Print this page

في البيئة ما يستحق الاحتفال؟

يحل يوم البيئة ويفسح المجال في أصقاع الدنيا للاحتفاء وإبراز مظاهر الاهتمام بالبيئة في ذكرى 5 جوان، التي لا يسأل أحد عن سر اختيار الموعد ورمزية التاريخ وليس السؤال الوحيد الغريب العالق فقد سئل من زمان,,عيد بأي حال عدت ياعيد؟ ولبيب غائب عنك مشرد وغريب؟


هل يسأل المحتفون عن مشروعية الاحتفال ببيئة مضرجة مختنقة طريدة؟

فالحال البيئي في العالم يعرف استمرار مظاهر التدهور والتصحر واستنزاف الموارد و..

مع ذلك تحتفل المجموعة الدولية، ويحرص كثيرون على إبراز مظاهر الزينة والبهجة وكأن البيئة بما هي عليه الآن عنوان للرفاه والغبطة وطيب العيش لكافة الفئات والشعوب.

فبرغم حالها العابر للحدود والمنكر للبوابات والجمارك، فإن الواقع البيئي والمناخي يشهد ظلما متعدد الأوجه.

ظلم الدول الغنية للفقيرة التي تدفع فاتورة نمو الدول الصناعية وترزح تحت مخاطر الفقر المائي واستنزاف الموارد الطبيعية في ظل محدودية توفير موارد رزق وأسباب العيش والبقاء وصعوبة مجابهة مظاهر تغير المناخ .

وعسف مسلط على الفئات الهشة في المناطق الريفية والجبلية حيث ندرة الموارد والامكانيات وأبرز صور اختلال توزيع ثمرات النمو.

والبيئة في الأصل أكثر من مجرد لوحات زاهية وترف مظهري واستعراض.

إنها فعل فردي وجماعي مثابر لإصلاح ما فسد بأيدي البشر، فما نحن صانعين؟

وهي تمرين عملي يومي وتجربة ميدانية، أبعد عن التنظير والفكر البرج_عاجي المتعالي على حال الأحياء القصديرية والمهمشة، وإشكالات تدهور البيئة في مختلف الأوساط والفضاءات.

إنها تعني الجميع وتستدعي انخراط كافة الشرائح والمجموعات عن قناعة بضرورة التحرك المشترك نحو نفس الوجهة المرسومة.

يوم البيئة يتطلب في بلادي عشرة ملايين مبادرة وحركة واعية ونشاطا عمليا يقوده مواطن تونسي تتراوح بين العزوف عن إلقاء أعقاب السجائر والمعلبات والقراطيس، إلى غراسة الشجر مرورا باعتماد السخانات الشمسية وبعث المؤسسات الخضراء وقيادة التحركات الجماعية المحلية لحل المشكلات البيئية في المحيط المباشر.

إنها المعادلة المطلوبة ليستقيم الاحتفال.

علينا أن نسأل أنفسنا ونحاسبها ، ونقيم جهودنا ونشخص طبيعة علاقتنا بمحيطنا، ومن ثم نرسم مخططات عمل والتزامات نشاط بيئي لتقويم الخلل وتجسيم تعهداتنا تجاه بيئتنا.

كل المساهمات ممكنة ومفيدة ومطلوبة لكسب الرهان وتحقيق المعادلة من الغناء للبيئة، وأداء ما يلزم لوقف التلوث ومحو النقاط السوداء.

لأننا سبب ما حل ببيئتنا من أزمات ومصائب منوط بنا أداء ما يلزم لتعديل الوضع وتدارك المعضلات.

علينا تغيير سلوكنا 180 درجة، وحتى لا نظل شهود زور على منظومات وموارد تستنزف وتلوث بسبب جشع البشر وأنانية المستهترين.

برغم كل ما سبق،بعيدا عن التشاؤم والسوداوية وبرغم ارتفاع معدلات التدهور والتلوث ، في البيئة ما يستحق التعلق والبر والاحتفاء.

المشاركة في هذا المقال