Print this page

شريطة اقتناع الحكومة بالفرص المستقبلية التعامل مع الدول الافريقية الند للند والأولوية لتونس

 كشفت بعض وسائل الاعلام الاجنبية مؤخرا تفاصيل وكواليس خطة عمل متكاملة وضعتها الحكومة المصرية من اجل التوغل في الدول الافريقية واستغلال فرص الاستثمار عبر إنشاء عدد من المصانع فى هذه الدول بالإضافة إلى بناء مستشفيات ومدارس بهدف مزيد توفير فرص العمل للمصريين بالقارة السوداء مع زيادة المنح الدراسية للأفارقة فى مصر، وتاكيد

وتعزيز التواصل بين المؤسسات الدينية بين مصر وهذه الدول عبر إرسال بعثات من الأزهر والكنيسة إلى إفريقيا. 

تقوم الاستراتيجية التي وضعتها حكومة السيسي على اساس مزيد التوغل والنفاذ الى العواصم الافريقية على ثلاثة محاور رئيسية وهي بعث صندوق سيادى لتمويل مشروعات تنموية فى عدد من الدول الإفريقية وتأهيل الجيوش الإفريقية لتكون قادرة على مواجهة الإرهاب وتطوير البنية التحتية ووضع خطة عملية للتبادل التجارى بين مصر والدول الافريقية من خلال تطوير الطرق البرية..

جاء هذا التوجه الاستراتيجي تتويجا للزيارات المتتالية التي قام بها الرئيس المصري السيسي الى العديد من الدول الإفريقية وهو ما يدفعنا الى طرح سؤال مصر عرفت طريق القارة السوداء ونحن متى نستفيق ؟؟

اكد امس رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بسّام الوكيل، خلال المنتدى التونسي الافريقي للتمكين إن السوق الإفريقية في حاجة إلى الخبرات التونسية في العديد من القطاعات وأنه يجب دراسة الاسواق الافريقية خاصة للدول التي عرفت قفزة اقتصادية نوعية وبدأت تسترجع تعافيها من خلال التمويلات الضخمة التي تتمتع بها والاستثمارات المتدفقة نحوها، مع ضرورة تعزيز تواجد الطلبة الافارقة في تونس.

نريد ان نشير في هذا الجانب الى ان المسالة لا تقتصر فقط على مجهودات رجال الاعمال فرادى ومجموعات ولا على مجهودات فردية يقوم بها مجلس اعمال تونس افريقيا القوة المالية التي تكون مجموعة المشاريع الاستثمارية المنتصبة في الدول الافرقية جنوب الصحراء بل ايضا على مجهودات الحكومة في تعزيز تواجد الطلبة الافارقة في تونس من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية خاصة في ما يتعلق بالحصول على التأشيرات وشهادات الإقامة بتونس، هذا بالإضافة الى بعث خطة اقتصادية عملية وإستراتيجية عمل قصيرة وطويلة المدى ترتكز على خطوط عريضة تمكن تونس لاحقا من التموقع في القارة السوداء وتمكن الطلبة الافارقة من مزيد التمتع بما تقدمه تونس من خبرات في مجال التعليم والتكوين وبالتالي فتح افاق جديدة لتعاون ثنائي يعطي اكله في السنوات المقبلة التي تنتظرها تحديات جيو اقتصادية وسياسية عميقة

الطلبة الافارقة سيكونون سفراء تونس في المستقبل لدى دولهم وهم الذين سيفتحون ابواب الاستثمار لاحقا هناك وهم من سيحملون ثقافة الاعمال التونسية بتقاليدها وأسسها يركزونها ويدافعون عنها بما معناه ان الطالب الافريقي في تونس هو اللبنة او النواة المثمرة التي ستحصد ثمارها لاحقا اذا ما تكاتفت المجهودات بين اصحاب الاعمال والمشاريع وبين الدولة التونسية التي يجب ان تقتنع ان مستقبل الاستثمار والانتعاشة الاقتصادية ستنطلق من عواصم القارة السوداء شريطة استراتيجيات عمل عميقة وجادة، من بين اهم اهدافها مقاومة ازمة الصرف وتركيز بنوك تونسية في الدول الافريقية، التعليم، تعزيز المشاريع الاستثمارية وترسيخ اسس التكوين على اعتبارها افاق ابواب تفتح لتستقبل العقول القادرة على ترسيخ اسس البناء الاستراتيجي لا فقط من حيث الرؤية المتوسطة بل ايضا طويلة المدى

اصبحت الدول الافريقية قبلة الباحثين عن الاستثمار الآمن بكل ما تتوفره الكلمة من معاني اقتصادية وسياسية بعيدا عن التنافس الاعمى والباب مفتوح على مصراعيه وقادر على استقبال افواج متتالية من افكار المشاريع والاستثمارات التي من شانها ان تخرج تونس من هيمنة دول البحر الابيض المتوسط والاتحاد الاوروبي شريكها الاستراتيجي و تنوع مشهدها الاقتصادي ليكون اكثر انفتاحا ولئن اصبحت العديد من الدول تبحث عن فرص الاستثمار في دول جنوب الصحراء فان تونس وحسب ما يؤكده المجلس تحظى بموقع خاص يجعل منها مبجلة في التبادلات التجارية وهو عنصر يجب الاستفادة منه عبر مزيد تكثيف التعاملات والاستثمارات على اساس التعاملات الثنائية الند للند لا فقط توزيع منتوج دون استراتيجية انتشار وتوسع.

المشاركة في هذا المقال