قضى ليلة واحد بالسجن المدني بصفاقس: وفاة سجين كان يعاني من مرض «السكري» والقضاء يتعهد بالملف

أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس، أول أمس الأربعاء، بفتح بحث تحقيقي حول ظروف وملابسات وفاة شخص بعد ساعات من إيداعه في السجن المدني بالجهة.

بعد واقعة تعرّض موقوف الى بتر احد اعضائه «جراء تعرضه إلى الاعتداء بالعنف والتعذيب» في المنستير، توفي اول امس الأربعاء سجين بعد إيداعه في السجن المدني بصفاقس بساعات جراء تعكر حالته الصحية.
فتح بحث تحقيقي
واقعة الحال وفق ما أوردها الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس المساعد الاول للوكيل العام مراد التركي تمثلت في تولي النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 1 إصدار بطاقتي ايداع بالسجن ضد الهالك وشقيقه تبعا لضبطهما بالطريق العام وخرقهما لإجراءات وقانون حظر الجولان وقد تم تبعا لذلك تحرير محضر بحث عدلي في حقهما من أجل ذلك إضافة الى هضم جانب موظف عمومي بالقول والتهديد حال مباشرته لوظيفه بحصول مشادة مع أعوان الأمن وإحالتهما على محكمة الناحية لمقضاتهما من أجل ما نسب اليهما.
وبتاريخ 3 مارس 2021 تعكّرت الحالة الصحية لأحد الشقيقين في السجن المدني ليتبين في ما بعد انه كان يشكو من مرض السكري وكان يتعاطى حقن الأنسولين. ورغم الإسعافات الأولية التي قدمت له في إدارة السجن والمركز الطبي توفي اثر نقله الى المستشفى في صفاقس.
وفور بلوغها العلم، أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 2 بفتح بحث تحقيقي في الغرض للكشف عن ملابسات وظروف الوفاة طبقا لأحكام الفصل 31 من مجلة الإجراءات الجزائية. وقد تعهّد قاضي التحقيق بالموضوع وأذن بإيداع جثة الهالك على ذمة الطبيب الشرعي لتشريحها وتحديد تاريخ الوفاة وساعته وأسبابه.
في الاثناء تمّ عرض شقيق الهالك على أنظار قاضي الناحية، الذي قرر الافراج عنه من سجن ايقافه. ووفق ما أورده مراد التركي فان الهالك من مواليد 1991وقد تم ايداعه يوم 2 مارس وتوفي يوم 3 مارس.
«إدارة السجن بذلت العناية اللازمة»
من جهته أكد الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للسجون والإصلاح سفيان مزغيش أن ادراة السجن قد قامت ببذل العناية اللازمة للهالك فور دخوله للسجن المدني بصفاقس.
وفي تصريح لـ«المغرب»، أكد مزغيش أن الهالك كان قد قضى يومين في مركز الاحتفاظ، وقد تم جلبه عشية الثلاثاء الفارط وتحديدا في الساعة السابعة مساء، إلى المؤسسة السجنية المذكورة تنفيذا لبطاقة إيداع صادرة عن وكيل الجمهورية وضعه على ذمّة محكمة الناحية بساقية الزيت من أجل مخالفة الوسائل الوقائية حال انتشار مرض وبائي وهضم جانب موظف عمومي.
وفور وصوله بدت على الهالك علامات التعب والإرهاق، فتم عرضه مباشرة على ممرض المؤسسة السجينة الذي سارع بإعطائه وجبة غذاء في مرحلة أولى ثم قام بإعطائه الحُقنة اللازمة. وبعد ان تحسنت حالته الصحية تم إيداعه في غرفة رفقة شقيقه الموقوف معه في ذات القضية.
كما تولى الممرض متابعة حالة الهالك طيلة الليل، ومراقبة وضعه الصحي. لكن وفي صباح يوم الاربعاء الموافق لـ3 مارس الجاري، ظهرت على الهالك علامات التعب، وبالتنسيق بين الممرض وطبيب المؤسسة السجنية وجميع العناصر المتداخلة، تم الاتصال بسيارة الإسعاف وإخراج الهالك على جناح السرعة. وقد عاين طبيب الإسعاف للهالك وفحصه وأجرى الاسعفات الأولية اللازمة ثم أمر بأخذه مباشرة الى المستشفى الجامعي بصفاقس. ليتم في ما بعد إعلام الإدارة العامة للسجون بوفاة الهالك. وقد تحولت التفقدية العامة على الفور على عين المكان للقيام بالأبحاث اللازمة وسماع شقيق الهالك وكافة الإطراف التي تعاملت معه قصد تحديد المسؤوليات ان وجدت.
فرع الرابطة التونسية الدفاع عن حقوق الانسان على الخط
حملت الرابطة التونسية الدفاع عن حقوق الانسان وزارتي الداخلية والعدل مسؤولية وفاة عبد السلام زيان، واكدت انها ستقوم بدورها كاملا في تتبع الجناة بصفتها ونيابة عن عائلة الضحية.
ووفق ما اوردته الرابطة في بيان لها أمس الخميس، نقلا عن عائلة الهالك، فان الحادثة تمثلت في عودة الأخوين اثر زيارة لمنزل أقاربهما بسيدي منصور في سيارة مساء الأحد على الساعة 7 س و45 دق على الطريق الحزامية صحبة ثلاثة من الأقارب اين تمّ إيقافهم من طرف دورية الشيحية قصاص عدد 11. واثر حصول مناوشة بين الأخ الأصغر المدعو (وائل) وأحد الأعوان الذي أستفزه عندما إتهمه بأنه يتظاهر بالنوم ولا يلتزم بالأدب أصرّ العون على إيقافه فتمسك الأخ الأكبر عبد السلام بمرافقته وهناك في مركز المدينة تم الاحتفاظ بهما وقضيا ليلة كانت فرصة للإعتداء عليهما ومنع الدواء عن عبد السلام.
وفي صباح يوم الإثنين تم نقل الأخوين إلى مركز الشيحية حيث حرر في شأنهما محضر بحث أحيلا بموجبه على النيابة العمومية التي قررت التمديد في الاحتفاظ بهما ثم أعيدا إلى مركز المدينة لقضاء ليلة ثانية تعكرت فيها صحة المرحوم عبد السلام بصفة كبيرة نقل اثرها للمستشفى لكن لم يتم تمكينه من الانسولين رغم مطالبته وإلحاحه وإكتفى من فحصه بقوله انه يعاني من قرح في المعدة فقط لا غير.
وفي صبيحة يوم الثلاثاء تم جلب الأخوين الى المحكمة الابتدائية صفاقس 1 أين تم عرضهما على مساعد وكيل الجمهورية الذي أصدر بطاقة ايداع بالسجن ولم يراع ظروف الاحتفاظ بالأخوين والوضعية الصحية للمرحوم عبد السلام الاهتمام اللازم طبقا لاحكام الفصل 13 مكرر من مجلة الاجراءات الجزائية.
ورغم علم المشرفين على الاحتفاظ بمركزي المدينة والشيحية والمشرفين على الايقاف التحفظي بالسجن بكون المرحوم عبد السلام في حاجة الى جرعات الانسولين و رغم تعكر حالته الصحية ورغم تسلمهما الدواء (2 حقنات) أنسولين من العائلة إلا أنّهم امتنعوا عن تمكين عبد السلام من جرعة الدواء.
وإزدادت حالته سوءا في السجن وأصبح يتقيأ الدم، فتم نقله إلى المستشفى مع بعض السجناء وقد حمله أخوه (وائل) على ظهره من السيارة إلى الداخل ويداه مكبلتان (مينوت) والأرجح أنه مات قبل الوصول إلى المستشفى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115