Print this page

مأساة أخرى في حي هلال: الانتقام الحارق

« ما زلنا نعيشو ونشوفو» بهذه العبارة المتلعثمة عبر احد السكان عن المأساة التي عاشها-مرة أخري حي هلال في الأيام القليلة الفارطة. الكل على علم بالأحداث المؤلمة والمؤسفة حقا التي يشهدها من حين إلى أخر هذا الحي لعل أخرها والذي أثقل بفاجعته الرأي العام جريمة

ذبح الطفل ياسين على يد ذلك الوحش الآدمي الذي يقبع الآن في السجن في انتظار صدور الحكم بخصوصه. مأساة أخرى أصابت الحي منذ أيام ، لا تخلو من غرابة من حيث تفاصيلها وأسبابها. حادثة امتزج فيها كل شيء: الانتحار والاعتداء بالعنف ومحاولة القتل، كل ذلك بعنوان الانتقام والحمية الغبية . غريب هذا الانتقام الذي كاد أن يودي بحياة شيخ في الستين من عمره.

وقدعمد بعض أنفار ممن أضاعوا سبيل المنطق الى التهجم عليه والعمل على ايذائه مانعين بشدة كل من يحاول صدهم عمّا أقدموا عليه، كل ذلك لأسباب اقل ما يقال عنها أنها غير مفهومة بالمرة ومجانية الجوانب أينما قلبت تفاصيلها.
تولى منذ مدة قصيرة شاب من الحي في الثلاثينات من عمره التقدم إلى شيخ يملك محل بيع محروقات واشترى منه قارورة من البنزين.ثم قام بعد ذلك بسكب البنزين على جسده مهددا بإحراق نفسه. تسارعت الأحداث بعد ذلك وانتهت بوقوع المحظور وباشتعال الجسد بالنيران ثم بنقل المتضرر إلى المستشفى أين توفي بعد أيام.

هذا هو الفصل الأول من المأساة والذي فسح المجال مؤخرا إلى حادثة غريبة بقدر ما هي مأساوية بعد بلوغ العلم إلى بعض أقارب ومعارف هذا الشاب وتحديدا بخبر وفاته توجه هؤلاء إلى دكان الرجل بائع المحروقات وصبوا عليه جام غضبهم محملين إياه مسؤولية ما حدث و تحديدا توليه بيع الهالك البنزين الذي استعمله للإضرار بنفسه. لم يترددوا في تهجمهم لهذا السبب على الشيخ رغم توسل هذا الأخير و تكراره مبرراته بأنه كان يجهل مقصد الشاب عند شراء البنزين. لكن كل ذلك لم يشفع له فاشتعلت النيران بالمحل وكاد الشيخ أن يفقد حياته لولا تدخل السلط المعنية.
يقيم الشيخ الآن بالمستشفى وحالته متردية..

المشاركة في هذا المقال