Print this page

مازالت آثارها في التشغيل غير نهائية: النقل والسياحة والصناعات المعملية الأكثر تأثرا بالأزمة الصحية

انكشفت انعكاسات أزمة كوفيد 19 على معظم الاقتصاديات في العالم وامتدت آثارها لتشمل كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية فقد ارتفعت البطالة نتيجة تعطل اغلب القطاعات

وارتفعت نسبة العاطلين عن العمل وقد كشف التقرير السنوي للبنك المركزي التونسي عن أعداد الذين فقدوا وظائهم بسبب الجائحة.

تسببت الأزمة الصحية في فقدان ملايين الوظائف حول العالم تبنت خلالها عديد البلدان سياسات واستراتجيات للحفاظ على مواطن الشغل فيها باليات مختلفة الا ان البلدان الفقيرة ومحدودة الدخل وأمام ضيق الحيز المالي فقد شهدت خسارة عدد كبير من الوظائف دون افق لإمكانية عودتهم الى وظائفهم،
في تونس القت الأزمة الصحية بظلالها على سوق الشغل منذ بدايتها وأصبحت كل مواطن الشغل مهددة بعد توقف العمل وتضرر المؤسسات وعدم كفاية المساعدات المقدمة من الدولة وفي نتائج لا تعد نهائية باعتبار أن الأزمة مستمرة، أكد البنك المركزي التونسي من خلال تقريره السنوي تسجيل احداثات شغل سابلة معتبرا قطاع السياحة والسفر أكثر القطاعات تضررا بالأزمة الصحية فقد لاحظ البنك المركزي فقدان نحو 30.5 الف موظف لعمله وفي علاقة بالسفر تم تسجيل خسارة نحو 12.3 الف موطن شغل في قطاع النقل.

كما سجلت الصناعات المعملية خسائر في الموارد البشرية وبلغ عدد مواطن الشغل التي فقدت جراء الأزمة في قطاع الصناعات الميكانكية والكهربائية 7 الاف. وفقد قطاع الطاقة والمناجم 5.7 ألف موطن شغل

وفي جانب آخر وبالنظر إلى الزيادة الطفيفة في عدد السكان في سن النشاط الذي بلغ حوالي 8.8 ملايين شخص في سنة 2020 وذلك بالتزامن مع تراجع مجموع السكان النشيطين الى 4.2 ملايين شخص، وسجلت النسبة الجملية ل لنشاط انخفاضا لتتراجع بين سنة وأخرى من 48.1 % الى 47.5 %وتراجع عدد السكان المشتغلون بـ 3.7 % تبعا لفقدان مواطن شغل الامر الذي أدى إلى انخفاض نسبة التشغيل التي تقلصت من 40.9 % الى 39.2 %

وأظهرت البيانات الإحصائية للثلاثي الثاني من العام الجاري والمتعلقة بالتشغيل والبطالة والتي ينشرها المعهد الوطني للإحصاء شبه استقرار في نسبة البطالة بتسجيل نسبة 17.9 % وبعد أن كانت في حدود 17.8 % الثلاثي الأول.

ارتفعت البطالة في المناطق التي يغلب عليها النشاط الفلاحي وأنشطة الخدمات في مقارنة بالثلاثي الثاني من العام 2019 مما يظهر تأثر القطاعين بالأزمة الصحية فقد ارتفعت البطالة في مناطق الشمال الغربي بـ 10 نقاط في مقارنة بالثلاثي الثاني من العام 2019 حين كانت نسبة البطالة آنذاك تقدر بـ 20.3 %. وارتفعت بـ 4.6 % في الوسط الغربي وكانت نسبة البطالة في الثلاثي الثاني 2019 تقدر بـ 17.5 %.
أما بالنسبة إلى المناطق التي يغلب عليها القطاع السياحي فقد سجل إقليم الشمال الشرقي ارتفاعا في نسبة البطالة ب 1.2 نقطة وكانت نسبة البطالة في 2019 في الإقليم تقدر ب 10.6 %، وارتفعت البطالة في الوسط الشرقي ب 3.6 % بعد أن كانت في حدود 10.2 % وتعد المناطق التي يغلب عليها النشاط السياحي الأقلّ بطالة في السنوات الماضية.

المشاركة في هذا المقال