مؤسسة نيابة المحامي لدى الطور الابتدائي في أيامها الأولى: إشكالات ملموسة في انتظار الحلول

تطبيق التنقيحات الجديدة لبعض فصول مجلة الإجراءات الجزائية يطرح العديد من الإشكالات مثلما عبر عن ذلك العديد من المعنيين بالموضوع من قضاة و محامين و أمنيين. رغم انه تم تسجيل استبشار على العديد من المستويات بخصوص ما اعتبرته الغالبية في القطاع الحقوقي

إضافة تشريعية نوعية و كمية إلا أن ذلك لا يغني عن تسجيل موجة من الانتقادات.
تركزت الإشكاليات المطروحة في هذا الخصوص على مسالة نيابة المحامي لدى الطور الابتدائي والتي تؤدي مثلما هو معلوم إلى تغير جوهري و جذري على مستوى التعاطي مع الإجراءات الجزائية وطرق تكريس مبدإ قرينة البراءة من عدمها على هذا المستوى الأولي من تعهد النيابة العمومية بالجرائم بمختلف أصنافها ودراجاتها. الإشكاليات الكبرى المطروحة تعلقت بالجوانب الميدانية و اللوجستية الواجب توفيرها حتى يتسنى للتنقيحات الجديدة أن تطبق وفق ما أراده المشرع لها. كثيرة هي الأطراف التي كان لها موقف نقدي في هذا الخصوص باعتبار أن ما هو متوفر الآن على مستوى مراكز الأمن من معدات و تجهيزات لا يسمح بالقول أن البنية التحتية المقترحة قادرة على رفع تحدي التطبيق للتنحيات المذكورة.

«الاضافة التشريعية»
رغم دخول هذه الترتيبات حيز التنفيذ منذ غرة الشهر الجاري فان الأصوات لا لاتزال تنادي بوجوب إعداد ملائم للبنية التحتية ا حتى يتسنى لها أن تكون الإطار الأمثل الذي يضمن النجاح المطلوب لهذه الإضافات التشريعية لما لها من فائدة بالنسبة لضمان حقوق الدفاع ولتكريس الشفافية في التعامل في المادة الجزائية. نادت العديد من الأطراف في مرحلة أولى بضرورة توفير المستوجبات الضرورية من جوانب مادية و استعداد بشري من حيث العدد ، هذا بالإضافة إلى وجوب الاستعداد النفساني لجميع الإطراف المعنية بالتنقيحات المذكورة عن طريق دورات تكوينية و حصص تحسيسية. لعل هذا الجانب هو البارز حاليا باعتبار أن ما جاءت به التنقيحات يشكل تغيرا جوهريا يستبعد الطرق و الإجراءات التقليدية والتي تربى عليه التطبيق الإجرائي إلى حد الآن. هنالك ترتيبا على ذلك إعادة صياغة للتطبيقات الميدانية بما يعني ذلك في مرحلة أولى من خروج عن المألوف.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115