Print this page

بعد إسقاط طائرة أوكرانية خطأ بصاروخ وهلاك كل ركابها: التوتر في المتوسط وشمال إفريقيا وتأثيراته في السياحة التونسية

يبدو أن التوترات التي يعيشها العالم مطلع العام الجديد باتت مثيرة للقلق في أكثر من جهة وأكثر من قطاع خاصة بعد إسقاط طائرة أوكرانية

خطأ بصاروخ وهلاك كل ركابها. ولا شك أن الوضع المتوتر الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط وامتداداتها إلى حدود منطقة القوقاز جعل الكثير من الدول تراجع تحذيراتها لمواطنيها من المخاطر التي قد يشكلها السفر إلى هذه المناطق ومحيطها كما جعل وسائل الإعلام تنشر هذه التحذيرات وتأخذ نطاقا واسعا وهو ما يعني في النهاية ضربا للأسفار والسياحة في العالم عموما.

ولاحظ العديد من المراقبين أن ما يجري في إيران وفي ليبيا زاد من مخاوف السفر إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من أي وقت مضى، لكن ما تأثير هذا التوتر العالمي، على الوجهة التونسية التي استطاعت العام الماضي استعادة توازنها في السوق السياحية الدولية وتحقيق نتائج غير مسبوقة خاصة على مستوى السوق الأوروبية ؟ هذا السؤال المحوري يمكن تلمس الإجابة عليه في ما أصدرته وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية (FCO) بالشراكة مع مركز تحليل الإرهاب وجهاز الأمن (MI5)، والاستخبارات الأمنية الوطنية، من تحذيرات للبريطانيين المسافرين إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومن ضمنها تونس، التي تحظى بشعبية هامة لدى السياح من العائلات البريطانية، حيث أوردت الصحيفة البريطانية «The Daily Express» أمس الأول/ مبينة أن التحذيرات شملت الحدود السورية، وتركيا ودبي .

أما بالنسبة لتونس التي قارب عدد السياح البريطانيين إليها، من مائتي ألف سائح العام الماضي، فإن الصحيفة شددت على بيان الخارجية، الداعي لاتخاذ أقسى درجات الحذر، والدعوة بعدم السفر إلا للضرورة إلى ولاية القصرين ومتنزه الشعانبي وما جاوره مع عدم الاقتراب من الحدود الليبية بما لا يقل عن 75 كم، أما في الشمال التونسي فأوصت الخارجية البريطانية بعدم الاقتراب بما لا يقل عن 30 كم من حدود ولايتي الكاف وجندوبة، بما في ذلك موقع شمتو الأثري، والمناطق الشمالية والغربية من بلدة غار الدماء.

وزارة الخارجية الأمريكية بدورها قامت أيضا بتحديث نصائح السفر لرعاياها في تونس منذ 2 جانفي الجاري بسبب الإرهاب، محذرة رعايا الولايات المتحدة في تونس من مناطق معينة، كما لا يُنصح بالقيام بجميع الرحلات إلي جنوب تونس، على طول الحدود الليبية، وإلى جبل الشعانبي .كما أشارت إلى القدرة المحدودة للإدارة الأمريكية في تقديم خدمات الطوارئ للمواطنين الأميركيين في أجزاء من تونس. مشددة على المسؤولين الأمريكيين (أعضاء السفارة) الحصول على تصريح خاص للسفر خارج منطقة تونس الكبرى.

فرنسا بدورها واصلت تحذيراتها للزائرين الفرنسيين إلى تونس والذي كانت حينته في 20 أكتوبر 2019 وصالح إلى غاية يوم أمس 13 جانفي والتي تدعو من خلاله إلى وجوب توخي الحذر والحيطة بعموم البلاد ولكن بأكثر حدة بأقصى الجنوب التونسي والوسط الغربي للبلاد قرب الحدود الجزائرية بحسب ما تبينه الصورة التي تضعها السفارة على ذمة الفرنسيين في تونس.

والجدير بالملاحظة أن عموم الحكومات الأوروبية وإن لم تصدر تحذيرات مجددا فإنها ما تزال توصي عبر سفاراتها في تونس أو ممثلياتها الرعايا الأوروبيين في تونس بتوخي الحذر والحيطة مع تجنب التجمعات وبخاصة المناطق وسط غربي البلاد والجنوب خاصة مع الحدود الليبية مع طلب مراجعة السفارة عند الحاجة.

صحيح أن التحذيرات جاءت مبكرة ويمكن تجاوزها في الأسابيع القادمة خاصة وان تونس متيقظة بشكل دائم وتحرص على حماية ضيوفها وتحرص على تأمين راحتهم وسلامتهم، لكن مثل هذه التحذيرات والموسم بصدد الانطلاق قد تكون غير محبذة ذلك أن التأثير السلبي وارد وهذا ما يدعو الفاعلين في القطاع السياحي وفي المقدمة الحكومة إلى بذل جهود كبيرة في عموم الأسواق الأوروبية لشرح حقيقة الوضع في تونس وحربها الناجحة ضد الإرهاب الذي يهدد العالم بأسره دون تمييز.

المشاركة في هذا المقال