Print this page

بعد ذلك فقط...

التمديد في أجال إيداع الملفات لدى هيئة الحقيقة و الكرامة إلى تاريخ الأمس سمح، قبل سويعات من الغلق النهائي – إلى حد الآن- لإجراءات الإيداع هذه ، من تسجيل رقم ، ضخم نسبيا، من الملفات المقدمة. أفاد الموقع الرسمي الهيئة الحقيقة و الكرامة في هذا الخصوص إن 54039

ملفا تم إيداعهم لديها و ذلك إلى حدود صباح أمس الأربعاء هذا بالإضافة إلى أن الهيئة تولت و إلى حد الآن عقد ما لا يقل عن 5518 جلسة استماع. أرقام تبدو كما وقعت الإشارة إليه ضخمة إلا انه و بالاستناد إلى السنوات المرجعية لحدوث حالات الانتهاك موضوعها- من 1956 إلي 2013- يصبح الأمر نسبيا و يطرح بعض التساؤلات من ذلك هل أن عدد الملفات هو انعكاس شبه وفي للتجاوزات و الانتهاكات المسجلة خلال تلك الفترة؟ من المفترض بل من المؤكد أن هنالك العديد و العديد من الحالات لم تشملها ملفات وذلك راجع إلى أسباب اغلبها ذاتية بالأساس باعتبار سواء لغياب من هو قائم عليها أو لتردد بعض أصحاب الحقوق و للحرج الذي لديهم في إعادة نشر الماضي و آلامه و انكساراته .... لو سلمنا جدلا أن عدد الملفات المسجلة يعكس «الحقيقة» ويمثل رجع صدى للواقع المعاش أو ربما

هو يمثل رقما مرجعيا في هذا الإطار يلخص و يمثل ما حدث في الماضي فانه و من المؤكد أن يعطينا ذلك فكرة تقريبية عما ينتظرنا –و الهيئة خصوصا- من معاناة و جهد و مكابدة للتوغل في غياهب الذاكرة و لتشريح منعطفات ماضي الظلم والاستبداد و القهر حتى يتسنى كشف الحقائق و فضح المظالم و تسمية الأمور بأسمائها. بعد ذلك يستساغ معايشة و مسايرة المراحل الاخرى للعدالة الانتقالية. بعد ذلك فقط. في انتظار المعاناة القادمة و التي مهما قلبنا الفرضيات تبقى الوصفة الوحيدة لمعالجة ابتلاءات الماضي قصد تجاوز مخلفاتها. كم سيأخذ ذلك من وقت وكم يجب من جلسة استماع للوقوف على حقيقة الأشياء وخفاياها و هل ستسير الأمور دون «مفاجآت»؟ تلك هي مؤنسات الحاضر و المستقبل القريب والبعيد ايضا. بالنسبة للهيئة و لنا...

المشاركة في هذا المقال