Print this page

بمخزون لا يتعدى ألف طن ولا يكفي لعمل يوم واحد: التوقف الكلي للإنتاج يهدّد المجمع الكيميائي بقابس

•تراجع انتاج وحدات المجمع من الحامض الفسفوري لسنة 2017 إلى157 ألف طن

بعد توقف وحدة الحامض الفسفوري بمعمل «المظيلة 1»عن العمل بسبب نفاذ مادة الفسفاط، على خلفية الاحتجاجات والاعتصامات التي تشهدها مناطق الحوض المنجمي , ينتظرأن يتوقف نشاط معامل المجمع الكيميائي التونسي بقابس عن العمل وذلك على إثر نفاذ مخزون الفسفاط بهذه المعامل وبلوغه لأدنى مستوى له حيث بات لا يغطي حتى حاجيات يوم واحد من العمل .

أكد المدير الجهوي لمعامل المجمع الكيميائي التونسي بقابس توفيق الجمل في تصريح لـ«المغرب»أن تراجع المخزون ليوم واحد بما معدله 1000 طن سيؤدي إلى توقف الكلي لوحدات الإنتاج بمعملي الحامض الفوسفوري وسماد الدأب، مما سيجعل المجمع غير قادر على توفير حاجيات حرفائه المحليين من مادة الحامض الفوسفوري،إضافة إلى عدم قدرته على توفير حاجيات البلاد من سماد الدأب والفسفاط العلفي ,مشيرا إلى أن المجمع كان يعمل بمخزون استراتيجي يصل إلى 200 ألف طن بما يمكن المجمع من العمل لمدة شهر تقريبا ولكن تحت تأثير الاحتجاجات والاعتصامات ومشاكل النقل وتعطل الإنتاج جعل من المجمع يستنزف المخزون بحيث واجه المجمع توقف الإنتاج لأكثر مرة نتيجة نفاذ المخزون.
وحذر الجمل من تداعيات تواصل تعطل انتاج الفسفاط الذي سيعطل بدوره عدة وحدات ومصانع أخرى , كما أن تعطل الإنتاج على مستوى وحدات المجمع سيؤثر سلبا في حجم صادراتنا.

وأكد الجمل وجود حالة شلل في كل مناطق الإنتاج في قفصة ,سيهدد مصانع المجمع الكيمائي بالتوقف في حال تواصلت الاحتجاجات .وتابع المتحدث قوله أن المجمع عاجز عن استرجاع معدل إنتاجه منذ سنة 2010,حيث أن نسبة إنتاج وحدات المجمع من مادة الحامض الفسفوري بلغت 35 بالمائة من الإنتاج الجملي لهذه المادة خلال سنة 2010 والتي بلغ فيها إجمالي الإنتاج حدود 447 ألف طن آنذاك في حين بلغ انتاج وحدات المجمع من الحامض الفسفوري لسنة 2017 كاملة 157 ألف طن .

وأشار المصدر في الباب ذاته إلى أن الوحدات تشتغل منذ بداية شهر جانفي الحالي بطاقة لا تتجاوز 22 بالمائة من طاقة إنتاجها اليومية نتيجة النقص الحاصل في التزود بمادة الفسفاط.
وأضاف الجمل أن العائق الأكبر في الحوض المنجمي يتمثل في تعثر والإنتاج وتعطيله ونقل الفسفاط من قفصة إلى المجمع الكيميائي لتحقيق معدلات تحويل الفسفاط ما قبل الثورة من جهة ثانية.
وأعرب الجمل عن أمله في أن «يتم في وقت قريب تجاوز الإشكال القائم بمناطق الحوض المنجمي وفي نقل الفسفاط وتزويد المجمع بحاجياته من هذه المادة».

تجدر الإشارة إلى أن تعطل نقل الفسفاط إلى المجمع الكيميائي بقابس يأتي تأثرا بتعطل الإنتاج بالحوض المنجمي بقفصة وذلك بعد إعلان شركة فسفاط لنتائج مناظرة شركة فسفاط قفصة يوم 20 جانفي وما خلفته من الاحتجاجات والاعتصامات على اعتبار أن النتائج لا ترقى إلى تطلعات الأهالي ,وبذلك تدخل موجة الاحتجاجات والاعتصامات أسبوعها الثاني في انتظار حل لازمة يصعب التكهن بحجم خسائرها.

وفي ما يتعلق بالوضع في قفصة,فقد أكد المكلف بالإعلام في شركة فسفاط قفصة في تصريح صحفي مؤخرا أن الإنتاج في الوحدات التابعة لشركة فسفاط قفصة قد توقف بنسبة 80 في المائة, في حين عرف الإنتاج شللا كليا في معتمدية المظيلة ويبدو أن حالة عدوى الشلل بدأت تنتقل بين أقاليم الإنتاج وذلك نتيجة الاحتجاجات التي تعيش على وقعها هذه المناطق منذ الإعلان عن نتائج المناظرة.

وفي ما يتعلق بموقف الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة ومساعيها لإيجاد حل للازمة ,قال عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل بالقصرين علي عبد الله أن موقف الاتحاد واضح إزاء نتائج المناظرة لكن الاحتجاج على شفافية المناظرة لا يكون بتعطيل الإنتاج و لقد ندد الاتحاد بكل ما من شأنه أن يقوم بتعطيل الإنتاج ونحمل مسؤولية كل من يقف وراء التعطيل وعبر الاتحاد عن تضامنه مع المحتجين لكن من غير المقبول وفق عبد الله أن تأخذ أشكال الاحتجاج أشكال الاعتداءات على الأملاك والمؤسسات.

وأكد المصدر ذاته تواصل السعي بين مختلف السلط المحلية والجهوية مع المحتجين لوقف تعطيل الإنتاج ,ودعا المصدر ذاته السلط إلى تجنب اعتماد العنف أثناء التدخل واللجوء إلى الحوار .

بعد مرور نحو سبع سنوات مازال إنتاج الفسفاط لم يرتق إلى نسق إنتاجه الذي كان عليه قبل 2011، فبلوغ معدل انتاج 8 ملايين طن سنويا أصبح صعب التحقق في السنوات الأخيرة بسبب الأوضاع الاجتماعية بمناطق الإنتاج وصعوبة التعامل مع مطالب المحتجين, في الوقت الذي تتم المراهنة على قطاع الفسفاط من اجل دفع نمو الاقتصاد الوطني .

المشاركة في هذا المقال