Print this page

دفاتر عائد من مراكش: حلم البلايين أو... رحلة إنقاذ الكوكب ... بين باريس وفيجي

مقدور البيئيين أن يحبسوا الأنفاس ويلتقطوها قبل فوات الأوان، في رحلات عد تنازلي متكررة قبيل كل «كوب» أو قمة مناخية، وبعد سنوات من الخيبة الكبرى لمؤتمر كوبنهاغ الدانمارك 2009، وتجدد الأمل مع إعلان يباريس اللحظات الأخيرة قبل وداع مؤتمري كوب21 بباريسعاد

البعض مستحضرا فجائع المهووسين بسلامة الكوب واستمرار قاطنيه، مستعيذين من سلوك بعض من ينطبق عليهم قول جاك شيراك في قمة جوهانسبورغ حين زفر: بيتنا يحترق ونحن نولي وجوهنا لقبلة أخرى..

مؤتمر مراكش كان بحق محطة التفعيل وقد..حان أوان الحركة والتدخل الجماعي الرسمي والشعبي الجدي لتنزيل القرارات مهما كانت موجعة، تفاديا لتسارع فناء الكوكب بمن فيه.

بقعتان خضراء وزرقاء,,بينهما أمل-فعل
توزعت أشغال المؤتمر على جلسات تفاوض ولقاءات عامة وخاصة وأعمال محورية مع صناديق ومؤسسات ومجموعات إقليمية وأنشطة موازية نظمت في المنطقتين الخضراء والزرقاء بلغت نحو 1200 حدثا موازيا.
وشاركت وفود من 60 بلدا في تأثيث فضاء المجتمع المدني بالمنطقة الخضراء حيث عرضت مشاريع ومبادرات وتجارب من بينها مشاريع جمعيات تونسية على غرار شبكة أطفال الأرض وجمعية من سبيبة وجمعية خريجي المدارس الكبرى وفتحت جسور تعاون وشراكة منها مشروع تعاون بين شبكة فايقين لبيئتنا التونسية وشبكة جمعيات شمال المغرب تقضي بمشاركة ممثلي الشبكة التونسية بجامعة ربيعية تقام في شهر أفريل القادم ضمن ورشة مستقلة ستتيح التشبيك بين نسيج الجمعيات البيئية في البلدين.

ونظم الوفد التونسي ملتقى أشرف عليه رئيس الحكومة بحضور عدد من الوزراء والنواب والجمعيات عرف بتوجهات المخطط التنموي القادم واندراجه ضمن الاقتضاد الأخضر محدود الانبعاثات من الغازات الدفيئة.

وشارك ناشطون وخبراء تونسيون في المناخ من بينهم نجيب عصمان ومحمد الزمرلي وآمال عكرمي وعماد فاضل وجامعة تونسية للبيئة والتنمية وممثلو الجمعية التونسية للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة وجمعية إنماء المعمورة في جلسات وأنشطة ميدانية وحوارية.
وساهمت شخصيات بيئية تونسية من بينها الدكتورة نجوى بوراوي رئيسة جمعية حماية البيئة ببنزرت وعضو في شبكات بيئية إقليمية في أنشطة دولية تحسيسية حول ضرورة التحرك والالتزام بتقليص أسباب التلوث وعوامل تغير المناخ على غرار الطاقة غير المتجددة.
وعلى الصعيد المدني العربي لفتت الشبكة العربية للبيئة والتنمية الانتباه بتنظيمها أربعة أنشطة موازية آخرها لقاء حواري حضره الوفد المصري يرأسه وزير البيئة حول الكوارث الطبيعية وسبل مواجهتها والتوقي منها.

تنظيم محكم وناجح
تنظيم المؤتمر سهر أهل المغرب على إتمامه بتفاصيل وحرفية محكمة، واتخذت احتياطات أمنية مشددة مكنت من ضمان سلامة كلية للشخصيات والوافدين، مع تسهيلات كبرى للقادمين عبر منافذ المدينة ومن مطارات القدوم، كما سهرت السلطات على ضمان تيسير انعقاد كل الأنشطة وتأمين النقل والإرشادات حيث كان الحدث طاغيا على كافة الساحات والواجهات وحتى جنبات السيارات والحافلات، ناهيك عن وسائل الإعلام التي خصصت له البرامج والحصص المباشرة والتحاليل المستفيضة والتغطيات الحية المباشرة.
حتى بدا أن احتضان المغرب لـ«لكوب 22 بات شاغل الدنيا وحديث الناس بامتياز.

وقد توجت حرفية المغرب وجديتها في التنظيم بحضور عشرات الزعماء من أنحاء الدنيا وإقامة قمة إفريقية موازية طارئة، وبتسليم المغرب جائزة حسن التنظيم من أحد المكاتب الدولية المتخصصة، ويبقى جانب المخرجات والمضامين شأن المؤتمرين والمفاوضين من أمم متحدة وأطراف متعددة.

ولقي الإعلاميون الذين حضروا بحشود ضخمة تسهيلات كبرى ونظمت مؤتمرات صحفية وخصصت بلاتوهات للبث المباشر في موقع مقابل لمدخل القاعة الرئيسية للجلسات بالمنطقة الزرقاء
وفي ختام المؤتمر لم يكن للحضور من إجماع إلا لتهنئة المغرب والعرب أنفسهم على هذا النجاح المبهر والمشرف.

المشاركة في هذا المقال