Print this page

تبعات تمرد ' فاغنر ' علي مستقبل هرم السلطة في روسيا، ومسار العمليات العسكرية في أوكرانيا

 

بالتزامن مع تصريحات الرئيس الفرنسي ' ماكرون ' علي هامش قمة الميثاق المالي الجديد والتي أشار

خلالها إلي أن روسيا تلعب دوراً 'مزعزعاً ' للاستقرار في أفريقيا ، ظهر الحراك العسكري من جانب قوات ' فاغنر' في مدينة ' روستوف ' جنوب روسيا والذي تنظر إليه معظم التقديرات السياسية والدبلوماسية بإعتباره التحدي الأخطر للرئيس بوتين منذ توليه السلطة في 1999 .

كما ترجح التقديرات أن ذلك الحراك الذي قاده ' بريجوجين' يعكس نقاط عديدة أصابت المنظومتين العسكرية والسياسية الروسية وأن الخلافات بين قائد فاجنر ووزارة الدفاع الروسية حول الحرب في أوكرانيا ومسار العمليات العسكرية الجارية في الأراضي الأوكرانية.

 

علي الرغم من ظهور مقاطع فيديو علي وسائل التواصل الإجتماعي تظهر قوات ومدرعات تابعة لفاغنر في محيط مبني وزارة الدفاع الروسية ، إلا أن تعليقات رؤساء الدول تراوحت بين المتابعة الحذرة لمستجدات الشأن الروسي ( واشنطن ودول : بريطانيا ، ألمانيا ، فرنسا ، إيطاليا ) وتأثيرات ما جري علي مدار يومين علي مستقبل هرم السلطة في موسكو ، وبين بيانات داعمة للرئيس بوتين ( بيلاروسيا، تركيا ).

وتعليقاً علي التطورات المتسارعة ، ألقي الرئيس بوتين كلمة لم تخلو من علامات القلق وعلي الرغم من حرصه علي الإشادة بتضحيات وبطولات القوات الروسية بصفة عامة ، فقد وقف ما حدث بالخيانة وأن تنظيم 'التمرد' يعكس تغليب البعض لمصالحهم وطموحاتهم الشخصية علي المصالح العليا للدولة الروسية.

يمكن القول أن الحذر النسبي يغلب علي تقديرات المحللين السياسيين الغربيين للأزمة الداخلية في روسيا إدراكًا لتداعياتها علي أوروبا ووسط أسيا ، ومع ذلك يتفق أغلبهم علي أن الخلافات بين قائد 'فاغنر' وقيادات وزارة الدفاع الروسية تأتي في إطار صراع مراكز القوي داخل النظام الروسي ، لاسيما أن قوات فاغنر تضخمت أعدادها منذ بدء العمليات العسكرية في الأراضي الأوكرانية وأصبح لها تواجد في مناطق أزمات أخري خارج أوروبا ( وفقاً لاتهامات الدول الغربية المؤثرة ووسائل الإعلام الغربية لروسيا بتواجد قوات لفاغنر في دول أفريقية ومنها السودان ) .

ويتسق مع ما تقدم ، البيان الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية ويشير إلي الاتصالات التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي ' لويد أوستن' مع نظرائه من الدول الحليفة ( فرنسا ، كندا، ألمانيا ، بريطانيا ، بولونيا ) لمتابعة تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية في روسيا ومستجداتها، وعلي الرغم أنه لم يشر إلي تطلعات الغرب صراحةً ، إلا أن أغلب التقديرات السياسية الغربية تتفق علي أن تطورات تلك الأحداث قد تصب في صالح الهجوم الأوكراني المضاد الذي لم يحقق حتي الآن النتائج التي يطمح لها الغرب.

 

 

المشاركة في هذا المقال

تعليق1