بهذه الكلمات للشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد شاءت أرملته زهور أولاد أحمد أن تترجم رفضها ووجعها من استغلال اسم ورمز «شاعر البلد» في أيام قرطاج الشعرية من طرف المديرة جميلة الماجري لأنّه لا رابط إبداعي ولا صلة إنسانية يجمعانها بأولاد أحمد على حدّ قولها.
تحت عنوان «لمسة وفاء إلى شعراء غادرونا في العشرية الأخيرة وكان يسعدهم أن يكونوا معنا بأشعارهم» أعلنت أيام قرطاج الشعرية في دورتها التأسيسية عن تكريم جعفر ماجد ومحمد الهاشمي زين العابدين ومحجوب العيّاري وزبيدة بشير وأحمد اللغماني وعبد الله مالك القاسمي ومحمد الصغير أولاد أحمد ومحمد شكري الميعادي وشكري بوترعة وحسين القهواجي.
رفض التكريم من «جلاّد الأمس»
لأن الشعـــراء لا يموتون، فقد بقيت ذكرى أولاد أحمد على قيد الحياة وظلت قصيدته نابضة بالخلود والتخليد... وإن ارتأت أيام قرطاج الشعرية بإشراف الشاعرة جميلة الماجري تكريم الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد فقد اعترضت أرملته على ذلك شديد الاعتراض. وفي تصريح لـ«المغرب» أفادت زهور أولاد أحمد: «نرفض هذا التكريم الذي يأتي على يد جميلة الماجري.
أوّلا من مبدأ عدم استشارتنا وإدراج اسم وشعر أولاد أحمد في التظاهرة دون علمنا، وفي هذا الأمر اعتداء على الملكية الأدبية والفكرية. ثانيا نرفض أن يأتي تكريم اليوم من طرف جلاّد الأمس، فالتاريخ لا يرحم ويبقى شاهدا على أن جميلة الماجري منعت محمد الصغير أولاد أحمد من مواصلة الكتابة في مجلة «المسار» التابعة لاتحاد الكتّاب التونسيين عند توليها رئاسة الاتحاد بدعوى أن مقالته وقصائده أزعجت السلطة، وعلى المستوى الإنساني لم تقم جميلة الماجري بالواجب تجاه أولاد أحمد فلم تزره أثناء مرضه ولم تقدّم العزاء في وفاته. وحتى بعد رحيله، لم تصدر جميلة الماجري وهي مديرة لبيت الشعر القيرواني أي بيان مساندة للشاعر في الوقت الذي قلّل فيه حسونة المصباحي وحسن بن عثمان كذبا وبهتانا من قيمة أولاد أحمد الشعرية. لهذا لا يشرفني أن تقوم جميلة الماجري بتكريم أولاد أحمد وهي التي كانت ليلة 13 جانفي 2011 تمجد «بن علي» على شاشة التلفاز في حين كان هذا الشاعر الحرّ محاصرا في شقته برادس. ولن أسمح لها باستغلال اسمه ورمزيته لتبييض تاريخها وتلميع صورتها وإنجاح التظاهرة التي تديرها...».
وأضافت: «من المبكيات المضحكات أن تعلن أيام قرطاج الشعرية عن تنظيم أيام فرعية في سيدي بوزيد احتفاء بالشاعر محمد الصغير أولاد أحمد وهو الذي منعه المشرفون على الثقافة هناك أيام حكم الترويكا من اعتلاء الركح لإلقاء الشعر في مهرجان الثورة وهو شاعر الحرية والثورة ! وإن كان هذا موقفي من المسؤولين على الثقافة هناك فإن سيدي بوزيد تبقى مفخرتنا جميعا ومسقط رأس زوجي شاعر البلد..».
عدل منفذ في «أيام قرطاج الشعرية»
اعتبرت أرملة الشاعر الراحل أولاد أحمد أن ما قامت به مديرة أيام قرطاج الشعرية هو «اعتداء على الذوق والأخلاق والقانون» مضيفة بالقول:» ولقد اتبعنا مسارا قانونيا لمنع جميلة الماجري من استغلال اسم أولاد أحمد بأن أرسلنا عدلا منفذا إلى مقر أيام قرطاج الشعرية لإبلاغها بموقفنا وقرارنا بإيقاف هذه المهزلة».
ونفت زهور أولاد أحمد احتكارها لذكرى شاعر تونس، موضحة: «أولاد أحمد ليس ملكا لكل الناس بل هو شاعر الشرفاء فقط من العمال والطلبة والمناضلين والثائرين... وجلّ التظاهرات التي احتفت بذكرى أولاد أحمد اتصلت بي وأعلمتني مسبقا بذلك. وأنا في خدمة كل من يجلّ الشاعر ولا أبخل بالكتب وغيرها على من يحترم ذكراه ...».
تجاهل وتعمد طمس ذكرى أولاد أحمد
في مرارة وعتاب، نددت زهور أولاد أحمد بتجاهل ذكرى «شاعر الثورة» وسعي بعض الأطراف إلى طمس أثره وشعره الباقي... وفي هذا السياق كشفت ما يلي:» لقد وقع الاعتداء أكثر من 10 مرات على قبر أولاد أحمد فكلما زرعنا روضته وردا إلاّ وامتدت الأيادي العابثة الحاقدة في عملية مقصودة إلى اجتثاث الزهور ورميها جانب القبر. وإلى اليوم لازال أعداء الأمس يحاربون الشاعر ميتا ويخافون شعره الذي لا يموت فيسعون بكل الطرق إلى تغييبه عن التظاهرات الثقافية ومحو أثره من ذاكرة الناس لأن قصائده وخطبه ومواقفه... لا تزال ترعبهم ! لقد مرّت على رحيل أولاد أحمد سنتان وإلى اليوم لم يطلقوا اسمه على فضاء ثقافي أو مكتبة أو أي شيء جدير بتخليد ذكراه... باستثناء إطلاق اسمه على نهج منزو في أريانة وإن كانت البادرة مشكورة لبلدية أريانة فأعتقد أن شاعر البلد يستحق أكثر من ذلك بكثير».
جميلة الماجري لـ»المغرب»
«لا إجابة لي...»
سعت «المغرب» إلى الاتصال بمديرة أيام قرطاج الشعرية جميلة الماجري لتبيّن موقفها من تصريحات أرملة الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد. فأعربت عن جهلها بموقف زهور أولاد أحمد ونفت في بادئ الأمر علمها بتكريم محمد الصغير أولاد أحمد وأمام إصرارنا على أنه وقع إدراج اسمه وصورته ضمن قائمة المكرمين بالصفحة الرسمية للأيام الشعرية وتم الترويج لذلك إعلاميا ... كان ردّها: « وما المشكل في ذلك، لا إجابة لي على كل هذا».