طلق ناري على قاض؟

هو دون شك خبر استثنائي يؤكد استثنائية الوضع الذي نعيشه. الإجرام و من خلاله الإرهاب بكل تعبيراته الرهيبة ومضامينه المفزعة يعتبر ظاهرة هذه الفترات التي اختلط فيها كل شئ و تلاشت المراجع و تشابكت المصالح و ترهلت الأمور. قاض يتعرض و هو في سيارته

إلي طلق ناري مجهول المصدر. من ألطاف الله أن الأضرار تعلقت فقط بالسيارة. نجاة القاضي من هذا الاعتداء، و التي لاتزال الأبحاث جارية بنسق حثيث للكشف عن أسبابه و الواقفين وراءه، تعزى أساسا إلى خفايا لا يمكن الوقوف عند تفاصيلها لحدّ الآن لكن لو وقفنا عند المستوى الأول من المعلومة لانتهينا إلى أن ذلك كان – و الحمد لله- نتيجة لسوء تقدير من الجهة المجرمة و ربما تسرعها و قلة «حيلتها». أما إذا ما عمقنا الاستقراء لراودتنا فكرة أن الاعتداء في حد ذاته إنما هو رسالة لا بد من تشفيرها و فك رموزها الهدف وفق هذا التصور من الاعتداء هو الإنذار و التنبيه والتخويف و الترهيب. معني ذلك انه كان بالإمكان حصول ما لا نرضاه و نستبعده و نستنكر حتى التفكير فيه.

إذا ما وقفنا عند المستوي الأول من التفسير الممكن لما حدث فان الانطباع لا يمكن رغم هول الجريمة و رمزيتها و مدلولاتها إلا أن يكون استثنائيا يغلب عليه» الإحساس بالارتياح» و ذلك لأنه يزيح من أمامنا هول الفرضيات والسيناريوهات. نتنفس – يا لمغبة الإحساس- الصعداء لان ما يخافه كل واحد منا لم يقع و نجا الرجل و نجا معه أملنا في أن مثل هذه الفعلة النكراء لم و لن يقع..

هذا الإحساس يدفعنا إلى استبعاد الاسوء ريثما تكشف الأبحاث حقيقة الأمور . القاضي و هو مساعد وكيل الجمهورية بابتدائية القصرين يتعرض إلي طلق ناري من قبل....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115