تعقيب الأستاذ شيحة قحة: أنا لست بمتحيّل، يا أستاذ؟

تعقيب الأستاذ شيحة قحة: 
أنا لست بمتحيّل، يا أستاذ؟
الكاتب، أي كاتب، لا يكتب لنفسه بل يكتب للناس. كلّ كاتب يسرّ لمّا يلقى قرّاء ومهتمّين...

أحيانا، أتلقّى من القرّاء ردودا وتعاليق. مرّة يكون في تلك الردود استحسان ومرّة فيها نقد ورفض... مهما كان الردّ فهو غالبا يشرح صدري...

بعث الأستاذ محمود الذوّادي بردّ على ما كنت كتبت. كتبت أنّه «كان جالسا على كرسيّ وبيده المصدح. قصير القامة. لا يتحرّك. لا أراه». هذا ما حصل وهذا ما رأيت. هل أردت «بقصير القامة» أن أذمّ الرجل؟ أبدا، ما كانت هذه غايتي. عند الحديث عن المبخوت كتبت نفس الشيء: «له عينان جاحظتان.. وكان قصير القامة». فهل هذا يعني أنّي بالرجل أستهزئ؟ أبدا. أردت فقط أن يرى القارئ ما يجري. لا أكثر ولا أقلّ... غضب الذوّادي ممّا قلت وقال إنّي محتال وقد أعمى الله بصري. أطلب المعذرة من الأستاذ إن رأى في قولي مسّا أو تجاوزا...

دعني من هذه الترّهات فهذه صبيانيّات لا تسمن... يعود الذوّادي في ردّه الى شرح الإشكال وعلاقة الناس باللغة. يقول إنّ تردّي اللغة العربيّة لا يدرك إلّا في «إطار فكريّ واقعيّ وصحيح يستند الى أبجديّة ما نسمّيه هنا «إقامة علاقة طبيعيّة- سليمة» مع لغة الأمّ». ويضيف «إن أبجديّات منهجيّتنا تتضمّن معالم جديدة في الطرح تسهّل الحكم(..)إنّ العلاقة الطبيعيّة بين الناس ولغاتهم تتمثل في ثلاثة معالم تندرج في ما يسمّيه العلماء: بالقوانين الطبيعيّة...» الخ. قرأت الردّ أكثر من مرّة ولم أتبيّن ما يعنيه الأستاذ من «إقامة علاقة طبيعيّة- سليمة». ثمّ ما الذي يقصده الدكتور بالقوانين الطبيعيّة؟ هل هناك قوانين طبيعيّة في اللغة؟ لم أفهم. أنا لست بمختصّ في اللغة ومن حضر محاضرته كلّهم نشء، طلبة. كان على الأستاذ أن يشرح. أن يوضّح «منهجيّته» ويبيّن...

أمّا أنا فأرى أن اللغة هي أداة اتّصال وككلّ الأدوات هي محلّ تغيير وتبدّل. لا وجود للغة لها «قوانين طبيعيّة». اللغة كائن مخلوق. هي صنع اجتماعيّ. محلّ عفس ورفس. محلّ بناء وهدم. يتداولها الناس ليترجموا عمّا كان بينهم من تطاحن، من تعاون، من بغضاء، من مودّة... في نظري، علاقة الناس باللغة ليست طبيعيّة ولا هي سليمة ولا هي حميمة. هي علاقة نفعيّة وجدل...

أمّا أخر الردّ فكان غموضا كلّه. هل سبب الغموض ما كان في قلبيّ من عمى وغشاوة كما قال الأستاذ الدكتور؟ قد يكون. كان على الأستاذ أن يوضّح للناس ولي ما كان في قلبه من بيان وفي بصره من منهج؟ لم أفهم يا أستاذ ما تقول... هل في هذا عيب؟ هل أنا «متحيّل علىالصدق» في ما تقول؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115