Print this page

«حاميها حراميها»

اكتســــحت بالأمس المجال الافتراضي صور عون الأمن الذي طالب احد سائقي السيارات برشوة حتى «يفلت» هذا الأخير من «العقاب» الذي يفرضه القانون بخصوص الخطإ الذي ارتكبه هذا الأخير . مرة تضرب أخبار الرشوة بكل قوتها واقعنا لتفضح البعض من مظاهر-

وهي دون شك متعددة- هذا المرض العضال الذي استشرى بسرعة رهيبة داخل مؤسساتنا و إداراتنا... ما شاهدناه بقطع النظر عن المكان أو الشخوص المعنية يعطي الدليل القاطع – و للمرة الألف- على أن الرشوة في أبشع مظاهرها تشكل احد الجوانب –الثابتة مع الأسف- لحياتنا اليومية. الرشوة مثل ما هو معلوم أنواع ، هي أحيانا «داخلية (داخل المكاتب و في أروقة إداراتنا) و خارجية مثلما يبرز ذلك الفيديو المتداول الآن و تحديدا سلوك عون الأمن «للمطالبة بما يعتبره «استحقاقا» .لنتصور بشاعة هذه المشاهد و نتوقف عندها ولو للحظات. . عون يتمركز بحكم وظيفته في احد آماكن المرور ذات حركية كبرى و يتولي ابتزاز من يحمله سوء الطالع على مرمي منه.

محاولة إيجاد الأسباب لهذه الممارسات آمر هين شان ذلك شان التنديد بها. حتمي أن يطبق القانون .... سلوك إجرامي يحمل شعار «نعاقبك انا خير ملي يعاقبك الحاكم» و جريمة ترتكب يوميا في أماكن عديدة من طرقاتنا من طرف البعض ممن باعوا ضمائرهم والعهد الذي أخذوه علي أنفسهم عند مباشرتهم لمهامهم. لا بد للقانون أن يأخذ مجراه و أن تقوم النيابة العمومية بما هو موكول لها في هذا الصدد.

الرشوة من هذا الصنف متداولة عندنا منذ سنوات إلى درجة انه كان واقعا ملموسا في هذا المجال أن» يبتهج و«يخلص المبروك» من «يتمكن» من بين أعوان ينتسبون الى الامن من الفوز بوقوع التعيين بأحدى الممرات ذات الحركية الفائقة ... و المربحة من حيث فرص الرشوة.. السبب واضح...

نقول الحمد لله أن كل ذلك من الحالات الشاذة و أن الأغلبية ممن يقومون بواجب حمايتنا من انفسنا و من الغير هم بعيدون كل البعد عن هذا الوباء.

المشاركة في هذا المقال