Print this page

تألق تلاميذ المدرسة الابتدائية حي الطيب المهيري قعفور: أطفالنا هم الوطن...أرضنا أرض حلم وصغارنا عنوان الحلم ...

سلام الى من هربوا من سوء الواقع الى الفن، سلام الى من نزفوا في صمت ثم قرروا تحويل الجرح الى عمل فني يكون عنوانه الارادة والإبداع

سلام الى من امتص بؤس الاطفال وحوله الى طاقة عجيبة للتميز والخلق، سلام الى وطننا الاصغر قلوب اطفالنا سلام الى التلاميذ الحالمين، سلام الى اسراء الجبالي ومرام الطرابلسي ومرام الجويني وجيهان الجويني وألاء العجيلي ومحمد امين الوسلاتي وميسر اللموشي وايمن بوحجر.

هم تلاميذ المدرسة الابتدائية الطيب المهيري بقعفور ابدعوا وتميزوا وتحصلوا على مجموعة من الجوائز ضمن الملتقى الوطني للتعبير الجسماني الذي احتضنت فعالياته مدينة قفصة، ابناء قعفور ممثلي ولاية سليانة تميزوا مع مؤطرهم علاء الفرشيشي الذي قال عنهم «هم وحدهم إن حدّثْتُهم عن عوالمَ تسكنُ رأسي ، تَلْمَعُ أعينُهم بريقا ولهفة، ويهتفون: «خذنا إليها ، لنُبحر معك إلى جُزُرك ، نَحْنُ قاربُك وبِحارك» اطفال المدرسة الابتدائية تحصلوا على ثلاثة جوائز في الملتقى وهي جائزة احسن عمل جماعي وجائزة افضل مؤطر وجائزة افضل اداء للطفلة اسراء الجبالي.

نحن اطفال....خلقنا لنكون مبدعين
جميلة هي ضحكة النصر، ساحرة نظرات الانتصار والفوز، مميزة هتافاتهم وهم على الخشبة بعد اعلان فوزهم بالجائزة الأولى، اطفال حلموا ورغم كل المعيقات تميزوا وحققوا حلمهم بالصعود على «البوديوم» تلاميذ المدرسة الابتدائية الطيب المهيري بقعفور حققوا الفوز في الملتقى الوطني للتعبير الجسماني الذي احتضنت فعالياته مدينة قفصة ومثلت المدرسة ولاية سليانة، وفي تصريح الى «المغرب» اشار الاسعد الماجري مدير المدرسة ان العمل الذي شاركوا به «عمل يمسّ الكبار والصغار على حد السواء، عمل عن العنف عن ظروف الاطفال وكيف يتجاوزون الواقع الصعب» واكد محدثنا ان زادهم في العمل كان «14 حجرة صوان من الواد وخشبة قديمة» في اشارة الى ضعف الامكانيات ان لم نقل انعدامها ولكن «التمسك بالحلم واجبنا» حسب تعبيره.

العمل الذي شارك به ابناء قعفور كان عنوانه « أوقف العنف « و يعالج قضية العنف المسلط على الأطفال ، وهو من أداء مجموعة من التلاميذ الذين عشقوا المسرح و الفن وتعلقوا أشد التعلق بناديهم وقاعتهم المسرحية، ويعتبر هذا العمل أول عمل فني يتم إنتاجه داخل القاعة الحلم ي قاعة «أحلام شهد».
وفي تصريحه لـ«المغرب» أشار علاء الفرشيشي مؤطر التلاميذ والفائز بجائزة افضل مؤطر الى انّ الأطفال هم الشَّريحة الأضعف في أي مجتمعٍ وذلك بسبب عدم اكتمال نموّهم الجسماني والنفسي، فالأطفال بحاجةٍ إلى الرِّعاية والعِناية بشكلٍ كبيرٍ لإيصالهم إلى بر الأمان، حيث يصبِحون قادرين على الاعتماد على أنفسهم، كما أنّ شخصيّة الإنسان تتشكّل في البداية من طريقة التعامل معه وهو طفل ونشأته منذ صغره، وبهذا فهو نتاج تربية و تعامل.

و يضيف محدثنا ان سوء التعامل الذي يطالهم أثناء طفولتهم ينعكس على نفسيتهم وأفكارهم وتصرّفاتهم عندما يصبحون كباراً، والعمل الفني يحاول لفت الإنتباه إلى هذه الظاهرة من خلال التعبير الجسدي ، أجساد صغيرة على ركح خشبي تقول لا للعنف الموجه للأطفال ،نريد أن نكبر بسلام لنكون شخصيات متوازنة ،حتى نوقف عنف المجتمعات والصراعات الكثيرة التي يخوضها الكبار ، يجب أن نوقف العنف المسلط على الطفل اولا.

ابناء مدرسة الطيب المهيري تميزوا رغم غياب الامكانيات من العدم صنعوا نجاحهم ومن المضحكات المبكيات ان التلميذة اسراء الجويني الفائزة بجائزة افضل ممثلة منعها والدها من المشاركة في الملتقى وفي الدقائق الأخيرة استطاع المدير اقناعه لتشارك وتعود بجائزة مبتسمة وكأنها تتحدى الجميع وتثبت قدرتها على التميّز.

في قاعة «أحلام شهد» ولد الحلم و أينع
المسرح حياة، المسرح امل متجدد وفعل ثقافي مقاوم ، المسرح اداة للمواصلة والحلم هكذا هو الفعل الابداعي عند تلاميذ مدرسة الطيب المهيري بقعفور التي يشرف على ادارتها مدير منفتح على الفعل الابداعي، مدير آمن ان الفن خلق وحياة فحاول صحبة الاطار التربوي توفير لبنة للابداع في مدرسته، ومنذ عامه الاول انشأ قاعة للنشاط المسرحي وهي قاعة «احلام شهد» التي انطلقت اشغالها في فيفري 2017 وفي اقل من عام اصبحت عنوانا للإبداع وفضاء يحتضن احلام الاطفال ، «اوقف العنف» هو اول مواليد قاعة احلام شهد، تلك القاعة المكسب لمدرسة ابتدائية اصبحت قبلة الاولياء وتنافسهم لتكون حاضنة ابنائهم.

وفي تصريحه اشار علاء الفرشيشي إلى أن الإنطلاقة كانت بتخصيص قاعة مسرح مجهزة بركح صغير داخل مدرسة الطيب المهيري بقعفور ، بطلب من مديرها السيد الأسعد الماجري ، وبتكاتف جهود مجموعة من الشباب المتطوع .. وقد مثلت القاعة التي أطلق عليها إسم « أحلام شهد « متنفسا لتلاميذ المدرسة ، وساهمت طيلة العام الفارط في بعث روح جديدة في الأطفال وكذلك في الإطار التربوي الذي استبشر بهذا المولود الثقافي.

تصريح اكده مدير المدرسة الاسعد الماجري الذي اشار الى ان عدد التلاميذ ارتفع من 140 تلميذا الموسم الدراسي الفارط الى 205 تلميذ هذا العام، وبالنسبة لتلاميذ السنة الاولى ابتدائي العام الفارط كان عددهم 7 تلاميذ ليصبحوا هذا العام 24 ويعود سبب اقبال الاهالي على مدرسة الطيب المهيري الى نوادي السينما والمسرح والكورال والجوائز التي يحصدها ابناء هذه المدرسة لذلك أصبحت قبلة الأولياء.

أبناء قعفور تميزوا بفضل تلك القاعة الصغيرة حلموا وحولوا حلمهم الى حقيقة عنوانها فعل مسرحي متميز ومتواصل في قاعة (أحلام شهد) ابدعوا رغم ضعف الإمكانيات واثبتوا ان النجاح ممكن و«الدوام ينقب الرخام».

النجاح مسؤولية مرهقة
منذ عام وتحديدا منذ تأسيس قاعة النشاط المسرحي «احلام شهد» ومدرسة الطيب المهيري بقعفور قبلة المبدعين، المدرسة توفر لتلاميذها نوادي المسرح والموسيقى والكورال و الخط العربي (خطهم على حيوطهم» على حد تعبير الاسعد الماجري، ولكن بعد مجموعة الجوائز اصبحت المسؤولية مرهقة لان المسرح يتطلب دعما بالإضافة الى الديكور والأزياء و المدرسة لوحدها غير قادرة على توفير الموارد المالية الكافية لتحقيق احلام الصغار، فهل ستتدخل مندوبيتا التربية والثقافة لفائدة مدرسة الطيب المهيري لإتمام العمل المسرحي الذي ينجزونه؟ وتوفير بعض حاجيات الاطفال في العمل كي لا يشعروا انهم اقل من اترابهم في بقية ولايات الجمهورية.
تغير المندوب فهل سيتحقق الوعد؟
انجاز قاعة للنشاط المسرحي في مدرسة ابتدائية في قعفور من ولاية سليانة يعد انجازا، وفي الافتتاح وعد مندوب الثقافة انذاك ومن معه مدير المدرسة بالتكفل بالستائر السوداء وبعض حاجيات القاعة، مر عام تغير المندوب وجيء بآخر، فهل لازال الوعد قائما؟

المشاركة في هذا المقال