بقرار من وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، خصصت أيام قرطاج الموسيقية في دورتها الرابعة جائزة دولية بعنوان «محمود قطاط للعلوم الموسيقية وذلك بهدف التشجيع على البحث الموسيقي في مختلف مجالاته وتفرعاته لمعرفية.
تتويج كتاب «أنثروبولوجيا الإيقاع في المجال الواحي»
بعد منافسة مع مجموعة من الترشحات التونسية والعربية والأوروبية... توّصل الأستاذ المساعد بالمعهد العالي للموسيقى بصفاقس والباحث في أنثروبولوجيا الموسيقى محمد المصمودي إلى حصد الجائزة الدولية «محمود قطاط للعلوم الموسيقية» في دورتها التأسيسية عن مؤلفه «أنثروبولوجيا الإيقاع في المجال الواحي: (واحات الجريد التونسي نموذجا». وعلى هامش تتويجه بهذه الجائزة أفاد الدكتور في العلوم الموسيقية محمد المصمودي أن «اهتمامه في هذا الإصدار تركز على الإلمام بالإيقاع الموسيقي في المجال الواحي، حيث بحث في مختلف التمظهرات الإيقاعية من جوانب مختلف بدءا بتسجيل المدونة في سياقها الاجتماعي والثقافي، ورصد ما قد يحوم حول الحدث من وظائف ودلالات وارتسامات وتفاعلات حينية، واستخراج أهم السمات التي تنبني عليها وتحكم سيرورتها، على اعتبار أن إيقاع الحياة اليومية هو من صميم النشاط الفلاحي المرتكز أساسا على الواحات.»
وإن آلــــت الجـائزة الدوليــة «محمود قطاط للعلوم الموسيقية» للباحث التونسي محمد المصمودي فقـد أسنـــدت الجائزة الثانية للباحث الأمريكي «جوناثان غلاسر» عن كتابه « الجنة الضائعة «الصادر عن منشــــورات جامعة شيكــــاغو للصحافـــة.
كما تم منح جائزة شرفية للباحث الليبي عبد الله مختار السباعي عن ترجمة من الانجليزية إلى العربية لكتاب «حقائق تاريخية عن التأثير الموسيقي العربي» للبريطاني « هونري جورج فارمر»، الصادر عن منشورات المجمع العربي للموسيقى. وكذلك أسندت جائزة شرفية ثانية إلى الباحثة ياسمين فراج من مصر، عن كتابها «المناهج النقديّة في الموسيقى العربيّة» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
إعادة مهرجان الأغنية التونسية
لم يكتف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين بتتويج الفائز بالجائزة الدولية في العلوم الموسيقية حيث أعلن بهذه المناسبة عن إطلاق اسم الفنان الراحل صالح المهدي على المعهد الوطني للموسيقى بتونس تخليدا لاسم هذا الموسيقي الكبير الملقب بزرياب تونس.
وفي السياق ذاته، كشف الوزير عن اعتزام الوزارة إعادة تنظيم مهرجان الأغنية التونسية بهدف « المحافظة على الموروث الغنائي التونسي الأصيل، معتبرا أن هذا القرار لا يقلل من أهمية دور أيام قرطاج الموسيقية في التعريف بالموسيقى التونسية انطلاقا من انفتاحها على العالمين العربي والإفريقي، فضلا عن مساهمتها في إحداث سوق موسيقية جنوب متوسطية تجمع العديد من الفاعلين والمتدخلين في القطاع الموسيقي في تونس وخارجها»...
يذكر أن أيام قرطاج الموسيقية تأسست على أنقاض مهرجان الأغنية التونسية حيث وقع تشكيل لجنة تفكير سنة 2009 متكونة من مجموعة من الموسيقيين والمثقفين التونسيين، والتي تمحورت أعمالها حول كيفية إعادة تأهيل مهرجان الأغنية الذي انتظم من 1986 إلى 2004 وتم تحويله إلى مهرجان الموسيقى التونسية من 2005 إلى 2008. ليتم الاتفاق على إقرار أيام قرطاج الموسيقية على غرار أيام قرطاج المسرحية وأيام قرطاج السينمائية.