في معرض مدينة تونس للكتاب: «ترويض الزوجات على طريقة أنبياء الله ورسله» يثير الاستياء والجدل

وكأنّنا بالمرأة أسدا شرسا أو نمرا مفترسا أو حصانا هائجا... حتى نحتاج إلى ترويضها كما يروّض الخيل في الإسطبل ! هكذا يوحي

عنوان كتاب «ترويض الزوجات على طريقة أنبياء الله ورسله» لصاحبه المصري فوزي شعبان. وقد أثار هذا الكتاب المعروض ضمن أجنحة معرض مدينة تونس للكتاب بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة استياء زوّار المعرض وأفراد المجتمع المدني في تونس لما اعتبروه إهانة للزوجة خصوصا والمرأة عموما ...

بالعودة إلى معجم المعاني نجد أن الترويض مصطلح يتعلق في المطلق بالحيوان لا الإنسان. وقد ورد في المعجم ما يلي :»روَّض المدرِّبُ الوَحْشَ : راضه ودرَّبه ليكون طيِّعًا»، فبأي حق ينزع صاحب كتاب «ترويض الزوجات على طريقة أنبياء الله ورسله» عن المرأة صفتها الآدمية ويلحقها بسلوك «الحيوانية»؟

تحريض على العنف ضد المرأة بإسم الدين
كتاب «ترويض الزوجات على طريقة أنبياء الله ورسله» كان من بين آلاف العناوين التي ضمّها «معرض مدينة تونس للكتاب» الذي يتواصل إلى غاية 6 جانفي الجاري بتنظيم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة. وقد كان هذا الكتاب محل استياء واستهجان من قبل العديد من زوار المعرض لما فيه من إساءة للمرأة وحط من كرامتها وتحريض على العنف ضدها...

ويعود تاريخ نشر هذا الكتاب الصادر عن «دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع» إلى سنة 2012، وقد ورد في نبذة الناشر حول «ترويض الزوجات على طريقة أنبياء الله ورسله» ما يلي: «يتضمن هذا الكتاب المكائد والمصاعب التي واجهها أنبياء الله ورسله مع زوجاتهم، وكيف واجهوها أو عملوا على إبطالها قبل أن تنفجر وتطيح بحياة الأسرة كلها... وأما رسول الله محمد صلى عليه وسلم فقد أعطى للأزواج درسا رائعا في كيفية معاملة الزوجات، وكيف يهجرهن في الفراش عقابا لهن ورغم حبه الشديد للسيدة عائشة رضي الله عنها إلا أنه لم يفرق بينها وبين ضرائرها وكان شديد الحرص على المساواة بينهن.إنه مجرد درس صغير من أنبياء الله للأزواج والزوجات هذه الأيام، وفي كل الأيام على مدى الدهر كله علهم يستفيدون منه.»

«نساء الـ 46» يبعثن برسالة احتجاج إلى الوزير
«كيف يمكن تفسير وجود كتاب في معرض مدينة تونس للكتاب بعنوان «ترويض الزوجات على طريقة أنبياء الله ورسله» للمصري فوزي شعبان وهو الذي أثار لدى ظهوره تنديد النساء في مصر فإذا به يجد مكانا بيننا، وفي دولة ينص دستورها على المساواة بين المرأة والرجل!؟» هكذا احتجـت «نسـاء الـ 46 « على وجود هذا الكتاب الذي اعتبرنه مهينا لكرامة المرأة بسبب مقاربته المتخلفة والرجعية ...في رسالة احتجاج إلى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين مطالبات إياه بالتدخل الفوري وبالمزيد من اليقظة في المستقبل.

وللإشارة فقد أطلق حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، حملة «نساء الـ46» في مارس 2016 . ويرمز الرقم 46 إلى الفصل الذي يُطالب الحزب بتفعيله من الدستور التونسي والذي ينص على «تلتزم الدولة بحماية الحقوق المكتسبة للمرأة وتعمل على دعمها وتطويرها. تضمن الدولة تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة في تحمل مختلف المسؤوليات وفي جميع المجالات. تسعى الدولة إلى تحقيق التناصف بين المرأة والرجل في المجالس المنتخبة. تتخذ الدولة التدابير الكفيلة بالقضاء على العنف ضد المرأة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115