Print this page

إضاءة: تونس الخضراء، بمناطقها الرطبة...

فاتت سنة على حدث إقرار غار الملح مدينة «رامسار»، ويأتي الموعد السنوي للمناطق الرطبة الموافق للثاني من فيفري،

في سياق تتكثف فيه المبادرات الرسمية والمدنية للفت الانتباه لأهمية هذه المواقع للبيئة وللتنمية.
فعلى هامش اليوم العالمي للمناطق الرطبة، وببادرة من وزارة الشؤون المحلية والبيئة وتنظيم محلي مشترك بين جمعيات وبلدية ومؤسسات بيئية، تقام اليوم بتازركة فعاليات لقاء تحسيسي حول المناطق الرطبة، حرصا على رصد وضعية سبخة تازركة وبقية المناطق ورصد كافة أشكال الإخلالات والاعتداءات عليها.
وسيمثل اليوم التحسيسي والإعلامي الذي تحتضنه بلدية تازركة اليوم بحضور جمعياتي وبلدي ومؤسساتي وبإشراف وزير الشؤون المحلية والبيئة، محطة لرصد مسار تجاوز الإخلالات، وإعادة تصويب البوصلة نحو الاستدامة البيئية، ومعادلة التنمية وديمومة الموارد وسلامة المنظومات، ونوعية عيش المتساكنين.
ويشترك الصندوق العالمي للطبيعة في إقامة تظاهرة كبرى يوم6 فيفري بمنطقة غار الملح، أول جهة إفريقية تنال علامة المدينة رامسار ويشكل الحدثان مناسبة لإبراز الأهمية البيئية والحيوية للمناطق الرطبة ودورها المتعدد والهام في التوازن الايكولوجي وفي ديمومة وانسيابية التنمية بأشكالها وابعادها..

المنطقة الرطبة
والمنطقة الرطبة عبارة عن منظومة بيئية تتعايش داخلها أعداد كبيرة من الأوساط الطبيعية والإصطناعية شريطة توفير عنصر الماء.
وهي تشمل المستنقعات والمروج المخثات والمساحات المائية المتواجدة بشكل طبيعي أو إصطناعي، دائمة أو موسمية، جامدة أو جارية، عذبة أو مالحة وتدخل في هذا الإطار مساحات مياه البحر التي لا يزيد عمقها عن 6 م خلال الجزر.

يكمن التمييز بين ثلاثة أنواع من المناطق الرطبة:
مناطق رطبة عذبة – مناطق رطبة مالحة - مناطق رطبة إصطناعية.
 قبل ثماني سنوات، التحقت 15 منطقة رطبة جديدة ذات أهمية عالمية بتونس باتفاقية «رامسار» الدولية للمناطق الرطبة ليرتفع العدد الجملي إلى 35 منطقة تمسح 800 الف هكتار.
وتضم القائمة الجديدة 7 سدود وهي سد سيدي البراق «باجة» وسد سيدي سعد وسد مرق الليل «القيروان»وسد وادي الأحجاروسد عبد الرحمان وسد عبد المومن «نابل» وسد وادي الرمل «زغوان».
وتشمل أيضا شط القطار «قفصة» وخليج بوغرارة «مدنين» وجزر قرقنة «صفاقس» والثالجة وقرعة دوزة «قفصة» ووادي دكوك» تطاوين» وملاحة المنستير وسبخة حلق المنزل وسبخة سيدي الهاني «سوسة».
وتتميز هذه المناطق بتنوعها البيولوجي خاصة وأنها تاوي أنواعا نادرة من الطيور ومناظر طبيعية تختلف باختلاف المناخ من الشمال إلى الجنوب وتتراوح المياه فيها بين العذب والاجاج بما يوفر مآوي لتعشيش أصناف نادرة من الطيور ومأوى لأنواع كثيرة من الحيوانات البرية والمائية والنباتات .
وتم الإعلان عن ترسيم المناطق الجديدة ب»رمسار» في الندوة الوطنية التي نظمتها الخميس وزارة الفلاحة (الإدارة العامة للغابات) بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة بمدينة غار الملح (بنزرت) بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة.
وقد تم اختيار غار الملح لاحتضان هذه التظاهرة واقتراح إطلاق مفهوم علامة «مدينةرمسار» منها باعتبارها مدينة نموذجية تتوفر فيها كل الشروط اللازمة للحصول على هذه العلامة.
وتتمثل هذه الشروط في احتواء المدينة على منطقة رطبة محمية مرسمة بقائمة»رمسار» وبرنامج تهيئة للحفاظ عليها وان لا يضر امتدادها الحضري أو أنشطتها الاجتماعية والاقتصادية بصبغة هذه المحمية.
وتعد مدينة غار الملح من المدن التي احتفظت بخصائصها البيئية وتعايش فيها السكان مع محيطهم الطبيعي وحافظوا عليه مع انها لا تبعد عن التجمعات العمرانية الكبرى (بنزرت أو تونس العاصمة) مسافات بعيدة.
المنطقة الرطبة هي كل منطقة تتميز بوجود ماء عذب أو مالح أو شديد الملوحة، بصفة دائمة أو مؤقتة على السطح أو في العمق القريب، راكدا أو جاريا، طبيعيا أو اصطناعيا، في موضع فاصل و/أو انتقالي، بين الأوساط البرية و المائية، و تأوي هذه المناطق أنواعا نباتية و/أو حيوانية بصفة دائمة أو مؤقتة، و تلعب الأراضي الرطبة دورا هاما في التخفيف من آثار تغير المناخ المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة من هلال الخدمات المتعددة التي تقدمها. و تشمل وظائف الأراضي الرطبة الهامة تخزين المياه و إعادة تغذية المياه الجوفية و الحماية من العواصف والتخفيف من الفيضانات و المساهمة في استقرار الخط الساحلي و مكافحة التعرية و تخزين الكربون و هي مصدر للتنوع البيولوجي و مصدر اقتصادي وعلمي، إلخ.
على الرغم من أهمية المناطق الرطبة إلا أنها تتعرض إلى الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية لاسيما الثروة المائية، التلوث بمختلف أنواعه، التوسع العمراني ونهب الرمال.
فعلا، فوفقا للتقرير «توقعات الأراضي الرطبة في منطقة البحر الأبيض المتوسط 2»: حلول لأراضي رطبة متوسطية مستدامة الذي نشره مرصد المناطق الرطبة المتوسطية:
95 % من مواقع الأراضي الرطبة التي تأوي أكثر من 50 ألف طائر مائي هي مناطق ساحلية ومهددة بالانغمار بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر تعتبر شبه الجزيرة الأيبيرية و المغرب العربي و البلقان و الشرق الأدنى المناطق التي من المرجح فقدانها لأكبر عدد من أنواع الأراضي الرطبة نتيجة لتغير المناخ.
والمناطق الرطبة هي كل وسط تغمره المياه كليا أو جزئيا، أو به نسبة من المياه أو الرطوبة ويكون ذلك خلال كامل السنة أو لفترة مؤقتة، هي أوساط حيوية جدا هامة لبعض الكائنات الحية يتعلق الأمر بالحيوانات والنباتات، وتستقطب خاصة الطيور المائية (الشتوية) المهاجرة التي تعبر القارات. والمنطقة الرطبة قد تكون طبيعية أو اصطناعية.
اتفاقية «رامسار» معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبةمن أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية للأراضي الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي والثقافي والعلمي وقيمتها الترفيهية. وتحمل الإتفاقية اسم مدينة رامسار في إيران.
كما تلعب الأراضي الرطبة في جميع أنحاء العالم دورا هاما في الحد من مخاطر الكوارث بإعتبارها ضمانات طبيعية ضدها. تمثل هذه النظم الإيكولوجية خطوط الدفاع الأولى لحماية المجتمعات من الآثار المدمرة للظواهر المناخية المتطرفة.

حوض نهر Neretva، البوسنة والهرسك، © D. Kulijer
 إن الأراضي الرطبة التي تدار بشكل جيد تساهم في تعزيز مرونة المجتمعات وصمودها أمام الظروف المناخية القاسية والتكيف معها، إضافةً إلى تقليل الأضرار الناجمة عنها. تحمي الأراضي الرطبة الساحلية مثل أشجار المانجروف من الفيضانات وتمنع تسرب المياه المالحة إلى المياه الجوفية، كما تحافظ على التربة من التفتت والانجراف. أما الأراضي الرطبة الداخلية مثل السهول الفيضية والبحيرات وأراضي الخث فتمتص مياه الأمطار الزائدة مما يقلل من الفيضانات، وتخزنها لتأخر بذلك حدوث الجفاف.
المحافظة على هذه النظم واستعادتها ودمجها في استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث تمثل ضرورة قصوى بإعتبارها تعمل كبنية تحتية طبيعية للحد من آثار العواصف، والفيضانات، وانجراف السواحل… وتزيد من قدرة المجتمعات المحلية على التكيف خاصةً تلك التي تعيش على ضفاف الأنهار أو المناطق الساحلية.
إ ن مبادرة المناطق الرطبة المتوسطيةMedWet  منظمة غير ربحية، تأسست في عام 1991، وتضم في عضويتها 27 بلدا من بلدان البحر الأبيض المتوسط والتي تمثل أطرافا في اتفاقية الأراضي الرطبة (Ramsar، إيران، 1971)، بالإضافة إلى فلسطين ومجموعة من المنظمات ومراكز الأراضي الرطبة.
وفي عام 1999، أقر مؤتمر الأطراف ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ لاتفاقيةRamsar، رسميا، مبادرةMedWetفي مشروع القرار VII.22، حيث وافق على إنشاء لجنة الأراضي الرطبة المتوسطية (MedWet/Com) في إطار الاتفاقية، كمنتدى للتعاون بشأن الأراضي الرطبة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وكمستشار للاتفاقية فيما يخص القضايا التي تهم المنطقة.  (انظر وثيقة القرار VII.22 فرنسي/إنجليزي).

وفي عام 2002، اعتمد مؤتمر الأطراف ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ لاتفاقيةRamsarمشروع القرار VIII.30، والذي من خلاله أقر الإرشادات المنصوص عليها في الملحق الأول لمشروع القرار من أجل تطوير المبادرات الإقليمية في إطار اتفاقيةRamsar، واعترف بالأهمية الكبرى للدعم المالي والسياسي المقدمين لمبادرةMedWet من قبل الأطراف المتعاقدة في المنطقة، وخاصة من جانب اليونان الدولة المضيفة لأمانتها. كما كلف الأمين العام بوضع تجربة وحدة تنسيقMedWetوشركائها تحت تصرف المبادرات الإقليمية الأخرى، إذا تطلب الأمر ذلك وبالشكل المناسب. (انظر وثيقة القرار VIII.30 فرنسي/ إنجليزي).
لقد تم الاعتراف إلى حد الأن ب 19 مبادرة إقليمية، بموجب اتفاقيةRamsar، تنظمها المبادئ التوجيهية المعتمدة من قبل مؤتمر الأطراف والتي لا تزال قيد الدراسة من قبل اللجنة الدائمة لRamsarبناء على طلب المؤتمر الثاني عشر للأطراف المتعاقدة للاتفاقية (الأوروغواي، 2015).
تعمل MedWet مع العديد من الشركاء في المنطقة من أجل مواصلة مهمتها كما تشارك في تعزيز وتنفيذ مشاريع محددة.
ويتم تمويل MedWet من مساهمات الدول الأعضاء، وحاليا، من المنح المقدمة من منظمة MAVA ووكالة الماء رون – المتوسط كورس (Agence de l’Eau Rhône MéditerrannEE

المشاركة في هذا المقال