Print this page

في بيت الحكمة: يوم علمي حول نحت كيان المراهق

من البديهي أن تكون الهوّة فسيحة جدّا بين المقاربة العلمية والتّناول التعميمي الفضفاض لتشكّل الأنا، لذلك تستوعب الأطروحات التقليدية المؤسّسات التربوية والتكوينية في سياقات تعليمية ضيّقة، مغيّبة وظائفها الشاملة كتلك التي تتعلّق بمقوّمات نحت

الكيان وبناء المعالم الكبرى للهوية.

هذا ما أبرزه الدكتور أنور جراية المختص في الطب النفسي بالجامعات التونسية خلال أمسية علمية نظّمها قسم العلوم الطبيعية والرياضيات بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» مؤخرا،

فمن أهم سمات الطّرح العلمي التّشخيص الدقيق وتقديم الحلول العملية الموضوعية كما تقول الدكتورة سعاد كمون الشوك -رئيس القسم- التي أشرفت على الأمسية، مذكّرة بمسيرة المحاضر العلمية خاصّة في مجال الطب النفسي، وتحديدا في مجالات الصحة الذهنية، والبحوث النفسية لدى الأطفال والمراهقين. وغالبا ما «يهمّش الخطاب السائد في المنابر والجدل السياسي» وفقا للمحاضر «آليات بناء هوية تلك الفئة» لأنّه يتناول المسألة « بسطحية ناجمة عن غياب التفسير العلمي»..

ومن أهم تلك الآليات المؤسّسة لهوية الذّات حسب المحاضر الأساليب البيداغوجية، والمؤسّسات التربوية، وأطر التكوين، بوصفها المحيط المؤثّر والمحدّد «لعلاقة الفرد بعالمه البيئي، والبشري، وبنفسه « منطلقا في هذا المجال من مرجعية عالم النفس الأمريكي ومن أصول ألمانية «إريك هبرغر اركسون» المتعلّقة بمراحل نمو الشخصية في علاقة بالمحيط الاجتماعي. كما أكّد الدكتور جراية على الأهمية القصوى للعوامل السيكولوجية والعاطفية للطّفولة، وعليه تعتبر عوامل «الانسجام الداخلي» و»احترام الذات» و»التّوازن العاطفي» و»الثّقة في النفس» و»عاطفة الأمومة» منذ البدايات الأولى الشّروط الممهّدة ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال