Print this page

إضاءة: نحن ومؤشرات البيئة..

تساعد المؤشرات والمعايير المعتمدة من قبل معاهد ومراكز مختصة في تيسير تتبع نوعية الحياة، من خلال ضبط مستويات

توفر بعض الشروط كالربط بشبكة التطهير والصحة وجودة الهواء والمساحات الخضراء وغيرها،وهي تشكل قواعد أساسية لضبط تصنيف المدن وترتيب البلدان في نوعية العيش وجودة الحياة.

كما يذهب الباحثون المختصون في البيئة إلى اعتماد عدد هام من العناصر كمؤشرات مهمة عن مدى توافر شروط نوعية العيش ورقي الإطار البيئي، ومن بينها نبتات وحيوانات ، يؤشر وجودها لمدى توافر الحد الأدنى المطلوب للتوازن البيئي.
ويبقى الإنسان،والمتساكنون، ابرز الفاعلين في تحديد مستوى جودة العيش، فالأفراد والمجموعات مؤهلون لتحديد ملامح الوضع البيئي، ورفع أو خفض مستويات التلوث أو جودة العيش في الوسط الحضري وحتى الريفي.

ويملك الإنسان اليوم خيارات متعددة للتأثير في محيطه، والمشاركة في تحسين مؤشرات الوضع البيئي المشترك،عبر حركات بسيطة في حركته وفعله المعتاد بالفضاء المشترك كذلك عبر الانخراط في العمل المواطني على غرار المشاركة، مثلا، في أعمال المجالس البلدية والمساهمة في أعمال الجمعيات والمبادرات الجماعية في مجال المواطنة والبيئة.
وتمثل المدن محاور الابتكار التي تقود التنمية الاقتصادية، ومع ذلك، ففي الفترة المبكرة لنمو​​ المدن قد تكون للتمدن آثار وخيمة على البيئة والمواطنين.

وبينما​ نتقدم إلى الأمام ساعين إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، تُحث المدن على استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لمواجهة التحديات الحضرية وتوفير نوعية أفضل من الحياة لساكنيها.
ولذلك اكتسب نموذج المدن الذكية المستدامة زخماً كبيراً.​ ويقدم استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لأصحاب المصلحة الحضريين: ، فائدة الكفاءة في العمليات والخدمات الحضرية، وسائل تحسين نوعية الحياة، فثقافة الاستدامة البيئية.

ومن المهم في ​هذه المرحلة أن نمتلك القدرة على قياس أداء مشا​ريع متنوعة للمدن الذكية المستدامة. وتوفر مؤشرات الأداء الرئيسية أحد مناهج القياس، فهي​ تيسر عملية رصد التقدم المحقق في نماذج الانتقال إلى المدن الذكية المستدامة. ​
فلنستعد للابتكار اليوم من أجل غدٍ مستدام! ​

ونظراً​ إلى أن​ إقامة المدن الذكية المستدامة هي عملية طويلة الأجل، ولا يمكن تحقيقها بين عشية وضحاها، فمن الضروري تحديد مجموعة من المؤشرات التي تسمح بالمقارنة، وتعزز في الوقت ذاته أيضاً التنمية المستدامة جنباً إلى جنب مع قدرة كل مدينة على تقدير التقدم المحقق مع مرور الوقت.
وبهذا الصدد، توفر ​مؤشرات الأداء الرئيسية للمدن الذكية المستدامة التي أعدها الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة مؤشرات معتمدة وذات صلة وموضوعية وقابلة للمقارنة لتقدير التقدم المحقق في عملية الانتقال إلى المدينة الذكية.   
وأعد الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية الدولية للمدن الذكية المستدامة (SSC)، هي​ الأولى من نوعها.
ويمكن استخدام هذه المؤشرات في تقييم مدى نجاح المدن في تحقيق أهداف المدن الذكية المستدامة المحددة لها. ​

وتهدف مؤشرات الأداء الرئيسية بشأن المدن الذكية المستدامة إلى تقييم كيفية تأثير استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في الاستدامة البيئية للمدن.

وتسمح مؤشرات الأداء الرئيسية التي حددها ​الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة بتحويل إدارة الأداء إلى تحسين الأداء من خلال مشاركة الحكومات والمواطنين وأصحاب المصلحة الآخرين عبر قنوات متعددة، ومن خلال تمكينهم عبر التفاعل المباشر، وعرض المساءلة عبر تقرير الأداء. 
كما يسهم تطبيق مؤشرات الأداء الرئيسية للمدن الذكية المستدامة في نمو الأعمال عبر تعزيز الأداء واتساق النتائج المرجوة.

وتسمح مؤشرات الأداء الرئيسية أيضاً بعرض جدوى التقدم السريع تجاه مجموعة أهداف الطاقة والمناخ على مستوى المدن، مع التأكيد للمواطنين بأن نوعية حياتهم ومستواهم الاقتصادي يمكن أن يتحسن عبر القياس المتواصل لكفاءة استهلاك الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية باستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.
كما تعزز مؤشرات الأداء الرئيسية كذلك نشر نماذج واستراتيجيات فعالة للمدن الذكية المستدامة​ من خلال الجمع بين مدن مختلفة على مستوى متكافئ الفرص، وتسمح بالتقدم تجاه مستقبل منخفض الكربون.

والقصد من تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية هو​ وضع معايير لتقييم إسهامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جعل المدن أكثر ذكاءً واستدامةً، وتزويد المدن بوسائل التقييم الذاتي.
ويستحسن أن تتمكن المدن من تقدير إنجازاتها وفقاً لأهدافها. ومن ثم، فباستخدام هذه المؤشرات يمكن للمدن وأصحاب المصلحة بها القيام بالتقييم الموضوعي لمدى إمكانية تصورها بوصفها مدناً ذكية مستدامة.

المشاركة في هذا المقال