وجهة نظر: لا تعــودوا إلى المساجـــد...

لا تعودوا إلى المساجد.. من أجل الصلاة فقط..

سنعود إلى المساجد ..بماذا سنعود ؟
يحملنا الشوق ..نعم ..يحملنا التعلّق..نعم ..

لكن علينا أنّ نجدّد مضامين عودتنا ونحقّق معاني وجودنا الحقيقية بعد ما حدث ..
لا نعود إلى المساجد من أجل الصلاة فقط ...

فالصلاة في المساجد مناجاة لله ...تعلّمنا الإخلاص لله، والإخلاص في معرفة الآخرين ومعاملتهم، لأنّ الذي يُدرّب نفسه على المناجاة الخاشعة والعمل الصالح خمس مرات كلّ يوم ينبغي أن يكون نقياً لا يعرف النفاق ولا المداهنة ولا الغشّ ولا سوء العمل ولا سوء الخلق...من أجل ذلك نعود إلى الصلاة في المساجد ..
والصلاة في المساجد تكوين روحي راق يزكّي الناس ويضبط شهواتهم ويهذّب سلوكاتهم .. من أجل ذلك نعود إلى الصلاة في المساجد.

والصلاة في المساجد تسيّطر على نزعات الأنانية في تصرّفاتنا حتّى لا نكون آحاداً لا رباط بيننا ..بل هي سبيل تنظيم بناء للمجتمع على صفوف متناسقة ووحدة صمّاء ، ونظافة مستمرّة قلبا وقالبا وحركات سكينة وخشوع وجمال لا شذوذ فيها. من أجل ذلك نعود إلى الصلاة في المساجد.
والصلاة في المساجد تعلّمنا غسل الثياب وغسل اللسان وغسل العقول وغسل القلوب "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" الحشر:10. من أجل ذلك نعود إلى الصلاة في المساجد.

والصلاة في المساجد تأمرنا بكلّ القيم الإنسانيّة العاليذة "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"النحل:90. من أجل ذلك نعود إلى الصلاة في المساجد.
والصلاة في المساجد تقوّي فينا ثقافة الاقتداء بالحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم والشوق إليه وزيادة محبّته ...

إن طال شوقُ العالمينَ لبعضهم
فالشوق نحوكَ لا يُحاط مداهُ

صلّى عليكَ اللهُ ما رُفِع الندا
وتحركتْ بالباقياتِ شفاهُ

من أجل ذلك نعود إلى الصلاة في المساجد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115