كانت فتنة اللوحة التي حملتها قماشة الفنانة المتمرٌسة : زينب الغول التي كانت حمٌالة مفهوم جديد في طور الإنجاز وببدو مغايرا للمألوف يعتمد الفكرة وهو عمل اكاديمي ينخرط في المفهوم الفلسفي الوجودي .الذي لا يعتمد رسم الأشخاص بل الأهمٌ من ذلك ما يختفي وراء هؤلاء الأشخاص .
وبالرغم أن الرسامة تعترف أنها مازالت في بداية خطواتها تبقى متفرٌدة في التوجه الذي خيٌرته بالتركيز على كون عملها ا هو مفهومي تعبيري بالأساس يدعو المتابع إلى التأمل و التفكير ثم الطرح الدائم للأسئلة الحارقة و هذا فحوى التوجه الجديد و مركز اهتمام الفنانة التشكيلية زينب الغول في حرصها الشديد لما وراء الأشخاص، أقرب إلى دعوة منها للمتفرج للتمعن و التفكير و التأويل في حين استشعرنا سعيها جاهدة إلى إيصال فكرتها بأن مجتمعنا " المعاصر "أصبح للأسف بلا تفكير ، في حين أنه بات لزاما على دور الفن التشكيلي أن يدعو المتقبل إلى التفكير و بالتالي التمسنا من خلال لوحتها و كتاباتها المرفوعة أنها تتضمٌن على حراك. هكذا وبتلك التيمات المخصوصة يتجلى الفن الحديث من زاوية رؤيتها معتمدا على المفهوم و ليس التشخيص فالفكرة هي التي تطغى و الفنان عليه أن يقوم بالدفاع عن فكرته التي يكتنفها جملة من المتغيرات وتعترض واقعه عديد المشاكل. .
برغم حداثة تجربتها التشكيلية تظل الفنانة التشكيلية: زينب الغول واثقة من المفهوم التي تصرٌ على تكريسه في المشهد الإبداعي بأن يدعونا الفن إلى التفكير و ليس إلى النظر فحسب والمرور على أمهات المسائل بلمسة فرشاة فقط دون التوقف على وضع نقاط استفهام والتساؤل عن اللامرئي و دغدغة مركز الذهن حتى ينتبه إلى الأسئلة الوجودية لتنعطف بنا الرسامة ذات النزعة الفلسفية إلى مفترق آخر تختزله في شغفها بكتابة نص مع اللوحة فهذا في صلب الفن المعاصر
وامتداد للحركة الفنية "دادا " التي تاسست سنة 1916 و عرٌف بهذه الطريقة مارسال دوران في كتابه و أسماها "ready made "وقد تناولها عديد الفنانين يعد الحرب العالمية الاولى في أعمالهم. تستعمل الفنانة تقنية " التلاشي" كثيرا كامتدادا للعناصر في اللوحة و التواصل بينها و بين عوالمها، و بالنسبة للملمسية فإنها استعمالها في مناطق معينة هي سعي لابراز فكرتها و الانتقال من ثنائية الى ثلاثية الأبعاد و ذلك لإعطاء عنصر الهوية و الحركة ثم الأهمية لتثمين مفصليات اللوحة بكل تدقيق.