Print this page

على خلفية النقص المسجل في قوارير الغاز المنزلي الرئيس المدير العام للشركة التونسية لتوزيع البترول لـ«المغرب»: الطلب يتوجه نحو الاستقرار... وعلى المستهلك أن يتفادى اللهفة كي لا يقع ضحية الاحتكار

انتعشت أساليب الاحتكار والمضاربة في مادة قوارير الغاز المنزلي خلال الأيام الأخيرة ، حيث أصبح

اقتناء قارورة غاز بالحجز المسبق وبسعر مرتفع وتتغذى هذه الممارسات تحت تقلص العرض وزيادة الطلب الناجم عن موجة البرد التي تشهدها البلاد، ولئن أكدت وزارة الصناعة في بلاغ لها يوم الثلاثاء أنها تعمل على تأمين حاجيات مختلف جهات الجمهورية ، فإن عددا من المناطق ماتزال تشهد اضطرابا في التزويد مما يفتح أبواب التلاعب والاحتكار أمام بعض الباعة والتجار على حساب المستهلك.

تبعا لموجة البرد التي عرفتها البلاد خلال الفترة الأخيرة ،ارتفع معدل استهلاك قوارير الغاز المنزلي مما أدى إلى تسجيل اضطراب في العرض أدى بدوره إلى بروز ممارسات الاحتكار والتلاعب بالأسعار وقد أكدت وزارة الصناعة إنها تعمل بالتنسيق مع المصالح الجهوية قصد تجنب عمليات المضاربة والاحتكار والتصدي لكل المخالفات خاصة التلاعب بالأسعار، إلا إن تجنب هذه الممارسة يشترط توفر المنتوج وفي هذا الإطار أكد الرئيس المدير العام للشركة التونسية لتوزيع البترول نبيل صميدة في تصريح لـ«المغرب» توجه الطلب في الأسواق نحو الاستقرار مدفوعا بتحسن نسق التزويد ،مشير إلى أن الاستقرار في العرض يبقى دائما مرتبط بوجود استقرار في الطلب ،واعتبر أن النقص الحاصل في قوارير الغاز هو مجرد إشكالية ظرفية ولايمكن إعتبارها ضمن الأزمة.

وبالعودة إلى أسباب النقص المسجل في مادة قوارير الغاز المنزلي، فسر صميدة أن موجة البرد المسجلة ساهمت في الترفيع في معدل الاستهلاك لاسيما في ولايات الشمال الغربي ،حيث زاد معدل الاستهلاك بولايات القصرين والكاف وجندوبة وسليانة بنسبة 25 في المائة الأمر الذي يبرر إعطاء الأولوية في التزود لهذه المناطق التي تشهد ظروفا مناخية صعبة مقارنة بالولايات الأخرى، كما لم ينف صميدة وجود الممارسات الاحتكارية التي غذتها لهفة المواطن.

وأوضح صميدة أن عجيل ليست المسؤول الوحيد عن تزويد السوق فهي تعمل إلى جانب شركتين في إطار المنافسة في هذا المجال لكنها تختلف في إستراتيجية العمل المتعلقة بتمركزها في الولايات وتوزيعها للحصص، فالشركة الوطنية لتوزيع البترول تلبي حوالي 40 في المائة من حاجيات السوق في هذه المادة وذلك من خلال تواجدها في 3 مراكز تعبئة في رادس وفي قابس وبنزرت .

كما قال الرئيس المدير العام لعجيل أن الشركة قامت بأخذ الاحتياطات اللازمة في كل ما يتعلق بتوفير المواد البشرية واللوجستية المتعلقة بها من اجل تغطية حاجيات المواطنين لكن هناك مدخلات ليس للشركة مسؤولية عليها على غرار تأخر في وصول البواخر التي تحمل المادة الأولية مما انعكس على نشاط الشركة بالإضافة إلى الإشكالات اللوجستية على مستوى الموانئ ، كما أكد مصدرنا أن تسجيل تأخير في وصول البواخر يؤثر مباشرة في نسق تزويد السوق، ويستدعي تدارك التأخير 3 أيام من الضخ في القوارير لضمان عودة استقرار السوق بشرط أن لايقع صعود في حجم الاستهلاك .

وقد قامت عجيل بزيادة في حجم إنتاجها بنسبة 25 في المائة خلال موجة البرد ،حيث قامت الشركة يوم الثلاثاء بإنتاج 32 ألف قارورة في مركز التعبئة قابس وأكثر من 30 ألف قارورة في مركز التعبئة برادس و18 ألف قارورة من مركز التعبئة بولاية بنزرت وقد وقع تحويل الزيادة المسجلة في الإنتاج إلى ولايات الشمال ليرتفع نصيبها من 15 ألف قارورة إلى 20 ألف.

وكانت وزارة الصناعة قد أفادت بتسجيل ارتفاع في ذروة استهلاك قوارير الغاز المسال حيث تجاوز عدد القوارير المستهلكة 195 ألف قارورة في اليوم مقابل 180 ألف قارورة في اليوم في نفس الفترة من سنة 2018.

من جهته أكد نائب رئيس الغرفة  الوطنية لموزعي قوارير الغازي المنزلي بالجملة إبراهيم زيوزيو في تصريح لـ«المغرب» أن الوضع بكل من تونس الكبرى وسليانة يثير القلق وبين أن الشحنة التي أتت من الجزائر بـ4000 طن لا تغطي سوى 3 أيام من الحاجيات باعتبار أن هذه الكميات تسفر عن إنتاج 200 ألف قارورة.

وأضاف أن وصول الباخرة لا يعني توفر الغاز على مستوى السوق، فعملية التحويل تستغرق الكثير من الوقت، أما عن الوضع الحالي فقد أكد المتحدث نفاد الغاز منذ صباح يوم أمس على مستوى معمل «بيتغاز» وينتظر أن يستأنف نشاط المعمل على الساعة التاسعة ليلا مع العلم ان الباخرة موجودة ولكنها لا تستطيع الدخول على الرصيف نظرا للتقلبات الجوية.

كما نفد الغاز على مستوى «طوطال غاز» يوم أمس على أن تعاود النشاط بعد أن يأتي دورها بعد التفريغ لـ«بيتغاز» وعلى ان تنتهي الشركات من التعبئة فإن مستوى الانتظار لدى الموزعين يرتفع ويزداد الضغط عليهم لينتج بذلك حالة من الضغظ تؤدي الى تأخر عملية تزويد الباعة وبالتالي تزود الحريف.
كما استنكر المتحدث الانقطاع المتكرر والتأخير المتواصل في وصول الباخرة وتساءل زيوزيو عن اسباب هذا التأخر الذي وصل معدله من مرتين إلى ثلاث في الأسبوع .

وأضاف المتحدث ذاته أنه نظرا للنقص المسجل والتأخير فإن الموزع اصبح معرضا للخطر جراء لهفة المواطن ،فبمجرد وصول الشاحنة أمام نقاط البيع حتى يتهافت عليه الحرفاء بشكل يعرضه للخطر نتيجة امكانية السرقة او الاتلاف.

المشاركة في هذا المقال