حيث عقدت أمس الجمعة جلسة محاكمة جديدة حضرها محامو الدفاع عن القائمين بالحق الشخصي الذي تحدّثوا عن مسالة الجهاز السرّي لحركة النهضة وعلاقته بقضية الحال وقضية اغتيال محمد البراهمي،هذا الملف أثار جدلا واسعا وهو اليوم من أنظار القضاء بعد فتح بحث تحقيقي في الغرض حول ما عرف بـ«الغرفة السوداء» صلب وزارة الداخلية التي تتضمن وثائق مسروقة من ملف قضائي،هذا وقد قرّرت المحكمة تأجيل النظر في قضية الاغتيال إلى موعد لاحق.
وللتذكير فإن رئيس الجمهورية قد أكد خلال إشرافه على جلسة مجلس الأمن القومي التي عقدت مؤخرا على أهمية المعطيات التي قدّمها له وفد من لجنة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي مبيّنا أن الأمر سيتعهّد به القضاء خاصة وأنه من بين المعطيات تهديدات بتصفية الرئيس وفق تصريحات هيئة الدفاع.
علي كلثوم يتوجه إلى القضاء
قدّم لسان الدفاع عن القائمين بالحق الشخصي خلال جلسة المحاكمة الخامسة عشرة في ملف اغتيال شكري بلعيد مرافعات شكلية تم التطرق فيها إلى جملة من النقاط حيث وصف علي كلثوم احد عناصر لسان الدفاع سالف الذكر حركة النهضة بالحركة الإرهابية معلنا نيّته رفع قضية من أجل حلّها أو إيقاف عملها لمدة خمس سنوات على الأقل مستندا في ذلك إلى الفصل 7 من قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال. وعن مسألة الجهاز السري لتلك الحركة والذي تحدّثت عنه لجنة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي خلال ندوة صحفية عقدتها منذ 2 أكتوبر المنقضي والتي تم التطرق فيها أيضا إلى جملة من المعطيات منها المتعلقة بـ«الغرفة السوداء» وهي عبارة عن مكتب موجود بمقر وزارة الداخلية يتضمن عديد الوثائق المسروقة من ملف قضائي عثر عليها لدى المدعو مصطفى خضر ومن المنتظر أن يتم جرد كلي لمحتوياته (أي المكتب) بحضور ممثل عن هيئة الدفاع والنيابة العمومية وقاضي التحقيق بالمكتب 12 الذي تحوّل بتاريخ 9 نوفمبر المنقضي إلى مقرّ الوزارة وعاين ذلك المكتب وقام بحجز كلّ ما فيه من وثائق وغيرها وغيّر القفل واحتفظ بكلّ النسخ لديه كإجراء احتياطي لضمان سلامة المحجوز.هذا ووجه كلثوم أصابع الاتهام أيضا إلى البرلمان وتحديدا إلى لجنة التحقيق في شبكات التسفير إلى بؤر التوتر فقال في هذا الصدد «ملف الجهاز السرّي تطرق إليه الأمني عصام الدردوري من خلال التقرير الذي سلّمه للجنة سالفة الذكر ولكنها لم تقم حتى بسماع صاحب التقرير وذلك لأن اغلب أعضائها تابعين لحركة النهضة وعليه فإنّ البرلمان يعتبر متستّرا على الارهاب»
دفاع المتهمين
بعد تغيبهم في عديد الجلسات السابقة لقضية الحال سجّل المتهمون الموقوفون حضورهم في الجلسة عدد 15 لملف قضية اغتيال شكر ي بلعيد التي تعود أطوارها إلى 6 فيفري 2012 عندما تم استهدافه بالرصاص أمام منزله من قبل إرهابيين ،علما وان الموقوفين يتم جلبهم من سجن إيقافهم ولكنهم يفضلون البقاء في غرفة الاحتفاظ ورفض الحضور في قاعة الجلسة. لسان الدفاع عن احمد المالكي المكنى بالصومالي ومن معه من المتهمين في قضية الحال قدموا بدورهم مرافعات في الشكل ومن بين أهم النقاط تجديد طلب الإفراج المؤقت عن عدد من منوبيهم.