر بمدينة الثقافة من 20 إلى 23 سبتمبر 2018.
وتشجيعا لاختصاص النقد الفني الذي بات شيئا فشيئا يفقد بريقه وأثره وموقعه خصوصا عند الجيل الجديد من الشباب، فقد بعثت أيام قرطاج للفن المعاصر جائزة النقد الفني والتي من شروطها ألاّ تتجاوز أعمار المترشحين 45 سنة وأن يتناول النص المشارك في المسابقة إشكاليات الفن المعاصر بتونس من قضايا وتجارب ومقاربات.

المشاركة في هذا المقال