ملف التسمم بمادة القوارص في القصرين: تسع ملفات لدى التحقيق، توجيه تهمة القتل العمد إلى الموقوفة في ثلاثة منها وإيداعها في السجن

مرّ أسبوع تقريبا على فاجعة التسمم التي تعرض لها عدد من الاشخاص موزعين على جملة من الاحياء الشعبية بمدينة القصرين

وذلك نتيجة استهلاكهم لمادة القوارص الممزوجة بمواد أخرى وفق التحقيقات التي قامت بها احدى الفرق الامنية بالجهة التي تعهدت بالملف بتكليف من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين، هذا وقد قرّر قلم التحقيق بالمحكمة سالفة الذكر اصدار بطاقات ايداع بالسجن في حق المرأة التي قامت بترويج تلك المادة وذلك بتهمة القتل العمد مع سابقية القصد ولمزيد من التفاصيل تحدثنا مع رياض النويوي الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين
وتتمثل اطوار قضية الحال في استهلاك أكثر من ستين شخصا لمادة القوارص خلال نهاية الاسبوع الفارط مما تسبب في فاجعة جديدة جراء هذه المادة التي اودت بحياة تسعة أشخاص جراء تعرضهم لعملية تسمم في حين نقل العديد من المتسممين الآخرين الى المستشفى الجهوي بالقصرين اين تلقوا العلاج وغادرو الى منازلهم باستثناء حالة وحيدة لا تزال في حالة حرجة.

أكد رياض النويوي الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين في تصريح لـ«المغرب» ان قلم التحقيق الاول قد اصدر ثلاث بطاقات ايداع بالسجن ضد المرأة التي تم القاء القبض عليها مؤخرا في ما يتعلق بملف القوارص وذلك بعد سماع ورثة ثلاثة من بين المتوفين جراء عملية التسمم موضحا أنه قد فتحت ضدّ هذه المرأة تسع ملفات (في حق المتوفين التسعة) في انتظار سماعها في بقية الملفات، هذا وقد وجهت لها تهمة القتل العمد مع سابقية القصد لأنها هي من تملك مادة تضاف الى مادة القوارص التي تم استهلاكها. من جهة اخرى اكد النويوي أن قلم التحقيق وبمقتضى تساخير قام بها في الغرض يتم اجراء تحاليل على هذه المواد بالمستشفى الجهوي فرحات حشاد بسوسة وتحديدا بقسم السموميات للتعرف على المادة التي تسببت في عملية التسمم فهل هي القوارص في غير الصالحة للاستهلاك في حد ذاتها أم ان عملية التسمم كانت جراء المادة التي تمت اضافتها اليها في انتظار نتائج التحاليل.
أما في ما يتعلق ببقية الضحايا الذين تعرضوا الى التسمم ولكنهم بقوا على قيد الحياة فإن النيابة العمومية قد عهّدت الضابطة العدلية بالملف لفتح محاضر ولسماع المتضررين وسيعود الملف الى النيابة وعلى ضوء نتائج الابحاث سيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة من خلال فتح تحقيق وسماع المرأة بتهمة محاولة القتل العمد، هذا وقد اوضح الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين أنه من خلال الابحاث اتضح أن صاحب محل لبيع الفواكه الجافة هو من قام ببيع مادة القوارص الى الاشخاص الذين قاموا باستهلاكها وأنه هو كان من بين الضحايا الذين استهلكوا هذه المادة وتوفي متأثرا بالإصابة خاصة وأن تقارير الطب الشرعي التي اجريت على المتوفين بينت أن كميات المادة المستهلكة تسببت في هبوط حاد للدم في اجزاء حيوية في الجسم مثل المخ والكلى والكبد مما تسبب في الوفاة وفق ما اوضحه المدير الجهوي للصحة بالقصرين في تصريح سابق. وللتذكير فإن هذه الحادثة ليست الاولى من نوعها في تونس فقد عاشت معتمدية اولاد حفوز من ولاية القيروان منذ ماي 2020 حالة مماثلة حيث تعرض عدد كبير من الشباب والكهول الى حالة من التسمم لأكثر من سبعين شخصا جراء استهلاك مادة القوارص مما ادى الى وفاة عدد كبير منهم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115