بعد تتويجه بالسعفة الذهبية في مهرجان «كان» : المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش يعرض جائزته للبيع في مزاد علني

بعد تعب وحب وحلم، فإن الجائزة بالنسبة للفنان ليست مجرد تتويج وتكريم واعتراف بالإبداع بل كثيرا ما تتحوّل إلى قطعة من الروح وبعض من القلب...لهذا من الصعب أن يقوى الفنان على فراق ثمرة نجاح من الصعب أن تعاد مرتين، فما بالنا إذا تعلق الأمر بأكبر الجوائز العالمية

وأكثرها شهرة في الكرة الأرضية ! وفي مفاجأة غير متوقعة هاهو المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش يعرض جائزة «السعفة الذهبية» للبيع في المزاد العلني...
في مهرجان «كان» سنة 2013 كان التتويج حليف المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش بالسعفة الذهبية عن فيلمه البلجيكي - الفرنسي «حياة أديل».

تضحية بالجائزة الكبرى من أجل فيلم جديد
بعد أن أثار الجدل وأحدث الضجة لدى حصوله على «السعفة الذهبية» بسبب تطرقه إلى موضوع المثلية الجنسية إلى حد منع عرضه في فرنسا بأمر من القضاء ...فقد خمدت موجة الانتقادات بعد زمن ليبقى المخرج وجها لوجها مع أكبر الجوائز السينمائية في العالم.لكن علاقة الوفاء لم تدم طويلا بين المخرج وجائزته حيث أعلن عن قراره عرض السعفة الذهبية للبيع بالمزاد العلني حتى يتمكن من تمويل مرحلة ما بعد الإنتاج لشريطه السينمائي الطويل الجديد «مكتوب حبي» حسب عديد المصادر الفرنسية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن شركة إنتاج كشيش سوف تعرض أيضا للبيع لوحات زيتية تم عرضها في شريط «حياة أديل» بهدف تمويل المرحلة الأخيرة من إنتاج فيلمه الجديد المقتبس عن رواية «الجرح ، الحقيقة» لفرانسوا بيغودو. وفي هذا السياق نقلت وسائل إعلام أجنبية عن كشيش قوله: «لقد التزمت في البداية بإنجاز فيلم لكنني في النهاية وجدت نفسي أمام فيلمين.وهذا يخرج عن الإطار العادي ويجعلني في مشكل مع أصحاب العقود الذين أعمل معهم.»
وكان المخرج عبد اللطيف كشيش يطمح إلى عرض فيلمه الجديد «مكتوب حبي» في الدورة الأخيرة من مهرجان «كان» إلا أن توقف إنتاج هذا العمل بسبب صعوبات مالية حال دون هذا الطموح.

«مكتوب حبي» هل يعيد إلى كشيش السعفة الذهبية؟
إن قرّر المخرج عبد الطيف كشيش التفريط في السعفة الذهبية، هذه الجائزة المشتهاة من أكبر مخرجي العالم بالبيع في المزاد العلني من أجل إكمال فيلمه الجديد» مكتوب حبي»، فإن لا أحد بإمكانه الجزم بأن يعانق من جديد هذا المخرج سعفة «كان» مرة أخرى!
وتزن السعفة الذهبية 118 غراما من الذهب الخالص وترتكز على مربع أو وسادة من الكريستال في شكل قطعة ماس من نوع الزمرد، وقد اعتمدت في العام 1955 لتحل مكان «الجائزة الكبرى» التي كانت عبارة عن شهادة مزينة بعمل فني. ويذكر أن اختيار السعفة كشعار فرض نفسه بسبب أشجار النخيل التي تحيط بالواجهة البحرية في مدينة «كان».
وفي دورة 2018 سيتم للمرة الأولي تزيين السعفة الذهبية لمهرجان «كان» السينمائي بالألماس، حيث سترصع بـ167 قطعة ألماس بمناسبة الاحتفال بالنسخة السبعين للمهرجان...
وتعدّ الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي فازت بالسعفة الذهبية في مهرجان «كان» عام 1975، عن فيلم «وقائع سنين الجمر».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115