Print this page

على ضوء الاستعداد للموسم السياحي القادم: لابد من الالتفاف حول رؤية تشاركية واضحة وتعزيز قنوات الاتصال مع الأطراف ذات الصلة من أجل النهوض بالقطاع

بعد الاجتماع الذي عقدته الجامعة التونسية للمطاعم السياحية مع والي تونس للنظر في آفاق القطاع يوم الأربعاء الفارط بهدف التشاور والتعريف بمهام الجامعة للمصالح ذات العلاقة وأصحاب المطاعم السياحية وطرح جملة من المقترحات من أجل وضع إستراتجية واضحة للنهوض بالقطاع السياحي .

خص محمّد حواص المدير التنفيذي للجامعة التونسية للمطاعم جريدة "المغرب" بلقاء قال فيه إن هذه الزيارة للوالي تأتي في إطار الاستعداد للموسم السياحي ووضع رؤية شاملة للقطاع السياحي وتشريك جميع الأطراف المتداخلة من وكالات أسفار والنزل والمطاعم السياحة خاصة في ما يتعلق بشارع "روزفيلت" بحلق الواد وإعطاء تصوّر للنهوض به بالاشتراك مع البلديّة ليكون نموذجا لمزيد الإشعاع وإبراز صورة أكثر ايجابية لتونس وخلق مناخ أفضل للعمل في هذه الضاحية التي تعتبر قبلة للسياح الأجانب وللتونسيين لبعدها التاريخي والحضاري.

لابد من مراجعة كراس الشروط
كما قال أن المكتب التنفيذي للجامعة يستعد لعقد جلسة هي الأولى منذ تأسيسه منذ شهر أكتوبر مع وزارة الإشراف يوم الثلاثاء المقبل للتباحث في جملة من الاقتراحات التي تتعلق بالمطاعم السياحية وعلى رأسها مراجعة كراس الشروط المنظمة لعمل المطاعم السياحية كما سيقع النظر في جملة من المطالب الأخرى منها إخضاع جميع المطاعم السياحية لشركات التأمين لبعث عقود تأمين حرفية وتفعيل شراكة الجامعة التونسية للمطاعم مع الجامعة الأمريكية للتكوين في مجال الموارد البشرية لتحسين المهارات خاصة على مستوى اللغات الانكليزية والروسية.

كما قال حواص أن الجامعة ستطالب بتدخل وزارة السياحة من أجل إسناد البنك التونسي قروض صغرى لأصحاب المطاعم السياحية من أجل تحسين وضعياتهم ,زد على ذلك كذلك إحداث شراكة مع البنك الأوروبي للاعمارلمساندة الجامعة لتكوين ورسكلة العملة و الأهم من كل هذا ,وضع لجنة لإحداث مكتب دراسات لتوفير قاعدة إحصائية تشمل قائمة المطاعم المغلقة و الناشطة وحجم عائداتها.

وأكد حواص خلال لقائنا به انه من الضروري العمل على سياحة المأكولات وتسويق المطبخ التونسي بإعتبار أن الأكل موروث ثقافي يمكن من خلاله التسويق لحضارة بلد بكامله مستشهدا بما وصلت إليه المغرب خاصة بعد إدراجها مع اسبانيا وايطاليا واليونان ضمن قائمة اليونسكو للإرث الثقافي اللامادي عام 2010 من خلال سياحة المأكولات ولذلك يرى حواص أنه من الضروري تعزيز مكانة المطبخ التونسي على الساحة العالمية وستكون الخطوة الأولى في هذا الباب التعاقد مع مالكي المطاعم السياحية في تونس وفي الخارج على الأكلة التونسية في المطاعم العالمية.

المطاعم السياحية بنابل وسوسة والحمامات الأكثر تضررا من تراجع عدد السياح
وفي رد عن تداعيات تراجع عدد السياح قال حواص أن المطاعم السياحية كانت اخف الإضرار مقارنة بوكالات الأسفارأوالنزل لاسيما أن رواد المطاعم ليسوا فقط سائحين أجانب إنما سكان محليين على عكس النزل غير أن المطاعم السياحة بنابل والحمامات وسوسة وهي أكثر تضررا من تراجع عدد السياح وأضاف انه لابد من الابتعاد عن القرارات الإدارية المسقطة في بعض الأحيان حينما يتم تسجيل مخالفة لدى مطعم سياحي وتعزيز قنوات الاتصال مع جميع الأطراف ذات الصلة.

وعن تأخر تفعيل الاتحاد التونسي للمهن السياحية التي تشمل الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية للمطاعم السياحية ووكالات الأسفار قال محدثنا أن الأمر مرتبط بغياب إرادة في تفعيل الاتحاد بالرغم من أن هذا التنظيم من شأنه أن يجعل من عمل هذه الهياكل أكثر فاعلية ونجاعة كي لا يقع الالتجاء إلى المنظمات العربية والعالمية ما قد يمس من صورة السياحة في تونس.ويضيف أن أي عمل لا يمكن أن يثمر إذا لم تكن هناك إرادة تشاركية على مستوى تشخيص الإشكاليات وأخذ القرار داعيا الهياكل المهنية إلى ضرورة قبول مبدأ التنافس النزيه من أجل تطوير الخدمات بما ينعكس إيجابا على صورة تونس في الخارج.

غير أن المماطلة في تفعيل الاتحاد بعد إصداره في الرائد الرسمي منذ أكثر من سنة يترجم حالة عدم التفاهم وغياب التعاون بين أطراف القطاع , فبغض النظر عن الوضع العام للبلاد وتراجع حركة السياح الوافدين , فإن واقع العلاقات بين أصحاب النزل والمطاعم يبدو أنه لا يشجع على النهوض بالقطاع السياحي وهو ما أكده حواص قائلا أن هناك خللا على مستوى هياكل القطاع يتغذى من غياب قنوات الاتصال بين الهياكل الأمر الذي اضر بجودة الخدمات المقدمة للسياح.

المشاركة في هذا المقال