يا تونس، ألـم يحن وقت القطع مع زمن الرعية والرعاة؟

استوقفتني جملة أحد الجامعيين، إثر حديث حول حالة تونس، بقوله: ليست هناك قيادة».

وكأنه يشير الى المأزق الذي نحن فيه وأنه ليست من حل بهذا السبب، اي آنعدام القيادة
وإن شاطرته الرأي على ان لا قيادة في الأفق، وعلى أن الرداءة طاغية على السطح و أن ذلك يعم أهم المجالات و الإدارات والمستويات، حتى لا نقول كلها......

إلا أن المرء يتساءل حينها ما العمل؟ هل نبقى متفرجين? ألا يبعث ذلك على التساؤل عن كيفية الخروج من هذه الحالة المزرية التي يجمع عليها الكل في تونس؟
ليست هذه أول ردة فعل تعلن عن حالة الرضوخ للواقع و الإعلان عن عدمية الوضعية في انعدام القيادة

و هذا لئن دل على شيء فهو يدل على تغلغل عقلية الرعية التي تضيع في غياب الراعي
لا تعرف أين تتجه و كيف تشق طريقها في غياب المرشد!!!!!!

والمضحك المبكي أننا نتحدث عن «النخبة التي يفترض ان تكون معنية ومن مهامها الذهاب الى الحلول و التوجه الى الطرق المثلى في سبيلها « و ذلك كل في ميدانه و مجال آختصاصه،
فمكانة الجامعيين تكمن في العمل العلمي المستقبلي الذي يعمل عل الحلول الناجعة و الأفق المضيئة.......

هذا ليس موجودا في بلدنا، لأننا نفتش عن الراعي دوما
لقد طالت فترات الضياع و التيه التي تعود فيها الكل على سلك طريق القطعان

إن كان ذلك في الانتخابات بمختلف أنواعها بداية من النقابية و استمرارا إلى تلك التي ترتبط بالقطاعات الواسعة البيداغوجية و العلمية و المهتية المختلفة و حتى الجمعياتية الصرفة والتي عانت من سنوات الهيمنة و التدخل و التسييس و استمرت الى الآن ...
ترسم الخطط و الأسما ء و القامات بعيدا كل البعد عن المعايير الموضوعية العلمية والتقنية والمهنية البحتة. أساسها أن يثبت الأفراد الأسهل وطوعا وتطبيقا للقرارات المطبوخة في الزوايا الخلفية التي تحبك فيها الخطط والتراتيب بصيغ ليس للمصلحة الوطنية فيها البتة

من مكان و لا تخضع إلا للولاءات بجميع....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115