علي نقيض من ذلك و يرى فيه محاولة واضحة المعالم لتحقيق أهداف بعيدة كل البعد عند الإطار «الهزلي» والترفيهي لمثل هذا البث التلفزي. تعارضت القراءات وتناقضت التعليقات و بات من الواضح أن «الو جدة» يتميز بمواصفات تجعله خارجا عن التصنيف الذي قدم من خلاله و عن مضمون الحملة الاشهارية التي سبقت عرضه منذ بداية رمضان. المؤكد على كل حال أن البرنامج لا يندرج في إطار منوعات «الكاميرا الخفية» و ما شبهها كما انه ليس بمنوعة تنشيطية و لا بسلسلة ذات أبعاد ترفيهية بالأساس. هو بعبارة أخرى برنامج يبحث جليا على الإثارة وعلى الاستقطاب و هما أمران مستحبان في حد ذاتهما ولا تثريب عليهما باعتبار عامل المنافسة بين القنوات التلفزية. لكن خصوصيته و ما أثار حفيظة البعض من المشاهدين تنحصر في المسكوت عنه في هذا البرنامج و الذي يتلخص وفق هذه الرؤية
في هدفين أساسيين . أولهما يتمثل في ما تم اعتباره مشروعا صريحا « للتطبيع» مع بن علي و من يمثله. هو ترتيب علي ذلك «محاولة» لخلق نوع من التدرج الايجابي في اتجاه استعادة بعض رموز الماضي وخلق التوليف بين الذاكرة و الواقع.
ثانيهما يحاول أن يدفع في اتجاه خلق نوع من المصالحة بين المسكوت عنه و الرغبة المستبطنة في قبول الماضي القريب و التعامل معه و كأنه لا يزال جزءا من الحاضر . مضامين هذا البرنامج ليست في كل الأحوال بالبريئة و أثارت و لا تزال ردات فعل متفاوتة الحدة وصلت أحيانا إلى حد الرفض و التنديد. هذا دون الوقوف عند بعض ما تم بثه من مشاهد و ما جاء من خلالها من تصريحات يغلب عليها الطابع المباشرتي المبالغ فيه....