Print this page

الفسفوجيبس، الميثان، وبعد.. حول الفسفوجيبس، لا وفاق نهائي، ولا رأي موحد.

شكلت مادة الفسفوجيبس للكثيرين شبحا وكابوسا، وقد اقترح البعض تركيز مصب لنفاياته في جوارهم، فانتفضوا ورفضوا،وتأجل ورحل المشروع،

كما أنه في مخيال الغالبية، خطر يجب التخلص منه، بوصفه مادة خطرة، بينما هو لدى البعض، فرصة للتثمين، ومجالا للبحث والتطوير العلمي وإعادة الاستعمال.
هل هو فعلا مادة خطرة وجب الحذر منها والتعامل معها بكامل الحيطة، شأن نفايات المواد المستعملة الطبية والنووية؟
الخبير المختص والمدير العام السابق لعدد من المؤسسات المنتجة للمواد الكيمياوية والفسفاط، طاهر خواجة يقدم مقاربة مختلفة، تتجه إلى اقتراح تعديل تصنيف هذه المادة من خطرة إلى قابلة للاستعمال المتجدد، بما يمكن أن يوفر عائدا يناهز الألف مليار لخزينة الدولة.
ويعرض خواجة عبر عديد المداخلات والعروض حججا تؤكد سلامة الفسفوجيبس من جل الملوثات الخطرة، وبالتالي إمكانية إعادة استعماله خاصة كسماد مغذ للتربة وصالح لتعزيز الزراعة.
بالتوازي مع طرح خواجة، الذي يتحدث من موقع خبرة وتجربة طويلة في الميدان، نجحت الدكتورة التونسية المختصة في الكيمياء، حياة عمري، في ابتكار تقنية جديدة تمكن من القضاء على التلوث الذي تسببه مادة «الفسفوجيبس» بمدينة قابس.
وقالت عمري، إن الأمر يتعلق بطريقة للاستفادة من مادة الفسفوجيبس، التي أفسدت الزرع والنسل، في مجال البناء عبر خلطها بفضلات النبتات علاوة على عمليات كيميائية مخصوصة...
وافادت المخترعة التونسية، أن هذه التقنية، التي اختبرتها رفقة فريق من الخبراء والمختصين من بلجيكا، تمكن من تفادي الانعاكاسات السلبية لمادة «الفسفوجيبس» على الأرض والبحر والبشر عبر تثمينها.
وبينت المتحدثة، أنها عرضت هذا الابتكار على وزير البيئة والتنمية المستدامة الحالي الذي «وعدها بتوفير كل الإمكانات المادية والبشرية والفنية للإنطلاق في تنفيذ برنامج في الغرض».
مخاطر الفسفوجيبس؟
وكشفت عمري أن «الفسوفوجيبس» في تونس، مادة تنتج عن تكرير الفسفاط الخام يتسم بقابليته للتبخر في الجو عندما يتم تكديسه على الأرض.
وينتج عن هذه العملية تلوث للهواء يتسبب في انتشار الأمراض السرطانية والجلدية والتنفسية بينما يؤدي، في حال إلقائه في البحر، الى التصحر البحري والقضاء على التنوع البيولوجي في البحر مثلما هو الشان في خليج قابس الذي يعتبر محضنة طبيعية للاسماك والذي تضرر بشكل كبير جراء القاء هذه المادة فيه.
وأوضحت المختصة أن الفسوفوجيبس في قابس، أين ينشط المجمع الكيميائي التونسي، قضى على أنواع كثيرة من الأسماك وأتلف الواحة الفريدة من نوعها في العالم باعتبارها واحة بحرية علاوة على المآسي الصحية التي يعانيها المتساكنون.
وبينت عمري أن إنتاج طن واحد من الفسفاط يخلف حوالي 4ر5 طن من مادة «الفسفوجيبس» لتبلغ هذه المخلفات، سنويا، في تونس ما يزيد عن 10 ملايين طن ملاحظة ان المخلفات اليومية من مادة الفوسفوجيبس قد تصل، في بعض الأحيان، الى 38 طن. الدكتور مختار حمدي قدم مؤخرا عرضا في مجال تثمين النفايات لإنتاج الميثان، وذلك في سياق جهود الباحثين التونسيين لتقليص التلوث وإحكام استغلال الفضلات في إطار مشاريع مجددة ومتطورة للرسكلة.
ويؤدي القضاء على التلوث الحضري والصناعي عن طريق عمليات الحرق ، والعمليات الفيزيائية والكيميائية للتخثر والتلبد، إلى تدهور البيئة بسبب الملوثات الخطرة...
وتنجز عمليات معالجة النفايات البيولوجية الحالية (الحمأة المنشطة، التسميد، دفن النفايات ...) المستخدمة لإزالة التلوث من خلال التمعدن ليست مستدامة لأنها تساهم في تغير المناخ بسبب انبعاث غازات الاحتباس الحراري.
وقد اختلفت انبعاثات غازات الدفيئة السنوية بشكل كبير وفقًا لخطط المعالجة المستخدمة وتراوحت بين 61 و 161 كغ من ثاني أكسيد الكربون للفرد
واثناء تطور الغلاف الحيوي للأرض ، كان الاقتران بين تمعدن المادة العضوية والتمثيل الضوئي الذي جعل الحياة ممكنة على كوكب الأرض.
أول الكائنات الحية المخلوقة التي تم اكتشافها أخيرًا؟يقدر عدد الميكروبات بما يصل
إلى 100000000000 خلية ميكروبية لكل مل من السائل المعوي وفي الجذور.
يعتبر الهضم اللاهوائي للنفايات الصلبة ومياه الصرف عملية أكثر كفاءة من المعالجة الهوائية لأنه يحول الكربون العضوي إلى طاقة حيوية ويقلل من إنتاج الحمأة والروائح.
ويعتبر الهضم اللاهوائي للنفايات الصلبة ومياه الصرف العضوية ذات القوة العالية أكثر استدامة من الأحواض الهوائية وقد أصبح الهضم اللاهوائي وسيلة مهمة لإدارة النفايات العضوية والتخفيف من تغير المناخ.
يساعد على تحويل جزء كبير من الكربون العضوي القابل للتحلل إلى غاز حيوي لاستخدامه في الطاقة، ويقلل من الروائح الكريهة يعتمد الهضم اللاهوائي على 3 خطوات رئيسية:
• النفايات العضوية : جمع النفايات ونقلها وإمدادها إلى مرفق الهضم والمعالجة المسبقة اللازمة للنفايات قبل تغذية الجهاز الهضمي.
• عملية الهضم: عمليات التحويل البيولوجي والكيميائي للمواد الخام في الهاضم.
• الطاقة والأسمدة : المعالجة اللاحقة للتدفقات الخارجة من وحدة الغاز الحيوي والتي تنقحها إلى منتجات ذات قيمة محسّنة وتوزيعها واستخدامها تقنيات هضم لاهوائي:
ويتمثل المستوى التكنولوجي الحالي في إتقان العملية لمعالجة مياه الصرف الصحي وروث الحيوانات وبعض مياه الصرف الصحي المعالجة للأغذية وتخص التقنيات الشائعة وفق الدكتور مختار حمدي البحيرة المغطاة ، الهاضم المختلط المكتمل، هضم تدفق السدادة ، مفاعل تغطية الحمأة المتدفق مع وجود فرص تطوير التكنولوجيا الجديدة التصميم المبتكر للهضم وتكامل عمليات الوحدة لتوفير كفاءات طاقة أعلى وإمكانيات أكثر للتعامل مع التأثيرات المتغيرة الهضم المشترك للنفايات المختلفة (مثل نفايات الطعام مع مياه الصرف الصحي أو السماد.
ويلاحظ الدكتور مختار حمدي أن مختبره متخصص في الهضم اللاهوائي للأغذية الزراعية والنفايات الصناعية (مخلفات الزيتون، المسالخ، مياه الصرف الصحي، فضلات الطعام، الحمأة، مخلفات الفاكهة والبقوليات ...)
وفي خصوص مشروع مشترك بين المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس ومركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة والمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، تنتج شركة سوق الجملة التونسية 25 طنًا من مخلفات الفاكهة والبقوليات في موقعها كل يوم. تم تدشين وحدة لاستعادة الطاقة من النفايات العضوية عن طريق الهضم اللاهوائي في عام 2010 في منطقة سوق الجملة في بئر القصاع. يبلغ حجم الغاز الحيوي المنتج يوميًا حوالي 1800 متر مكعب.

المشاركة في هذا المقال