Print this page

اتساع الفجوة في التشغيل بين الاناث والذكور: تقارير دولية تؤكد المرتبة المتأخرة لتونس في مؤشر الفجوة بين الجنسين وتقليصها يتطلب قرارا سياسيا

كشفت الاحصائيات الأخيرة للمعهد الوطني للإحصاء المتعلقة بنتائج الثلاثية الثالثة فيما يخص البطالة والتشغيل بان الفجوة بين الإناث والذكور لم تتقلص عن الفترات السابقة، لتتواصل نسبة البطالة في صفوف الإناث مرتفعة على الرغم من التأكيد على المساواة بين الجنسين في فرص العمل في كل المناسبات.

وقد بلغ عدد السكان النشيطين 4055.9 ألفا خلال الثلاثي الثالث لسنة 2016. ويتوزع السكان النشيطون حسب الجنس إلى 2889.5 ألف رجل و1166.4 ألف إمرأة وهو ما يمثل على التوالي 71.2 % و28،8 %من مجموع النشيطين.
ويقدر عدد السكان المشتغلين في الثلاثي الثالث لسنة 2016 بــ 3425.9 ألف ناشط مشتغل، يتوزعون إلى 2529.6 ألف ناشط مشتغل من الذكور و896.3 ألفا من الإناث. وبالمقارنة مع الثلاثي الثاني لسنة 2016، فقد بلغ عدد المشتغلين 3417.6 اي بزيادة تقدر بـ 8.3 ألف مشتغل. وتقدر نسبة البطالة في الثلاثي الثالث لسنة 2016 لدى الذكور ب 12.5 % و23.2 % لدى الإناث.

وقد أفاد عبد الستار السحباني أستاذ علم اجتماع ان المشكل موجود إلا أن اعتماد طريقة تجميل الواجهة بتقديم النساء المتفوقات والناجحات في كل مناسبة والاستشهاد بأعداد الطالبات يحجب الحقائق فعلى الرغم من مرور 60 سنة على صدور مجلة الاحوال الشخصية فإن ما حصل هو اعتماد سياسة مشابهة لتحسين مداخل المدن واصرار على تقديم تونس على انها نموذج ناجح مبينا أن الواقع بتونس الاعماق اكثر قتامة من بقية المناطق مؤكدا ان تونس الى اليوم تعيش على وقع ثقافة ذكورية لديها مرجعياتها، كما لفت السحباني ان الفجوة التي تشهدها تونس بين تشغيل الذكور والاناث هو صدى فشل برامج التنمية، والحل في قرار سياسي ودعم اجتماعي اذ يمكن تقليص الفجوة في اقل من جيل حسب المتحدث.

من جهة اخرى قامت عديد المؤسسات الدولية بدراسات وتقارير اعلنت من خلالها ان الفجوة تشكل عائقا لنمو اقتصاديات عديد البلدان وفي تقرير لصندوق النقد العربي حول البطالة في صفوف الشباب في البلدان العربية اشار الى ان نسبة البطالة للإناث تبلغ 43.4 %.
من جهته وفي تقرير له اكد البنك العالمي ان النساء تشكلن 49.7 % من إجمالي عدد سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البالغ 345.5 مليون نسمة. لكن رغم الكثير من التقدم الذي حققته النساء في سد الفجوة بين الجنسين من حيث الصحة، والتمثيل السياسي، والمشاركة في قوة العمل، لا تزال هناك العديد من العراقيل. كما ان نسبة المرأة في القوى العاملة منخفض ولا تتجاوز 25 %. ويؤكد البنك العالمي ايضا على ان المتوسط العالمي لمشاركة المرأة في القوة العاملة يصل 50 %. في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصل نسبة مشاركتهن إلى نصف هذه النسبة رغم حقيقة أن أعداد المتعلمات في العالم العربي في زيادة مطردة.

اما المنتدى الاقتصادي العالمي وفي مؤشر الفجوة بين الجنسين، احتلت تونس المرتبة 127 عالميا،

تعليقا على وضع المساواة بين المرأة والرجل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أكد خبراء المنتدى الاقتصادي العالمي أن هذه المنطقة تمكنت من سد 60 في المائة من الفجوة بين الجنسين بشكل عام، مع الإشارة إلى أن المجال الأكثر إلحاحا لتحقيق المساواة هو المشاركة والفرص الاقتصادية. ويبقى الرقم المثير للاستغراب والمقلق في الوقت ذاته هو أن سد الفجوة بين الرجل والمرأة في هذه المنطقة سيتطلب 356 سنة أخرى.

وبحسب تقريرٍ جديد وضعته منظمة العمل الدولية في إطار مبادرتها المئوية للمرأة في العمل، فإنه على الرغم من بعض المكاسب المتواضعة التي تحققت في بعض مناطق العالم، تفشل ملايين النساء في مساعيهن الرامية إلى تحقيق المساواة في عالم العمل.
ويُظهر التقرير الصعاب الجمة التي مازالت تواجه المرأة في العثور على عمل لائق والاحتفاظ به. ولذلك، ينبغي بذل جهود فورية وفعالة وبعيدة المدى كما انه من أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي أطلقتها الأمم المتحدة ، والتي يتلخص أحدها في تحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين بحلول عام 2030.

ولم يسجل الفرق في تشغيل الجنسين تحسنا من فترة الى اخرى لتظل الاوضاع على ماهي عليه على الرغم من ان اعداد خريجي التعليم العالي مماثلة وتسجل في بعض الاحيان تفوقا للاناث.

المشاركة في هذا المقال