Print this page

غليان المعادن في العالم يمتد إلى تونس: عدم وضوح الرؤية لتوفر المواد الاولية ونصف المصنعة المستوردة كليا وغياب مخزون يغطي الطلب المحلي

تشهد أسعار المعادن في العالم ارتفاعا بسبب تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا وذلك أمام ارتفاع الطلب ونقص العرض باعتبار اضطراب الإمدادات،

وبدا صدى النقص وارتفاع الأسعار يظهر في كل أنحاء العالم ومن المنتظر أن تشهد أسعار الصناعات ذات الصلة ارتفاعا سيزيد من مخاطر انفلات التضخم.
تعتمد تونس في تصنيعها على عديد المواد المستوردة كليا وهو ما يرجح سرعة تأثرها بارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات وفي هذا السياق قال البشير بوجدي رئيس الجامعة الوطنية للميكانيك للمغرب أن تونس تفتقد لمخزون يغطي حاجياتها المواد نصف مصنعة المستوردة ، فاليوم الأسعار متحركة بشكل سريع بالإضافة إلى تذبذب العرض أمام ارتفاع الطلب. وأشار المتحدث أن المؤسسة تجد اليوم صعوبات للإيفاء بالتزاماتها وتسليم منتوجاتها في الآجال وهو ما يهدد احترام تعهداتها وهو إشكال كبير. وبين بوجدي ان كل المواد المستوردة أصبح توفيرها صعب وخاصة المواد الحديدية والاليمينيوم والنحاس وغيرها.
الآثار تمتد إلى الأسعار التي لن تغطي نفقات المؤسسة عند البيع نظرا لفرق بين تعهدات البيع التي سبقت الارتفاع الكبير في الأسعار.
وعالميا تشهد أسعار النيكل (احد المواد المغناطسية) والاليمينيوم والنحاس والبليت (المادة الخام المستخدمة في إنتاج الحديد) والبلاديوم ارتفاعا في البورصات العالمية. وتجدر الإشارة إلى أن بورصة لندن للمعادن أوقفت تسعير النيكل بعد أن سجل سعره الاثنين رقما قياسيا.
وتشير عديد التقارير إلى تفاقم أزمة الرقائق الإلكترونية وتهديد صناعة السيارات بأكملها.
إذ تعد أوكرانيا مصدر 70 % من إنتاج العالم من النيون، وهو الوقود الحيوي الذي يدير أجهزة الليزر لتصنيع الرقائق الإلكترونية. كما أن روسيا هي ثاني منتج صناعي للاليمنيوم في العالم وبلغ سعره مستويات قياسية في بداية الأسبوع. وبدأت مصانع السيارات في اروبا تشعر بالنقص في الإمدادات والأزمة العالمية الناجمة عن الحرب.
وحسب نشرية الظرف الصناعي لوكالة النهوض بالصناعة والتجديد فان الاستثمارات في الصناعات الميكانكية والكمهربائية تراجعت في شهر جانفي الفارط بنسبة 53 % مقانرة بالفترة نفسها من العام الفارط، بالمقابل تطورت المبادلات التجارية للصناعات الميكانكية والكهربائية بنسبة 22 %.

المشاركة في هذا المقال