Print this page

الرسكلة هي الحياة.. تثمين نفايات الواحات

تحتضن توزر غدا ورشة عمل حول مشروع تثمين نفايات الواحة الذي تنجزه جمعية الإرادة للتنمية بتوزر، ضمن مشروع ممول من الجانب الفرنسي.

والإرادة للتنمية، جمعية بيئية تنموية فاعلة في توزر تنفذ مشاريع طموحة بينها مبادرة لتثمين نفايات الواحة.

وتهدف جمعية إرادة للتنمية بتوزر وهي جمعية تنموية ومواطنة تأسست سنة 2015 إلى المساهمة في مجهود التنمية والحوكمة المحلية وإرساء مبدأ التضامن بالجهة في مجالات متعددة من خلال أنشطة ومشاريع تستجيب لمتطلبات الإقتصاد التضامني والإجتماعي.
وتنفذ الجمعية منذ سنوات عديد المشاريع التنموية والبيئية، ومن مشاريع الجمعية تركيز متحف ايكولوجي مصغر يعرض معطيات تاريخية وصور جوية لشط الجريد مع بلدية دقاش، معتبرا أنه يشكل أبرز عناصر مشروع المسلك الجيوسياحي لشط الجريد.
وحول موقع المتحف المصغر، أوضح ذات المصدر، أنه من المنتظر أن يكون وسط مدينة دقاش أو في المسار السياحي بهذه المدينة، بهدف تقريب مكونات المتحف الموجود في « محمية دغومس » من الزائرين والسياح، للتعريف بالمنظومات الطبيعية والتاريخية والبشرية والاثرية الموجودة بشط الجريد ومحيطه، حسب تقديره.
وسيسمح المتحف ومن خلاله المسلك الجيوسياحي، من التعرف على الثقافة والمخزون الحضاري والطبيعي للمنطقة، كما سيقدم صورة على التنوع البيولوجي والتاريخي والبشري المتعلق بشط الجريد، على أن يتم في مرحلة لاحقة تكوين أدلاء سياحيين محليين في المجال، لتقديم معطيات مبسطة للسياح والوافدين على شط الجريد وعلى « محمية دغومس »، مع تركيز معلقات تعريفية في 8 نقاط بمعتمدية دقاش تعرف بالمواقع السياحية والطبيعية للمعتمدية.

وبيّن رئيس الجمعية، أن المشروع كان قد انطلق بتنفيذ مجموعة من العناصر، تمثلت في تهيئة استراحة سياحية في شط الجريد على مستوى الطريق الوطنية عدد 16 الرابطة بين ولايتي توزر وقبلي، وتهيئة الوحدة الصحية، الى جانب القيام بأنشطة تحسيسية تهدف الى حماية شط الجريد والمنظومة الطبيعية المحيطة به من التلوث والاستنزاف.
وقد تم تمكين مجموعة من الطلبة والتلاميذ من زيارات ميدانية الى هذه المواقع للتحسيس بقيمة شط الجريد، باعتباره مصنفا منطقة « رامسار » ذات أهمية دولية منذ 2007 .
مشروع مماثل نفذته جمعية دعم الاستثمار والتنمية والبيئة (AIDE)

ويستهدف المشروع 15 عائلة في قرية «الطباينية» (جندوبة) بحيث يصبح كل فرد من أفراد الأسرة فاعلا في المشروع. سيتم تكوين النساء في جمع وتثمين النفايات بثلاث طرق: تحويلها إلى سماد، بيعها إلى مراكز الرسكلة، وصنع أشياء من النفايات غير القابلة للرسكلة (الرسكلة للأفضل). يمكن لهؤلاء النساء أن يتجمّعوا في إطار «مجمع تنمية بيئية». بينما يشارك أفراد الأسرة الآخرون في أنشطة التوعية والتحسيس (النوادي البيئية، أيام شهرية للتحسيس). تحصّل المشروع على منحة قدرها 23700 دينار تونسي.

ويعتبر خيار تثمين نفايات الواحة من الطرق المعتمدة في عديد الدول العربية، ومن بينها السعودية،حيث ينفذ مشروع الواحة الخضراء يدير النفايات ويوجهها تجاه الحفاظ على البيئة واستثمار أطنان النفايات في عمليات تدوير شاملة.
وأكد أن المحافظة على البيئة يعتمد على أسلوب علمي للتخلص من النفايات بطريقة آمنة تكفل تطوير الخدمات والمحافظة على سلامة البيئة وحمايتها .

ويوضح مشرف مشروع نموذجي بإحدى واحاتها(القصيم)، أن المشروع يهدف لتقليل كمية النفايات المنتجة إلى أقل قدر ممكن , وفصلها في المصدر لرفع جودتها والاستفادة منها , ـ إلى جانب فرزها والاستفادة من النفايات القابلة للتدوير ، وتقليل كميتها التي يتم ردمها إلى أقل قدر ممكن للمحافظة على البيئة على المدى البعيد ، واستخدام أسلوب الدفن بالآلات الغير قابلة للتدوير في خلية هندسية للمحافظة على سلامة البيئة وحمايتها من التلوث و تقليل عدد المصبات الصحية.

وأوضح الأحمد أن مشروع ( الواحة الخضراء ، و يقع على مساحة شاسعة تقدر بـ 8 مليون متر مربع ، رصد له استثمار هام عبر مشاريع متنوعة ، لتشغيله وفق أحد الممارسات العالمية للتخلص من النفايات بشكل سليم ، واستثمار ما يمكن استثماره منها ويضم المشروع يضم أكثر من 17 ألف شجرة مختلفة الأنواع و ذلك ضمن برامج الإصحاح البيئي للموقع ، وأن عدد الأشجار متزايد بشكل دوري الأمر الذي منح الموقع لقب « الواحة الخضراء» .

في نفس السياق تحتضن (الواحة الخضراء) جملة من مشاريع الحفاظ على البيئة تنفذ وفق طرق ومواصفات علمية حديثة حيث تمر النفايات بدايةً على وحدة فرز النفايات : والمتكونة من خط فرز بطاقة استيعابية قدرها 350 ـ 500 طن في اليوم ، وتهدف إلى تقليل كمية النفايات التي يتم ردمها بالخلية الهندسية وبالتالي إطالة عمر المصب والاستغلال الأمثل للطاقة الاستيعابية للخلية الهندسية عن طريق كبس النفايات ، والمحافظة على الموارد الطبيعية بالاستفادة الاقتصادية من النفايات القابلة للتدوير ، وتقليل تكلفة التخلص من النفايات ، والحد من التوسع الأفقي للمصبات ، وحماية التربة من المواد غير قابلة للتحلل.
والرسكلة هي عملية تستهدف إعادة استخدام المواد المستعملة لإنتاج مواد جديدة، بدأت الدول تلجأ إليها في ظل التطور الصناعي والتكنولوجي المتلاحق، لكن الدول العربية لا تزال غير مهتمة بهذه العملية.

وتثمين النفايات أو «الرسكلة» هي عملية تحويل المخلفات إلى منتجات جديدة لها فوائد اقتصادية وبيئية وموجودة منذ القدم في الطبيعة، ومارسها الإنسان منذ العصر البرونزي، حيث كان يقوم بتذويب مواد معدنية ويحولها إلى أدوات جديدة قابلة للاستعمال.
ويتم اللجوء إلى عملية التثمين للتخلص من النفايات التي يؤدي تراكمها إلى تهديد صحة الإنسان وتهديد البيئة التي يعيش فيها، فمثلا النفايات البلاستيكية التي تلقى في البحر تقتل مليون كائن بحري كل سنة.

وهناك فوائد لعملية تدوير النفايات، منها الحفاظ على البيئة، وتقليل الاعتماد على المواد الأولية المستخرجة من الطبيعة لإنتاج المنتجات الجديدة، مما ينتج عنه تقليل التكاليف على المنتجين، باعتبار أن أسعار المواد المنتجة من إعادة التدوير أقل بكثير من أسعار المواد الأولية الطبيعية، إضافة إلى أن عملية التدوير توفر فرص العمل للناس.
وتتمثل المواد القابلة للتدوير في المعادن، مثل الحديد والألمنيوم والفولاذ والبلاستيك والزجاج والورق والكرتون المقوى وإطارات السيارات والمواد النسيجية، ويمكن أيضا إعادة تدوير مياه الصرف الصحي.
كما أن المواد الإلكترونية قابلة لعملية التدوير. وبحسب الأمم المتحدة، فقد تم إلقاء 41 مليون طن من النفايات الإلكترونية عام 2014 في مكبات القمامة، وتم تدوير نحو سدس النفايات الإلكترونية بشكل صحيح عام 2014.

ويقوم الإنسان بتدوير العديد من المواد من أجل استخراج مواد جديدة، فمثلا:
– إعادة تدوير القوارير الزجاجية والمعدنية لصناعات أخرى جديدة.
– إعادة تدوير الورق والكرتون (من المجلات والجرائد…) لصناعة ورق وكرتون آخر.
– إعادة تدوير إطارات السيارات غير القابلة للاستعمال لتحويلها إلى مواد مطاطية أخرى.
– إعادة تدوير مواد الألمنيوم إلى ورق ألمنيوم للتغليف، وبعض قطع السيارات.
– إعادة تدوير المواد البلاستيكية إلى مواد تعليب، وأكياس، وبعض أنواع الملابس، وألعاب، ومواد منزلية وغيرها.
– إعادة تدوير مياه الصرف الصحي إلى مياه صالحة بفضل محطات تطهير وتنقية المياه.

المشاركة في هذا المقال