Print this page

فيما يستعد ممثلو قطاع الألبان لتنفيذ يوم غضب وطني: قطاع الدواجن على أبواب أزمة والأعلاف «العدو المشترك» لكلتا المنظومتين

يستعد ممثلو منظومة الألبان إنتاجا وتوزيعا وتصنيعا لتنفيذ وقفات إحتجاجية خلال النصف الأول

من شهر ديسمبر الجاري على أن يقع تنظيم يوم غضب وطني بالعاصمة خلال النصف الثاني من الشهر ذاته مع التوقف الكامل لكافة أنشطة المنظومة خلال الأسبوع الأول من شهر جانفي المقبل بحسب ماجاء في بيان مشترك لمنظمتي الأعراف والفلاحين على خلفية الخسائر التي يتكبدها القطاع جراء ارتفاع عناصر الإنتاج من أعلاف وكهرباء ويد عاملة .
يطالب مهنيو منظومة الألبان أساسا بالترفيع في تسعيرة الحليب على مستوى الإنتاج إلى حدود 1100 مليم مع مراجعة منحة التجميع المخصصة لمراكز التجميع ومنحة الاستغلال ،بالإضافة إلى مراجعة حوكمة المنظومة من خلال تمكين المهنة المشتركة مع وضع آجال محددة لإخراج حليب الشراب نصف دسم من منظومة الدعم وتوجيه الدعم المرصود بعنوان الاستغلال للنهوض بحلقة الإنتاج وتطويرها كما وكيفا, ويشدد المربون على رفضهم مبدأ توريد الحليب الذي لايعالج الأزمة.
وعلى اعتبارالنقص في إنتاج الألبان خلال الأشهر الأخيرة ارتأت وزارة التجارة رفع ورقة التوريد لتغطية الاستهلاك المحلي وهو قرار رفضه الصناعيون والمربون باعتبار أن التوريد يعتبر حلا ترقيعيا ولايمكن له أن ينقذ المنظومة التي يعيش عدد من مؤسساتها تحت خط الإفلاس بحسب نص البلاغ.

توريد 87360 لتر مع موفى سبتمبر
وقد عللت وزارة التجارة قرارها بضرورة توفير المادة الأساسية للمستهلك ،كما أن الكميات التي سيقع توريدها ،هي كميات لايمكن أن تؤثر في مستوى الإنتاج كما أن عملية التوريد هي عملية ظرفية تتزامن مع فترة تراجع معدل الإنتاج لتعديل السوق ولاترمي إلى استهداف منظومة الإنتاج أوالتصنيع،ووفقا لبيانات رسمية فقد قام ديوان التجارة بتوريد 87360 لتر من الحليب الدسم من بلجيكيا موفى شهر سبتمبر المنقضي وذلك كدفعة أولى من كمية جملية مبرمجة للتوريد تقدر ب3 مليون لتر .
وعلى الرغم من الزيادة التي أقرتها وزارة التجارة في جويلية المنقضي لفائدة حلقات إنتاج الحليب ،حيث وقع الترفيع في سعر الحليب الطازج على مستوى الإنتاج إلى 890 مي للتر كسعر أدنى مضمون للفلاح (766 مي / لتر سابقا ) وفي منحة تجميع الحليب المخصصة لمراكز تجميع الحليب الطازج ونقلـه لتصبح 90 مي/ لتر الحليب المجمع والمبرد والمصنع ،فإن هذا الترفيع لم يرض المهنيين بتعلة ارتفاع تكاليف الإنتاج خاصة الأعلاف التي ارتفعت بشكل جنوني خلال هذا العام، لتكرر الهياكل المهنية المعنية دعوتها إلى وزارة التجارة ورئاسة الحكومة للترفيع في تسعيرة الحليب عند الإنتاج كما سبق ذكره.

هيئة السوق المالية على الخط...
أزمة منظومة الألبان لاترتبط بمنظومة الإنتاج أوالتصنيع اوالتجميع فقط، فالأزمة طالت المستهلك الذي أصبح يجد صعوبة في اقتناء مادة أساسية كالحليب وحتى مع التوريد فإن الوضع لم يتغير كثيرا، وقد أخذت الأزمة تشتد وتخنق الصناعيين والمربين على حد السواء وذلك بعد إعلان منظمتي الأعراف والفلاحة عن إغلاق مؤسسة ألبان الصناعية تبعا لتدهور وضعها المالي، جدير بالذكر أن هيئة السوق المالية قد أصدرت بيانا تباعا تنفي فيه إغلاق مؤسسة الألبان مؤكدة أن الشركة مدرجة بالبورصة ويتداول سهم الشركة عند سعر 3,060 دينار وفق بيانات افتتاح حصة الجمعة 29 نوفمبر 2018. إلا أنها أشارت إلى أن مختلف الأطراف تبذل جهودا مع مختلف المتدخلين بهدف استعادة الشركة لوتيرة نشاطها في رسالة موجهة إلى المساهمين في الشركة.

80 في المائة من كلفة الإنتاج مستوردة
ومع تواصل أزمة الألبان تطفو أزمة الدواجن على السطح ،فإلى جانب إرتفاع أسعار البيض والخلاف القائم حول تكلفة الإنتاج ،تشهد أسعار اللحوم البيضاء انفلاتا غير مسبوق حيث إرتفعت بنسبة 29 في المائة على أساس سنوي وهو إرتفاع أرجعه كاتب عام جامعة الدواجن رضوان غرافي في تصريح لـ«المغرب» إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج على إعتبار إن أكثر من 80 في المائة من كلفة الإنتاج مستوردة وأكثر من 50 في المائة منها لمادة الأعلاف وهي الداء المشترك بين منظومتي الألبان والدواجن .
وبين غرافي أنه على الرغم من ارتفاع حجم التكاليف فإن مستوى الإنتاج يعد أفضل مقارنة بالسنة المنقضية ولا يوجد مبرر للتوريد الذي تقوم به تباعا وزارة التجارة، حيث تؤكد أخر بيانات وزارة الفلاحة المتعلقة بالإنتاج خلال شهر سبتمبر 2018 تحسن مستوى الإنتاج بـ 10770 طن مقابل 8119 طن في السنة المنقضية، كما تحتوي المخزونات بتاريخ 25 سبتمبر على 1423.5 طن لحم دجاج مجمد منها 153 طن لدى المجمع.

الضغط على الأسعار لايكون عبر التوريد
وأضاف محدثنا أن وضع قطاع الدواجن يواجه القدر ذاته الذي عاشه قطاع الألبان من «استهداف وإغراق للسوق» مشيرا إلى أن الضغط على الأسعار لا يكون عبر التوريد، وإنتقد المتحدث سياسة وزير التجارة القائمة على القرارات الأحادية والتي تستهدف ضرب منظومة الإنتاج وذلك على خلفية المعالجة السطحية للقطاع ،معتبرا أن الوزير يقوم بتصنع إشكاليات «في إحالة على وجود نقص في الإنتاج» بعيدة عن الإشكاليات الأساسية التي تهدد مستقبل منظومة الدواجن .

كما عبر فتحي بن خليفة الكاتب العام المساعد للجامعة الوطنية لمربي الدواجن في تصريح لـ«المغرب» عن رفضه توريد بيض التفقيص دجاج لحم مبينا أن هذه الخطوة ستتسبب في إغراق السوق وتكبد خسائر كبيرة للمنتجين مشيرا إلى انه تمت برمجة إنتاج 10 آلاف و531 طن من لحم الدواجن خلال شهر ماي تم توريد منها 250 ألف بيضة وينتظر أن تشرع الوزارة في توريد دفعة جديدة من البيض حسب المتحدث، الأمر الذي إعتبره إغراقا للسوق خاصة وإن الإنتاج متوفر وفي حال تسجيل نقص بإمكان المربين تعديل السوق خلال 55 يوما .

ونبه بن خليفة من حدوث أزمة جديدة للقطاع بعد ما شهد خلال هذا العام تحسنا جاء بعد 4 سنوات عجاف للقطاع وقال المتحدث إن محاربة التضخم لا تكون عبر ضرب منظومة الإنتاج مبينا أن ارتفاع الأسعار في منظومة الدواجن يعود بالأساس إلى التضخم المستورد فسعر الكلغ من العلف كان في حدود 600 مليم واليوم يتجاوز السعر 2000 مليم، داعيا وزير التجارة إلى مراجعة أسعار التكلفة الحقيقية للإنتاج للكشف عن حقيقة الأسعار.

المشاركة في هذا المقال